مرّت أعوام وعقود ؛ بل قرون . الجميع يعرفها : قريب أم بعيد، عدو وصديق، جذورها تمتد وتمتد ، تسبح في جوف الأرض، أصلها ثابت وأغصانها في السّماء، حنونة على بغى إليها من سبيل ، والكلّ ينعم بظلالها ، وهي حياة في كل جيل.
يشار إليها بالبنان، وهم في حبها سواء، الجميع يتفيأ ظلالها، ويأكل خيرها، فالظلّ وارف والخير كثير.
كثر الحاسدون ، وظنّوا على أهلها النعيم، وسارع الجمع من بعيد وقريب ، زعموا أنها لا تليق ، وتقطع الطريق فلا بدّ من حريق،تناوشتها الأيدي والعيون، وبمعاول الأهل تناثرت أعوام وسنون .
نزفت دماؤها على أيدي الغريب والقريب، والعدو والصديق، وتقطعت أوصالها .
حملوا الأغصان أمام الجموع، بلا دموع، وصارت طعاماً للحريق ، وأعلوا مكانها ملهىً يليق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق