كانت صحراءٌ الجزيرةِ تحرسُها الريحُ..
والإبلُ تقتادُ السفرُ بلا دليلٍ ...
وبيتهمُ ملاذَ السماءِ في كتابٍ
يجيءُ لهُ المطرُ في شهقاتٍ
تختبئُ خلفهُ الشمسِ بكلِ الفصولِ
والحسينُ حِينَ وِلدَ
رسمَ الدروبَ قبلَ إن يهبطُ الليلُ
في رمادِ السماءٍ
تفتحُ صدرها علواً يسعُ الجبالَ
المدينةُ ما عادت وجهُ محاربٍ قديمٍ
هو قادمٌ بلونِ الفجرِ
بضياءِ النهارِ السَاقطُ في سريرِ فاطمةٍ
المصنوعُ من جلدِ الأرضِ لكنهُ ...
سفينةَ نوحٍ حين تضطرمُ النهاية
وجهَ النبوةِ أنتَ ....
أيُها القادمُ بالحجرِ الأسودِ
وصدقُ المواقفِ وحوضُ الأرضِ الأخضرِ
سلاماً حين يلثمُ وجهكَ فم النَبي
وغمام السماءِ ..
تنهلُ عليكَ ملائكةٌ
حسينٌ أنتَ أم نبوةٌ بلونِ الدمِ
مضَغتُ الصبرَ كي تحيى
أمةَ النقاشاتِ ودولة القرارت المؤجلة
( لُعيا ) أعانت خَصرها ساعةَ الضياءِ (1)
لكن لم تُخبرها بيومِ كربلاءِ..
وكيف مُعسكرُ الرغبةِ يستنفرُ السيوفَ
أضرمَ النارَ والجفافَ في الفراتِ
أطبقت الأفواهَ وسَد الطُرقاتَ ...
كّي لا تتُم الولادةُ
فكنتَ للحياةِ جيلاً بعد جيلٍ
ولنا كلَ يومٍ ولادةٍ ...
___________________ قاسم وداي الربيعي ___________بغداد \ 2014
__________________________________________________________
(1) لُعيا.. هي القابلة التي أشرفت على ولادة الحسين ...وقيل في الرواية هي حوراء من الجنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق