حديثُ الأُم، التي انفصلت، أو ترمَّـلت، عن تضحياتِها، وما بذلته في تربيةِ أبنائها، وتعليمِهم، حقها، لكن الإسهابَ في ذلك، أو تكراره، في كل مُناسَبة، بل من دونِ مُناسبةٍ أحياناً، قد يأتي بنتيجةٍ عكسية...!
وما يستفيضُ فيه الأب، الذي عانى الانفِصالَ أوالترمُّل، بالحديثِ عن إيثاره، وأنه لم يتزوج من أجلِ أبنائه، بل يتَّهِم أبناءه، بأنهم لا يستحقونَ كل ذلك، ولا بعضه، قد يأتي بالنتيجةِ العكسيةِ نفسِها...!
لأن اعتِرافَ الأبناءِ بذلك، وتقديرهم لدور هذه الأُم، التي ضحت بكل شيء، والأب الذي فضَّلهم على نفسه، يأتي بالنتيجة المرجوة، من الأُم والأب والأبناء، ويضع الأمورَ في نِصابِها.
لنفعل ما علينا، ابتغاءَ مرضاةِ الله، ونترك لِمَنْ حولنا تقديرَ ذلك، من دونِ انتِظار الرد، لأنه ليس دَيْـناً عليهم، بموعِد سَداد، ولا إيصال أمانة، بل أمانة، أعاننا الله على أدائها، ووفقنا في ذلك، بكرَمِه ومَـنِّـه علينا وعليهم.
أعينوا أبناءكم على البِــر، بتوصيلِهم إلى البَــر، واثْـبِتوا لهم أنكم تستحقون بالفِعل، ولا تنتظِروا رَدَّ الفعل، فبذلك تنالونَ الجزاءَ الأوفى، وإن كان ذلك واجِباً على أُمٍّ فعلتْ ذلك وحدَها، أو أبٍ أداه على الوجهِ الأكمَل، فعلى الأُمِّ والأبِ معاً، من باب أولى وأوجَـب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق