نحن ُ الماشون َ على أرضك َ يا عراق
ُ المولودون َ في بيوتِ الطين والصرائف
موائدنا الطبيعة ُ والريح ُ والنخل ُ
هرعنا نحن الفتيان للشاطئ
نشم ُ رائحة َ المدن ِ من حقيبة ِ جندي ٍ
ومعلم ٍ تمنيت ُ أنْ اختفي بين يديه
كي أرى العراق َ الجميل
يغسلُ وجه َ الزمن المضمخ ُ بالدماء
منذ ثلاثين َ عاما ً وبعض يوم
اغتربنا وكتبنا الشعر َ
حينها كانتْ الحرب ُ وسادة ً للموت
جدار الزمن كان أشبه بثوبِ الجليد
يأتي شريداً تذرفه الفصول ُ
تجري مهاجرة ً سنوات العمر
غير أن الببغاء صامتة ٌ
والبنت التي سرقت قلبي في بغدادَ
في غرفتها .... تروي للنوافذ الحكاية
كيف َ أصبح أقصى الأرض لي سكناً
و وجهي حقل ُ عشب ٍ أنهكه الجفاف
جلادي السجن الميتة ُ قلوبهم
استطعموا لحمي للغرابِ الأسود
سرقوا رائحتها من مسامات ِ جلدي
حين علموا أن الشعر َ حضارة
ٌ والحضارة ُ بلا شعر .. جبل ٌ من رمل ٍ
وأنت رحلت كالباقين في مزاميرِ المدن المنخورة ...
تستجدي موتا ً بطيئا ً
دعوتك أن تفترش جلدي وتكتبُ قصيدة ً
قلتُ لك خذ دجلة َ وأعطني لوحة
تسرُ عيون الأجيال ِ زمن ُ الهزائم القادمة
نلصقها على الجدار كي يمزقها الدود
أتركني أقيمُ عزائي... على ظهر ِ السلحفاة
أقتاد ُ الحبات من النمل ِ
أرتدي ما يتركه الباعة ُ المتجولون في الشورجة (1)
لكن أعطني وطنا ً أعشق ُ فيه ..
وأكتب ُ الشعر َ فيه
كي تحيى حضارة ٌ بلا قمامة
______________________قاسم وداي الربيعي ____ بغداد \ 2014______
__________________________________________________________
(1) الشورجة منطقة تجارية تقع وسط بغداد تكتظ بالباعةِ المتجولين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق