تلكُمُ الحناجِرُ تُحاكي وِجْدَانًا مرتبِكا
لا تنبُسُ ببنتِ شفةٍ...
الدّهشَةُ فزّاعةٌ تهشُّ مخدعَك
تلوكُها شفاهُ التُّرابِ
أراوِغُ النَّوى عسى أن تخمُدَ حمَى المزاريبِ
النّومُ فرَّ من وسادتِي..
واحْدَودبَ النَّبْضُ على ضفافِ الأرقِ
رِيقُ الهذيَانِ تيبَّسَ في يمِّك !
مُذْ غِبْتَ يا وطني ماعُدْتُ أداعبُ الرّيح !
الذئابُ تمتصُّ رحيقَ يوسُفِكَ ..
تُمْطِرُ دمعاتٍ مُنهكةً
يَتَورّدُ خدُّ الشَّوارعِ من دمِكَ
ماذنبُ العصافيرِ تموت في بلدي مُختنِقةً؟
ما ذاك إلاّ لأنّك عميقٌ تأبَى طأطأةَ الرأسِ ..
سنبلةٌ حُبْلى تَسَعُ زفْرةَ طيوفِ الشمسِ ، تراقصُ صحراءَ قلبِي ..
لم يَغِبِ الشَّقاءُ فِينَا
قد أشْبعَنَا العناءُ جوعًا
ْمنذُ الأزلِ. .
(ما مرَّ عامٌ والعراقُ ليسَ فيهِ جوعْ )
صدقَت نبوءةُ السَّيَّابِ
حين تجرَّدتِ المزاريبُ من ابْتهالاَت المطرِ
وَتَفَتَّتَ دِفْءُ الأغنياتِ حينَ زُفَّتْ أنشودةُ المطرِ :
حزينةٌ انا ..حزينةٌ ..
عِراقٌ يبكي جُرحًا
يَعَضُّ صخرَةَ العبثِ
فبعضُ الأحزانِ تقْضِمُ مخادِعَ الحقيقةِ
قُرْبَانًا لسلاطينِ الظَّلامِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق