الكلمة : ربما انعطافة صغيرة تغير مسار حياتنا وتقلبها راسا على عقب
حتى لو كانت ساق مكسورة لرجل بسيط
الاهداء : الى الدكتور.. جاكي عبود وبدرعبد المجيد.. وصادق علاوي ..
والى كل من يطلق ألآه قبل المريض
كنت اتمنى ان اصبح طبيباً.. لأعتني بأمي وأبي.. وأخواتي..واهلي في منطقة الطيطران..وابو دودو.. لكنهم جاءوا يحملون أبي الذي أنزلق وسقط على الارض.. وكسرت ساقه.. وكان لابد لي وأنا الابن البكر.. أن أعمل في المقهى الصغير بدلاً منه.. وقد أجرى له طبيب عملية جراحية أتضح فيما بعد ان هناك خطأً في اجراء تلك َالعملية.. مما دفعنا لاجراء ثلاث عمليات اخرى على فترات متباعدة .. نتيجة لذلك الخطأ.. مما اضطرني للعمل بدلا عن ابي وتركت الدراسة وبقيت أعمل وأوفي جزءاً من الدين الذي غرقنا فيه.. وحين ذهبت لرؤية الطبيب ..كان مهندم الثياب بنظارة طبية أنيقة واظافر مقلمة باعتناء وحذاء مصبوغ.. لكني لم استطع أن أمسك نفسي عن الثورة في وجهه.. فطردني من المستشفى.. وكنت أبكي بحرقة..
وتمضي السنين بطيئة وسريعة..باردة وحارة .. حزينة وسعيدة.. وذات ليلة وقفت سيارة طويلة نظيفة امام (مقهاي الصغير) وترجل منها رجل طويل.. نظيف.. بأظافر مقلمة.. وحذاء مصبوغ ونظارة طبية انيقة.. وطلب مني قدحاً من الشاي.. نظرت اليه.. طويلاً.. عرفته.. وكيف لي ان أنساه.. سألني باستغراب:
- أنت تحدق بي.. هل تعرفني؟
- أنت طبيب.. اليس كذلك؟
- نعم. من انت؟ هل تعرفني..؟
- كنت اتمنى ان أصير طبيباً..
- وما الذي منعك من تحقيق امنيتك ..؟
- ساق أبي .. المكسورة.. يا دكتور
وما منعني.. هم أولادي .. الذين ينتظرونني .. وربما كان واحداً منهم يحمل في قلبه أمنية.. لا أريد أن اسحقها ولو بجمجمة طبيب!.
E:mail:alihadad012@Gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق