جمالية البساطة في التشكيلات الشعرية المعاصرة شاهين دواجي
لك البحر ...
ولي السّماء...
لا تحزن ولا تبتهل،
فقد وهبتُك من السّماء زرقتها
ومن الرّوح توهّجها
وطرّزت ليلك أنجما
وبحرير أناملي توّجتُ هامتك أكاليل ضياء...
لا تخش زمهرير الشّتاء
وقد دثّرتُك بزلال حرفي
وزرعتُ في نبض بياضك عبقَ ألف أغنيّة
فهفت الفراشات إليك خفافا،
تردّد شدو ذاك الصّدى...
ورقصت البلابل نشوى
بترانيم ذاك المساء...
وظللتُ أنتظر، أنتظر، أنتظر...
أن ينجم في الفؤاد ربيع، كذاك الّذي
كان لنا، يوم كان العيش غلاما،
وكنتُ وكنتَ المنى...
أتيتَ.
مثقل الخطوات أتيتَ!
فارغ الوطاب أتيتَ !
كالح الفؤاد أتيت...!
أمّا أنا ، آه يا أنا...
فلا شيء أُهديك إلّا...
خشخاشا وعوسجا!!!
ولا شيء منك أرتجيه غير
هدنة مسافر
أضاع الدّرب والبوصلة!!!
- يخطئ الكثير من شعرائنا في فهم جزئية " الغموض الفني في الشعر " حين يجعلون نصوصهم شيئا مغلقا لا ينال منه القارئ سوى تعبٍ ونصبٍ ...النص -والحال هذه - عقوبة لا تمتّ الى المتعة بصلة ... هاته المتعة التي تشتاق غريزة القارئ الى ممارستها على تفاصيل النص . ثم لا يلبث هذا النوع من النصوص أن يكون عامل طرد للقرّاء لأنهم تيقنوا أنّ الدخول والسياحة ممنوعة بأمر من صاحبه .
- من جهة أخرى أتمثّل النصوص المفتوحة كعذراء تهب نفسها لكلّ من هبّ ودرج فتسقط من عين من يشتهيها ؟ ببساطة ودون عرض الأطروحات المتعلقة بالمسألة ومناقشتها – فليس هذا غرضنا – الجمالية كما ترى أستاذتنا د: خيرة شاملي" أن يغلق المؤلف نصّه بإحكام ثمّ يترك نسخة من مفتاح القفل في مكان قريب " . وبغض النظر عن مآلات أطروحة الدكتورة خيرة إلّا أنّني أزعم أن الصّاب حالفها هنا الى حدّ كبير فإغلاق النص حفظ لهيبة النص ومظنّة الخلود ، وتمكين القارئ من مفتاح النص مظنّة التجاوب و والبعد عن " الطّلسمة " . ثم يهمّني هنا أن أشير إلى عبارة :" ثمّ يترك نسخة من مفتاح القفل في مكان قريب " وبالذات لفظة " قريب " الدالة على عدم التطّرف في الغموض .
- هذا أذا تكلّمنا عن الغموض الفني أما الغموض الانتحاري الذي يقصد به صاحبه استعراض العضلات فهذا ليس موضوعنا لأننا نتفق على استهجانه . ويحفظ الله الدكتور عبد الملك مرتاض فقد كان يسمّيه : "غموض أنا هنا ".
- لست هنا بصدد التنظر للغموض وماهيته ولكن أردت أن ابين عن سلوك في الكتابة ينتهجه البعض قيتألقون ويسئ فهمه البعض فيفقدون البريق.
- وهناك من الكتّاب من ينتهج البساطة في كتابته فيحسن استخدامها هذا النوع من الكتاب يترك المفتاح على حاله في مجراه في قفله ولا تمسّ السآمة القارئ من بعيد أو قريب والسر في هذا أن هذا النوع من الكتاب يستعيض عن الغموض بأنواعه بجرعة مركزة من المتعة . والأمثلة عن هذا كثيرة جدا ربما كان "البردوني و"مطر" رواد هذا الإتجاه .
الجانب التطبيقي :
- استطيع أن أزعم بأن البساطة الفنية التي تحدّثت عنها قبل قليل متواجدة بصورة بهيّة في هذا النص الجميل للناقدة والأكاديمية التونسية صفية عبد الجليل.
- قلت :النص من الأدب الوجداني يحكي عن الذات العطشى للحب التي تعيش قلقا وجوديا ينتهي بها الى ضياع الحب من بين أناملها .
- تعتمد المؤلفة في هذا النص على سيمياء الطبيعة حيث تنحو نحو الرومنسيين . المفارقة تتأتّى من استخدام العلامات فبعضها يستخدم استخداما رمزيا وبعضها الآخر إنّما يرد في سياق المجازات التي نعتادها من الرومنسيين في غزلهم خصوصا .
- تستخدم الشاعرة هنا نحو عشرين رمزا طبيعيا ، وضعفه من الصور البيانية في تشكيل قصير كهذا التشكيل مع هذا لاوجود للعنت لدى القارئ؟.
- لنعد الى قضية المفتاح الذي تكلمت عنه في بداية حديثي حيث نجده في أذا النص عند العتبة :
*لك البحر ...
*ولي السّماء...
- هذا هو المدخل يتيقّن القارئ أن النص جدلية بين الأنا والآخر أو الحبيب والحبية وعلى هذا يبني قراءته ويتأول باقي العلامات ، والحق أن هذه مجازفة من الكاتبة كانت تكلفها الإزراء بنصّها لهذا نجدها تشتغل بعد هذا على المتعة التي تبقي قارئها أطول مدة ممكنة داخل التشكيل .
- تستخدم المؤلفة لإنقاذ نصّها من فخّ الرتابة والإعتيادي أقصى ما تستطيع من علامات الوجدان مستندة الى تصوير جديد مدهش يشي بتمكن ومعرفة عميقة لأساليب الشّعريّة المعاصرة :
*وبحرير أناملي توّجتُ هامتك أكاليل ضياء...
*وزرعتُ في نبض بياضك عبقَ ألف أغنيّة
*فهفت الفراشات إليك خفافا،
*تردّد شدو ذاك الصّدى...
*ورقصت البلابل نشوى
*بترانيم ذاك المساء...
بهذا النفس الجبراني يمكن للشاعر أن يفتح تشكيله مطمئنّا لأن العين القارئة وقعت تحت سطوة المتعة وسكرت فلا تحسّ الرتابة كما لايحسّ السّكيربؤس حاله الا حين طلوع الشمس .
- في المقطع الثاني تتغيّر نبرة النص إن من حيث اللغة الشعرية حيث تدخل العلامات الدالة على القلق والسآمة والخوف كعلامة : " أنتظر " حيث يشي استخدامها بالذكاء من حيث أنها تحيل على تناصات ذكية أشهرها نص : ( في انتظار الله ) لصمويل بيكيت كما يشي تكرارها بحالة الذات حين تتملكها العذابات في صحراء الوجد . وثم تتكرّر علامة " كنت " لتعمّق الشعور وتذيّت العلامات التي بعدها وتحيل على الزمن زمن العشق .
- أما من جهة الدفق الشعوري ففي هذا المقطع ينقص منسوب الأمل فبعد حالة العشق المبهجة التي تعيشها الكاتبة أول النص – وإن كانت مجرّد أمنيات – تستفيق الشاعرة على كابوس فحواه أن الحبيب غائب يعشق غيابه قسرًا :
*وظللتُ أنتظر، أنتظر، أنتظر...
*أن ينجم في الفؤاد ربيع، كذاك الّذي
*كان لنا، يوم كان العيش غلاما،
*وكنتُ وكنتَ المنى...
- في المقطع الأخير يأتي الأخر الى الذات لكن الذات تكون قد سئمت ممارسة طقوس العشق بل واستغنت عنها أبدا ... لا حيات لحب يكون فيه الحبيب :
*مثقل الخطوات أتيتَ!
*فارغ الوطاب أتيتَ !
*كالح الفؤاد أتيت...!
- الحبيب والحال هذه عدم محض .
- ليس للذات أن تمدّ هذا العائد بشيء وقد فات الأوان :
*أمّا أنا ، آه يا أنا...
*فلا شيء أُهديك إلّا...
*خشخاشا وعوسجا!!!
- تعود الكاتبة الى تقنية التكرار التي عاملت بها علاماتها في المقطع الأول صوتيّا لكن مع الضمير أنا تتكرر اللّفظة مضافة الى اِسم الفعل "آه" الموحي بالألم العميق الدفين . ومضافة – العلامة أنا – الى حرف النداء للبعيد الدال على فقد الذات كينونتها فهي تناديها رغبة في استرجاعها وامتلاكها ثانيةً
- كما نجد استخدامًا ذكيًّا لمظاهر الطبيعة حيث يحيل كل من الخشخاش والعوسج على المهمل والرتابي بالنسبة للذات .
- في المقطع الأخير تعمد الكاتبة الى الأبحار بطريقة مغايرة تماما حين تتخلّى عن التصوير والتّرميز وتتكلّم بالحقيقة مستعيضة عنهما بعنصر الدهشة وكسر التوقّع حين تريد من هذا العائد شيئًا شبيها بالعبث :
*ولا شيء منك أرتجيه غير
*هدنة مسافر
*أضاع الدّرب والبوصلة!!!
- الذات هنا تسلك طريقا مغايرا فهي تريد ألّا تريد في حالة شبيهة بحالات المتصوفة حين ينقطعون للتيتّل .
- ما أردت قوله هنا :
- البساطة في الشعر ميزة حداثيّة من حيث إنها نقيض التكلف بشتّى صوره وأزعم أن هذا النص توفّر على البساطة الفنّيّة في أبهى صورها حيث استطاعت الكاتبة النّأي عن الرتابة النصيّة من خلال أسلوبين :
1-/ التنويع العاطفي الذكي حين انتقلت من الأمل نحو القلق وصولا الى الفقد .
2-/ حسن استخدام العلامات النصية على كل المستويات :
- المستوى الصوتي وجمالية التكرار ( أنا / كنت / أنتظر )
- المستوى المعجمي : معجم رومنسي يوافق الحالة الشعورية فرحا ومأساويّة .
- المستوى الدلالي : الترميز / الصور بأنواعها
لك البحر ...
ولي السّماء...
لا تحزن ولا تبتهل،
فقد وهبتُك من السّماء زرقتها
ومن الرّوح توهّجها
وطرّزت ليلك أنجما
وبحرير أناملي توّجتُ هامتك أكاليل ضياء...
لا تخش زمهرير الشّتاء
وقد دثّرتُك بزلال حرفي
وزرعتُ في نبض بياضك عبقَ ألف أغنيّة
فهفت الفراشات إليك خفافا،
تردّد شدو ذاك الصّدى...
ورقصت البلابل نشوى
بترانيم ذاك المساء...
وظللتُ أنتظر، أنتظر، أنتظر...
أن ينجم في الفؤاد ربيع، كذاك الّذي
كان لنا، يوم كان العيش غلاما،
وكنتُ وكنتَ المنى...
أتيتَ.
مثقل الخطوات أتيتَ!
فارغ الوطاب أتيتَ !
كالح الفؤاد أتيت...!
أمّا أنا ، آه يا أنا...
فلا شيء أُهديك إلّا...
خشخاشا وعوسجا!!!
ولا شيء منك أرتجيه غير
هدنة مسافر
أضاع الدّرب والبوصلة!!!
- يخطئ الكثير من شعرائنا في فهم جزئية " الغموض الفني في الشعر " حين يجعلون نصوصهم شيئا مغلقا لا ينال منه القارئ سوى تعبٍ ونصبٍ ...النص -والحال هذه - عقوبة لا تمتّ الى المتعة بصلة ... هاته المتعة التي تشتاق غريزة القارئ الى ممارستها على تفاصيل النص . ثم لا يلبث هذا النوع من النصوص أن يكون عامل طرد للقرّاء لأنهم تيقنوا أنّ الدخول والسياحة ممنوعة بأمر من صاحبه .
- من جهة أخرى أتمثّل النصوص المفتوحة كعذراء تهب نفسها لكلّ من هبّ ودرج فتسقط من عين من يشتهيها ؟ ببساطة ودون عرض الأطروحات المتعلقة بالمسألة ومناقشتها – فليس هذا غرضنا – الجمالية كما ترى أستاذتنا د: خيرة شاملي" أن يغلق المؤلف نصّه بإحكام ثمّ يترك نسخة من مفتاح القفل في مكان قريب " . وبغض النظر عن مآلات أطروحة الدكتورة خيرة إلّا أنّني أزعم أن الصّاب حالفها هنا الى حدّ كبير فإغلاق النص حفظ لهيبة النص ومظنّة الخلود ، وتمكين القارئ من مفتاح النص مظنّة التجاوب و والبعد عن " الطّلسمة " . ثم يهمّني هنا أن أشير إلى عبارة :" ثمّ يترك نسخة من مفتاح القفل في مكان قريب " وبالذات لفظة " قريب " الدالة على عدم التطّرف في الغموض .
- هذا أذا تكلّمنا عن الغموض الفني أما الغموض الانتحاري الذي يقصد به صاحبه استعراض العضلات فهذا ليس موضوعنا لأننا نتفق على استهجانه . ويحفظ الله الدكتور عبد الملك مرتاض فقد كان يسمّيه : "غموض أنا هنا ".
- لست هنا بصدد التنظر للغموض وماهيته ولكن أردت أن ابين عن سلوك في الكتابة ينتهجه البعض قيتألقون ويسئ فهمه البعض فيفقدون البريق.
- وهناك من الكتّاب من ينتهج البساطة في كتابته فيحسن استخدامها هذا النوع من الكتاب يترك المفتاح على حاله في مجراه في قفله ولا تمسّ السآمة القارئ من بعيد أو قريب والسر في هذا أن هذا النوع من الكتاب يستعيض عن الغموض بأنواعه بجرعة مركزة من المتعة . والأمثلة عن هذا كثيرة جدا ربما كان "البردوني و"مطر" رواد هذا الإتجاه .
الجانب التطبيقي :
- استطيع أن أزعم بأن البساطة الفنية التي تحدّثت عنها قبل قليل متواجدة بصورة بهيّة في هذا النص الجميل للناقدة والأكاديمية التونسية صفية عبد الجليل.
- قلت :النص من الأدب الوجداني يحكي عن الذات العطشى للحب التي تعيش قلقا وجوديا ينتهي بها الى ضياع الحب من بين أناملها .
- تعتمد المؤلفة في هذا النص على سيمياء الطبيعة حيث تنحو نحو الرومنسيين . المفارقة تتأتّى من استخدام العلامات فبعضها يستخدم استخداما رمزيا وبعضها الآخر إنّما يرد في سياق المجازات التي نعتادها من الرومنسيين في غزلهم خصوصا .
- تستخدم الشاعرة هنا نحو عشرين رمزا طبيعيا ، وضعفه من الصور البيانية في تشكيل قصير كهذا التشكيل مع هذا لاوجود للعنت لدى القارئ؟.
- لنعد الى قضية المفتاح الذي تكلمت عنه في بداية حديثي حيث نجده في أذا النص عند العتبة :
*لك البحر ...
*ولي السّماء...
- هذا هو المدخل يتيقّن القارئ أن النص جدلية بين الأنا والآخر أو الحبيب والحبية وعلى هذا يبني قراءته ويتأول باقي العلامات ، والحق أن هذه مجازفة من الكاتبة كانت تكلفها الإزراء بنصّها لهذا نجدها تشتغل بعد هذا على المتعة التي تبقي قارئها أطول مدة ممكنة داخل التشكيل .
- تستخدم المؤلفة لإنقاذ نصّها من فخّ الرتابة والإعتيادي أقصى ما تستطيع من علامات الوجدان مستندة الى تصوير جديد مدهش يشي بتمكن ومعرفة عميقة لأساليب الشّعريّة المعاصرة :
*وبحرير أناملي توّجتُ هامتك أكاليل ضياء...
*وزرعتُ في نبض بياضك عبقَ ألف أغنيّة
*فهفت الفراشات إليك خفافا،
*تردّد شدو ذاك الصّدى...
*ورقصت البلابل نشوى
*بترانيم ذاك المساء...
بهذا النفس الجبراني يمكن للشاعر أن يفتح تشكيله مطمئنّا لأن العين القارئة وقعت تحت سطوة المتعة وسكرت فلا تحسّ الرتابة كما لايحسّ السّكيربؤس حاله الا حين طلوع الشمس .
- في المقطع الثاني تتغيّر نبرة النص إن من حيث اللغة الشعرية حيث تدخل العلامات الدالة على القلق والسآمة والخوف كعلامة : " أنتظر " حيث يشي استخدامها بالذكاء من حيث أنها تحيل على تناصات ذكية أشهرها نص : ( في انتظار الله ) لصمويل بيكيت كما يشي تكرارها بحالة الذات حين تتملكها العذابات في صحراء الوجد . وثم تتكرّر علامة " كنت " لتعمّق الشعور وتذيّت العلامات التي بعدها وتحيل على الزمن زمن العشق .
- أما من جهة الدفق الشعوري ففي هذا المقطع ينقص منسوب الأمل فبعد حالة العشق المبهجة التي تعيشها الكاتبة أول النص – وإن كانت مجرّد أمنيات – تستفيق الشاعرة على كابوس فحواه أن الحبيب غائب يعشق غيابه قسرًا :
*وظللتُ أنتظر، أنتظر، أنتظر...
*أن ينجم في الفؤاد ربيع، كذاك الّذي
*كان لنا، يوم كان العيش غلاما،
*وكنتُ وكنتَ المنى...
- في المقطع الأخير يأتي الأخر الى الذات لكن الذات تكون قد سئمت ممارسة طقوس العشق بل واستغنت عنها أبدا ... لا حيات لحب يكون فيه الحبيب :
*مثقل الخطوات أتيتَ!
*فارغ الوطاب أتيتَ !
*كالح الفؤاد أتيت...!
- الحبيب والحال هذه عدم محض .
- ليس للذات أن تمدّ هذا العائد بشيء وقد فات الأوان :
*أمّا أنا ، آه يا أنا...
*فلا شيء أُهديك إلّا...
*خشخاشا وعوسجا!!!
- تعود الكاتبة الى تقنية التكرار التي عاملت بها علاماتها في المقطع الأول صوتيّا لكن مع الضمير أنا تتكرر اللّفظة مضافة الى اِسم الفعل "آه" الموحي بالألم العميق الدفين . ومضافة – العلامة أنا – الى حرف النداء للبعيد الدال على فقد الذات كينونتها فهي تناديها رغبة في استرجاعها وامتلاكها ثانيةً
- كما نجد استخدامًا ذكيًّا لمظاهر الطبيعة حيث يحيل كل من الخشخاش والعوسج على المهمل والرتابي بالنسبة للذات .
- في المقطع الأخير تعمد الكاتبة الى الأبحار بطريقة مغايرة تماما حين تتخلّى عن التصوير والتّرميز وتتكلّم بالحقيقة مستعيضة عنهما بعنصر الدهشة وكسر التوقّع حين تريد من هذا العائد شيئًا شبيها بالعبث :
*ولا شيء منك أرتجيه غير
*هدنة مسافر
*أضاع الدّرب والبوصلة!!!
- الذات هنا تسلك طريقا مغايرا فهي تريد ألّا تريد في حالة شبيهة بحالات المتصوفة حين ينقطعون للتيتّل .
- ما أردت قوله هنا :
- البساطة في الشعر ميزة حداثيّة من حيث إنها نقيض التكلف بشتّى صوره وأزعم أن هذا النص توفّر على البساطة الفنّيّة في أبهى صورها حيث استطاعت الكاتبة النّأي عن الرتابة النصيّة من خلال أسلوبين :
1-/ التنويع العاطفي الذكي حين انتقلت من الأمل نحو القلق وصولا الى الفقد .
2-/ حسن استخدام العلامات النصية على كل المستويات :
- المستوى الصوتي وجمالية التكرار ( أنا / كنت / أنتظر )
- المستوى المعجمي : معجم رومنسي يوافق الحالة الشعورية فرحا ومأساويّة .
- المستوى الدلالي : الترميز / الصور بأنواعها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق