ثَمَّةَ حرّفٍ
يُغري فمي
لثورةٍ صمّاءْ ،
حرفٌ ينثُ مطراً دافئا .
اغرقُ في سوادِ مقلتيكِ
تَعُبُّ مدادَ الثاء
في بياضِ ثغركْ
فازددتِ حسناً لحسنكِ
في جناتٍ لم أعهدها .
أولُ الحروفِ ثاءٌ
وآخرها صمتٌ مطبقٌ
عند اللقاءِ .
الشتاءُ لغةٌ ملبدةٌ بغيومٍ مصابةٍ بالسعيرِ
من قيظٍ بائدٍ
نتوهُ بين صراعِ الحروفِ ،
وشوقا يُكتبُ على صفحاتِ شتاءِ عشقكِ
هو حمالُ أوجهٍ
ثمّةَ تأويل وتأويل
لهذا الحرف الذي يُداعبُ شفتيْنْ
بطرفِ لسانْ ،
انهُ كالغسقِ
وشمسٍ تلونتْ سبعاً
وشوقاً جارفاً لمطرٍ يتهاوى غيرّةً
من ندى حروفٍ ترسمُ لقاءنا المرتقب .
نودعُ اصيافاً
وعهوداً في البال
والحانِ ربابةٍ غجريةٍ
تَعْزفُ بُكاءَ المطر .
الخلودُ لهفتي لبسمةِ حرف .
حين يرفعُ آذانُ العناق
لا نشوةَ
إلا لرذاذ الثاءِ في فمكِ ،
يرتبكُ الشتاءُ
نغادرُ أصيلَ الشمسِ
ونلبي النداءَ .
تصببَ الثاءُ عرّقاً
من لسانِ أعجميٍّ
ينطقُ بألفاظٍ جسورٍ
ويعبثُ بمساحاتِ فَميّنا بقسوةِ تموز
وجلادةِ كانون .
الثاءُ ثملٌ بين شفتيكِ المرتجفتينِ
تتراقصانِ على لحنِ أزليٍّ
تشكلهُ لغةٌ سماويةٌ
هبطتْ في لحظةٍ غير محسوبةٍ
تعزلني من نبوءتي
إلى ظلٍ في صومعةٍ يختزنُ عنبراً
وكسوةً لحروفٍ عصفَ بها البردُ ،
عصيّةُ التأويل
مبهمةٌ
لم تكنْ عشقاً خالصاً
كي نفهمهُ ونرسمُ مخارجَ لفظهِ
كنوتةِ حبٍ
أو ثورةٍ
أو تحسبٍ لشتاءٍ يجتاحُ صوامعَ العنبر.
الثاءُ
لحنٌ نثيثٌ عند النطقِ
يلذغُ الشفتينِ
ويزيدهما حمماً .
هل كنتُ أؤولُ حكمةَ الحرفِ ؟
أم جهالتي بحروفِ الثوراتِ ؟
أم خرافةِ آخرِ الليل ؟
24 ايلول 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق