أيُّها العالمُ الأصمّ
أنخرتْ أذنيَكَ ما نخرتْ منسأةَ سليمانَ النّبيّ؟
أرهنت لسانَكَ في مصارفِ الدّمِ الأبيض ؟
الصّغارُ هنا
يرسمون بطباشيرِ تشرينَ غداً من غيرِ
سخامٍ
يشوّهُ وجهَ الفجر . . .
وأنتَ حطباً لهُ
تجمع . . .
نعم
لعلَّكَ لا تسمعُ غيرَك . . .
لا غرابةَ
أنْ وُزّعَتْ هيروشيما من جديدٍ وجباتٍ ساخنة هنا
وهناك . . .
لا خِيارَ لغريقٍ كيفَ يموت ؟
. . . . .
إخوةَ البئر
سرقتُم دمَ ذئبٍ لم يولد
أحضرتم العشاءَ معكم باكياً . . .
ستجرّون وراءَكم سنواتِ ندمٍ
ليس لها شقٌّ في مغفرة . . .
الآن
لا تغادروا مستنقعَ صمتٍ
كنتم فيهِ أسوأَ من ضفادعِه . . .
فذا
قد يكلّفُ كشفَ هويّاتٍ بنعوتٍ
تخجلُ منها أرصفةُ الضّياعِ في سوهو . . .
صعْبٌ على مومسٍ أنْ تفعلَ هذا
فهي خرساءُ
لا تنطقُ إلآ في مخدع . . .
ماذا بقي من أبجديةِ العربِ العاربة؟
غيرُ حروفٍ خُنثى
تعساً لحُبالى البيتِ المتوسّط !
. . . . .
وعّاظٌ
يزنون بعباراتِ السلفِ الصالح . . .
سماسرةٌ
تُفتحُ الأبوابُ لسماسرةٍ بما لا تراهُ عين . . .
بينهما لا يحملُ اسماً . . .
ابتسامةُ رضا على وجهِ هامانَ منحوتةٌ من ألمِ التّعساء
لؤلؤة
يستبقون إليها
ولو باعوا حِجْرَا
درجوا فيه . . .
سحالٍ
تلتصقُ حينَ يكونُ الظّنُ بلا حراشف . . .
لتنالَ حظوةَ فاجرةٍ ظمأى لرجلٍ
يستبدلُ وطناً بقميصِ امراة . . .
. . . . .
تلبّدَ الشّعر
لم تعُدْ غيومُهُ تتلاقح . . .
برقٌ
لا يُخيفُ أقدامَ لُصّ . . .
تلاشى الهطولُ على لسانِ مسحاةٍ
ترمّلتْ ساعةَ إنْ أذِنَ ديموزي ببدءِ البَذار . . .
هائمٌ
يرتدُّ إلى حنجرتهِ ما يبوح
يجمعُ صداهُ على شفارِ واد . . .
يتبعُهُ غاوٍ
لا يرى أبعدَ من أرنبةِ أنفِه . . .
ذلك
ورقٌ من كهفٍ في سوقِ الرّقيم . . .
السّعفُ اليابس
لا يخضرُّ وإنْ أدركهُ الرّبيع . . .
. . . . .
الجروحُ قصائد
لم يحوِها ديوان . . .
بحورُ الخليل
لم تملأْ ثُقبْاً لرصاصة
لم توقفْ نزيفاً لحياةٍ في بطنِ دقائقَ
كان لها أنْ تكونَ مديدَ عُمر . . .
فلا مُقامَ لقافية
تتعطّرُ لمجلسِ أُنسٍ ماجن
وشمسُ تشرينَ
تُرضِعُ التّرابَ وهجَ القيدِ المُنكسر . . .
لا أقدسَ من لا
تقولُها قطرةُ دم
تكونَها نَعَمَاً في حضرةِ معشوق . . .
القلبُ ونبضُهُ في عشقهِ
يتباريان . . .
. . . . .
أيّتُها الرّيحُ الغضوب
خُذيهِ خالداً نحو المدى
رُدّيهِ ترتيلةً على شفاهِ تشرينَ العظيم
سالماً (عراق) !
كيفَ لا تُشقُّ السّماءُ تابوتاً لمُتدلٍّ بخيطِ دمٍ تشرينيّ ؟
رفقاً
أيَّتُها الملائكة
إنّها أشلاءٌ
أحبّتْ أنْ تكونَ في أحسنِ تقويم . . .
لكنَّ فرعونَ طغى
فهل ينفلقُ البحرُ ثانيةً لتكونَ الخاتمة ؟
تشرين ثان / 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق