(أنْحَنْي كسنبلة أمامك)
أهـــذي .......
كأني في حقلك المزعوم
أركلْ ريحي بزوبعةِ حضور
ما ينبت في بيدري
صفعة ترابْ ..
** **
تغمزُ شمسي سحاباتِ راحلة !
فيصدأ الجدار المطل غابتي
ينكسر زجاج أرقي
لأبقى شجرة عارية تلفحها لسعات الخريف
** **
لا أحلم بالشتاء الآن
فقد هجرتني النوارس قبل موعدها
كنت شاطئا لا يتلحفه بحر !
البحر يلفظ دهشته المعهودة
والسماء تتجرع لغة الصمت بغيمة سابحة
وأنتَ تُمسك طرفي وتحيطني بميزان طبيعتك
أدور في محورك ..
أنتصف في شهرك ...
أقترب منك
أكون أقرب نجمة إلى أرضك !
** ** **
لست فرصة حتى أضيعك
ولا ذنبا حتى أغفر لك
أنا أحدى مواهبك فزاولني
كيف لا تسمعني وأنا صوتك
أنا نصفك فاكملني
حررني من ضياعكَ المعهود
لأكون بوصلة تجتازها اتجاهاتك
كلما لمحتها صيحات السفرْ!!
أن تمحور حول الذات من أجل أحداث المكاشفة في كل هواجسها التي تسبب لنا بعض الألم حين نستدرك العمر الذي يمضي دون مع أننا ممتلئين بالحياة لكن الأانكسار حولنا يشعرنا أننا ماضون إلى النهاية لا ندرك وقت مجيئها ، هنا نشعر أن الشاعرة نسرين أحمد تجعل من العنوان هو بوصلة الدلالة من حيث الامتلاء في العمر وقيمه فهنا جعلت من عنوان النص أو ثرايا النص هو المحور الذي تأخذ مساحة المعنى الجوهري لما تريد أن توصله إلى المتلقي ، مع الامتلاء يوجد هنا بساطة وعدم التكبر فالسنبلة الممتلئة دائما تنحني من كثر امتلائها وهذه صورة رائعة محورتها الشاعرة في النص لتخبر الأخر أنها ما طرحت همومها ليس من باب الفراغ بل من باب الكبرياء والاعتزاز بالنفس أي أن انحنائها ليس خضوع بل بساطة في العمق والشموخ وبهذا هي أعطت من البداية مبررات لكل ما تطرحه بشكل عميق ورائع ، وبهذا أصبحت ثرايا النص هو الفكرة المركزية في تجذبات في بؤرة النص التي تصوغ ضمنها المعنى الدال في نصها وتدرج في فكرتها ...
أهـــذي .......
كأني في حقلك المزعوم
أركلْ ريحي بزوبعةِ حضور
ما ينبت في بيدري
صفعة ترابْ ..
وهنا هي تثبت لما تريد أن توضحه إلى الأخر فهل هي هنا تهذي لأنها تعلم أن الأخر لا يدرك معناها وعمقها التي تعيشه وهذا ما يجعل كلامها مجرد هذيان ليس إلا ، فهل أن بيدرها تركله ريحها وكأنه لا قيمة له ومثل التراب وهذا دلالة تقارب الرمز إلى الصورة الشعرية من حيث عمق كلمات اللغة التي طاوعتها من أجل إيصال المعنى الجوهري للمقابل ، وهي تريد أن تقول بأن كل كلامها معه لا قيمة له لأنه لا يريد أن يستدل أو ينصت إلى معنى من كلامها معه وكأنه يراه بيدر تنثره فيتحول كلامها إلى هذي هذا التجاهل من قبل الأخر أو عدم ارتقاءه إلى مستوى كلامها ، نشعر أننا أمام شاعرة تعرف كيف تصوغ اللغة وتقاربها من المعنى الذي تريد أن توصله ، وهنا استخدمت صفعة تراب كدالة موحية بالاستعارة إلى أن كلامها كالتراب الذي ينثر في الهواء لا قيمة له أمام الأخر فهو لا يستمع إلى هذا الكلام ..
تغمزُ شمسي سحاباتِ راحلة !
فيصدأ الجدار المطل غابتي
ينكسر زجاج أرقي
لأبقى شجرة عارية تلفحها لسعات الخريف
وتستمر الشاعرة بالرموز الموحية وفق ذائقة الاستعارة ، فأنها هنا تشعر أن عدم الإنصات من قبل الأخر يحول شمسها إلى سحابات راحلة ، وهي تريد أن تقول وفق هذه الذائقة بأن حقيقتها الثابتة كالشمس يتجاهلها مع أنها واضحة وضوح الشمس بالرغم كل هذا فهو مستمر بتجاهلها وما يسبب بأن حقيقتها التي تعيشها ترحل مع رحيل العمر ما يجعل من حياتها تقترب كثيرا من الخريف فقد صدأ جدار المطل على غاباتها أي على خضرة حياتها وسعادتها
فقد أنكسر زجاج أرقها الذي كانت تسعى من أجل حياة أفضل لتبقى شجرة عارية تلفحها لسعات خريف العمر الذي يمضي دون أن تجد صدى إلى روحها في الأخر وهذا الصدى ما هو إلا أدراك قمتها في الحياة من قبله ولكنه مستمر بتجاهلها ما جعلها تعيش لسعات الخريف
لا أحلم بالشتاء الآن
فقد هجرتني النوارس قبل موعدها
كنت شاطئا لا يتلحفه بحر !
البحر يلفظ دهشته المعهودة
والسماء تتجرع لغة الصمت بغيمة سابحة
وأنتَ تُمسك طرفي وتحيطني بميزان طبيعتك
أدور في محورك ..
أنتصف في شهرك ...
أقترب منك
أكون أقرب نجمة إلى أرضك !
وكل هذا سوف يوصلها إلى شتاء العمر فلا أحلام في هذا الشتاء والحياة مرت عليها كنوارس قبل موعدها لأنه لم يدرك قيمتها التي تسعى من أجلها في الحياة أي أنها تمر بحالة اليأس فهي بعد أن كانت شاطئا واسعا في الحياة في روحها والأمل الذي تسعى إليه ، وهذا الشاطئ حتى البحر لا يلتحفه ، وهذه دلالة كبيرة بكبر أحلامها التي تريد أن تحققها ولكنها لن تتحقق بعد مرور عمرها ووصوله إلى الشتاء بسبب الأخر الذي لم يدرك معناها الجوهري وتجاهلها من قبله وما جعل عمرها يقترب كثيرا من اليأس والشتاء، فالأخر يريدها أن تعيش كما هو يريد وليس كما تريد وهذا ما جعل حتى البحر يلفظ دهشته والسماء تتجرع لغة الصمت ، أي أن الشاعرة تريد أن تتعمق بحجم طغيان الأخر في حياتها وعدم السماح لها أن تعيشها فهو يمسك طرفها ويفرض عليها أفكاره وقيمه التي تريد منها أن تعيشها وكأنها لا شخصية لها إلا محوره هو وما يريد ، مع كل هذا فهي تبقى تعيشه في الحياة فهي كالنجمة الأقرب إلى أرضه ، أي أنها مخلصة له ومتمسكة به فلم تغادر أرضه بل تبقى ملاصقة أرضية كضوء النجمة ، وهي موزعة حياتها بينه وبين ما تريد هي فلم تغادره كانتصاف شهره أي أن أحلامها في الحياة لا تبعدها عنه بل تبقى معه موازنة بين هذه الأحلام وما يريد هو ...
لست فرصة حتى أضيعك
ولا ذنبا حتى أغفر لك
أنا أحدى مواهبك فزاولني
كيف لا تسمعني وأنا صوتك
أنا نصفك فاكملني
حررني من ضياعكَ المعهود
لأكون بوصلة تجتازها اتجاهاتك
كلما لمحتها صيحات السفرْ!!
وتستمر الشاعرة بعد طرحت أحلامها عليه وكيف هو يتجاهل هذه الأحلام مع أنها مخلصة له لا تجعلها تغادره بسبب هذه الأحلام ، ترجع هنا بعد ثبت تمسكها به فحيث هو ليس فرصة حتى تضيعه ولا ذنبا حتى تغفره بل هو حياتها التي تعيش من أجلها ، لهذا تناشده هنا بعد وضحت له معاناتها منه مع كل هذه المعاناة هي متمسكة به لا تغادره بالرغم من أحلامها وطموحاتها في الحياة ، تناشده بأن يغير ما تريد منه أن تعيشه معه ،فهي تريد منه أن يعاملها كأنها موهبته فيزاولها ، ويسمعها صوته بدل أن يتجاهلها فهي نصفه يجب أن يكملها ، وتريد أن يحررها من ضياعه وابتعاده عنها بسبب هذا الضياع ، لتكون له كبوصلة لا تنشد غير اتجاه ،أي تطلب منه أن يكون بمستوى طموحها به وليس يعيش الضياع وبعيدا عنها بسفره الدائم عنها لأنها لم تعد تستطيع أن تستمر بتجاهله لها ، لا تؤثر عليه عمق انتمائها له وتضحيتها بعمرها من أجله هو مازال يعيش ضياعه بالابتعاد عنها وعدم فهمه لكل حياتها ، فهو دائما مغادر بعيدا عنها .. الشاعرة استطاعت أن تصوغ نص بالاستعارة المتقاربة مع المعنى الموجز بدلالات معنوية عالية الصورة الشعرية وما جعل هذا نصها أن يحافظ على الرمز الدال في العنوان بحيث أنها تطرح همومها على الأخر ليس من باب الفراغ أو الضعف بل من باب الامتلاء بروحها وقناعتها بعمق فكرها وكبريائها فهي بقت تناشد الأخر لا تتنازل إليه بالرغم أنه يريد أن لا تعيش إلا ضمن محوره وقيمة مع أنها تمتلك كل المبررات التي تجعلها أن تكون خارجة عنه لكنها بقيت متشبثة به وعمرها شارف على الشتاء في الحياة ، بهذا نحن أما شاعرة تعرف كيف تناقل البؤرة النصية ضمن نصها بحيث تحافظ على المعنى الدال لجوهر فكرة النص والاستمرار بتعميقها من خلال الأفكار الموحية إلى لهذا المعنى بطريقة الاستعارة وفق سيميائية النص فحققت نص متكامل من حيث الرؤيا التي توصل إلى الصورة الشعرية الكثيفة ، وبلغة عميقة موحية بمفردات مختارة بتمعن تقارب الرؤيا كثيرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق