استقبله بدفءِ الجوابِ
حينما لبّى طلبه الخفيف
أشارَ إليه من منضدته
إلى الجلوسِ مع حاشيته
يشطبُ التصنيف
طائفةٌ واحدةٌ تحتوي الأمة
لا تقبل التياراتِ الواعدة والمعاكسة ،
بعد خروجه حيث لم يستجب للمطاولة
في لحظةِ نشوةٍ لم تسبقها دهشة
سقطَ صاروخٌ من صناعةٍ محلية
ماتت الجارية أثناءَ رعشةِ الأرداف
وانشق الدف .
في اليوم التالي
بانَ الحزنُ على محياه
أغلقَ وجهَ التلفاز بقطعٍ من اللّيل
لم يفصح عمّا جرى
يخشى على عورةِ البركان
فيها صرّةٌ لم تسترها تباريح مزمجرة
حدّقَ بجداولِ الرّيح
يقرأ منافي الرُّوحِ بقعةً بقعة
يتغذى بعلفٍ طعمه سيقانٌ عاريةٌ من السنبل
يتدجّنُ في الحديقةِ الخلفية
ظلالها تتنعمُ بجذوعِ الأشبال
ما خفي كان الأعمّ
يوم دسّ مفتاحَ غرفته السرية
في عشبٍ بلا ترقيم
ذكّره بأيامِ الطفولة
ومراهقته المكسوة بالشوائبِ والبثور
لن يكن معه منصفاً
حينما غادرَ الفقرَ وحده من زمنٍ ليس ببعيد
أشارَ إليه أن يصطحبه
إلى شجرةٍ منصرم فيها موسمُ الاخضرار
تقبعُ وسطَ القفارِ
يجاورُ رمالَ السكونِ ويعاشرُ السراب
أو يبقى في الباحة
يتجمعُ مع الموادِ المستهلكة
وكراسي العوق ،
تيقنَ أنّ الهلاكَ لا محال
لقد استعملَ كلّ المعاجين
وأثقلَ في تناولِ الفرشاة
أسنانه صفر من جراءِ النحيب
وغزو الدخان الرهيب
سيستغلُ غفلةَ الكبريت
ويشعلُ عوداً واحدا
يكفي لتغيير القديم
ليكون رماداً تذروه الرياح
لعله يستريح من لغوةِ المناقير الخاوية ..
البصرة / ١٥-٨-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق