أبحث عن موضوع

السبت، 25 يناير 2025

يا أجمل من كل نسائي السبعين ....... بقلم : سعد المظفر // العراق






يا أجمل من كل نسائي السبعين
يغفو على شفتيكِ الكأس
في كهفهِ الماء
عطشان ذاقكِ خمر أنتشاء
وذاقني الصبر
وقد سال في صباح الخير
منك
على نهدك العطرُ
ياكل نسائي السبعين أنتِ
أختصار الياسمين
والشذى
في ثنايا قميصك صهيل أنوثةِ
غفت على احتراقات الحرف
عصفورة
في فيئ نخل .. منك الجناح
يحتضن الخوص
سخونة الصيف
ويهطل الشعر

أبتي يعقوب (ع).......... بقلم : أوهام جياد الخزرجي// العراق






يوسفُ ولدي ها قد عميتُ لأجلكَ ..
لم يمح إثري وإثركَ
إنتظرتكَ فيا طولَ صبركَ ..
أشمُّ ريحَكَ و انت النسائمُ كلُّها ..
أسألُ الذئابَ أم أسألُ الرمالَ ..
إحترتُ في وجعي !
لا تتركني وحيداً !
أأصاحبُ الليلُ ؟
فليطمئن بكَ قلبي وليغفر بكَ ذنبي ..
يوسفُ هي يدي تدعو يا قمراً لا يحتجب،
فإن قلبي بك ينتحب ..
أنا سالكٌ بك همومي فلا تحتجب ..
يوسف يا دمعَ قلبي، حين ينسكبُ يصيرُ حلماً خافياً،
حين يُستلُّ و يضطرب ..
يوسفُ منذُ إنْ سارَ بنا الركبُ و انتَ وجلٌ..
يا أبتي نَمْ قريرَ العيونِ، فإنَّ قلبي إلى ربي يبتهل
و يا كواكبي سوف أشدد بكم أزري فلا تتركوني ..
هذا شجني لأجلكَ الطيرُ يرومُ و يهدلُ ..
يوسفُ ها قد باعوكَ بثمنٓ بخس ..
إنهم أضاعوني بل أضاعوا الشمس،
لن اتكلم،فيا طولَ سنيني تراهم يبكونَ ومِنْ وجلِهم خجلَ الهمس ..
كلماتٌ جالتْ فينا وإن اعترانا الصبرُ يا أبتي ..
تلك هي دنيتي ..
و إن طوّقني الحزنُ ..
بكَ أملي.
25-8-2012





الشتاء............ بقلم : فيصل البهادلي // العراق




عندما يأتي الشتاءُ المبهر الزاهي..
يضوع العطر في لغتي
وتنثالُ المرايا
في انعكاس البحرِ من وصف لذكرى
في ربيعِ كان نوراً مثلما كانت هيَ الأفكارُ
في جنِّ الخطاب .
عندما يأتي وتأتي ..
من رحيق الليل شذرات الصّدى
قلْتِ :- أراكَ اليومَ تلقي في حصار الصمتِ
هول النظرة الولهى على وتر الشفاهِ الغرِّ
من عزفٍ على جمر الرباب
عندما تحكي يفوح ُ الشّوقُ..
من ظلٍّ على عرش الهوى بين النخيلْ
في سواقي
لهفة الآهات في وسطِ الضبابْ
وتدلّت ذكرياتي وأنا أنظر للبرق وعينيك ..
الّتي زفت وميض المشتهى
في مشهد البرق لتدنو
كلّما هزّت رعودٌ في شفاه الحلمِ كي تروي
عطاشاً من عناقيد السحابْ
امطريني الآن في هذي الحروفْ
فأنا أنعي مساء الدّفءِ يا أغلى الحتوفْ


٢٢ كانون الثاني ٢٠٢٥

دموع الحمامة.......... بقلم : ابراهيم حفني / مصر






قمرية، هدلت. .قد مسها شجن...
فاسترحمت مهجا. .واستدمعت مقلا
كأنها فقدت إلفا لها فبكت. ......
عشا زها بهما من قبل ثم خلا
لما أتى الليل، سألته دف ءا. .
.ناحت، وراحت ترتجي الأملا. .
منحتهاأذنا. ..كفي مطوقتي. ...
أرى الأنين في الصدر مشتعلا
قالت:--خلا الأيك من.دف ء يسامرني
البين أضناني والأمن قدرحلا. ....
حتى النسيم،ما عاد منشأ. ...
قد مسه الفقدماعاد محتملا ...
قلت اسجعي ياخير نائحة ..،
حالي كحالك كأن لي خل،خلوه قدرحلا.

إنما الإنسان نحل وذباب............ بقلم : عيسى حموتي / المغرب






ما رأيت النحل يوما في بحثھ،
عن أريج او مجاج،
حول أكوام النفايات يحوم
او اولى للجمال ظهره
من رحيق الياسمين فر
وعلى الأزبال حط الرحل يمتص السموم
إنما النحل لباقي الكائنات مثال
حسبه فضلا على كل الورى
عسل سخره الله شفاء للعضال
في البساتين يقيم ناصبا
من ضروع الز هر يمتص الرحيق
يرضع الورد لتوفير المجاح للعموم
ما رأيت النحل يوما خاملا
او كسولا، تافها، او لغير الجد يسعى
او إلى الشر يميل، والتفاهات يروم
اتخذ الجد شعارا يرفع
والشقا خير طريق للعلا
من على الدرب يسر، لا مناص من الوصول
مارأيت النحل يهتم لغير العمل
او أبصرت لمخلوق غوى كن العداء
أو أتى حركات وسلوك يستفز الخصوم
****
هل عرفتم للذباب مبدأ
يضع بين المعالي والدنايا حاجزا
وإلى العزة يسعى، نابذا سقط المتاع؟
ألف لا، إن الذباب كائن
بمئات الأعين ..لكنه غير بصير
أخشم،، منحرف الذوق، بريح الجيف دوما يهيم
يحتفي بالمقرفات وحدها
وله من طيبات الكون بعد ونفور
يهجر العطر، حوالي النفايات يحوم
ومن الحسن يبدي الانزعاج
ينبذ الحسن إلى القبح يميل
وإلى مطرح أزبال الورى عشقا يطير
من مياه الصرف يروي العطش
وعلى الفضلة يقتات،
يعتلي الأبعار عرشا، فرحا يرقص والوقع طنين
لم يكن جنس الذباب للجمال عاشقا
لم يكن معشوق مخلوق نظيف
حيثما حط يلاقي الطرد او يصلى المبيد
كائنات الأرض منه تشمئز
لذاأمسى شاردا مستنجدا بالجيف
قوته قيء، وروث، ومخاط لصبي ذي كلوم
يزعج الخلق يقض المضجع
ناشرا بين الورى عدوى الوباء
عن طريق نقل فيروس ومكروب سواء
لم أر عنترة إلا وقد
احتوته جيفة في حضنها تأسره
أو على شرج الدواب عالقا يفسي الطنين
إنما الإنسان نحل وذباب
حيثما وليت أبصرت خبيثا ولطيفا
بلسم بلسم وذاك لسع يردي الرشيد

يا غزةَ المجد.......... بقلم : فيصل سليم التلاوي/ فلسطين



هذي الجراحُ وهذا النزفُ والألمُ وهذه النارُ والبارودُ والحِمَمُ
طـــوفانُها الهادرُ الجبّارُ باغتهم تدفاقُهُ إذ توالى سَيلُهُ العَرِمُ
من بعدِ عامٍ ونَيفٍ لا انقطاعَ لهُ ما كان ماءً ولكنَّ المَسيلَ دمُ
دمٌ تحدّى شِفارَ السيفِ مُنتفِضًا ما راعهُ كل ما دكُّوا وما حَطَموا
يا غزة العزِّ والراياتُ خافــقةٌ كأنما هـــــــــي خيلُ اللهِ تلتحمُ
في مرجِ حطّين قد عادت مظفرةً وعاد يَخفقُ فؤق الصخرةِ العلمُ
يا غزةَ المجدِ في ساحِ السَرايِ بدت هذي الجموعُ التي تترى وتلتئمُ
ما ضامها الجوعُ والإفقارُ، صابرةٌ برغمِ ما قتلوا منها و ما ظلموا
تدافعت مثل مـوج البحر هادرةً أبيــــــــةً تملأ الساحات، تقتحمُ
تزجي التحايا لمن ضحوا وما وهنوا ومن على أرضها بالروح قد كَرُموا
للفتيةِ الصادقين الوعد ما وهنت منها السواعد أو خارَت لهم هِمَمُ
للنخبة المنجزين العهدَ صادقةً وعودُهمْ عندما بَرّوا بما قَسموا
كأنهم يوم ميدان السراي وقد ضاقت بهم أرضهُ والخلقُ تزدحمُ
كأنما ليلة الطوفان قد بدأت ما رفَّ جفنٌ ولا زلّت بهم قدمُ
إكليلها عندما هَبَّتْ مُحَجَلةً غراءَ مُلتفةً بلهيبِ النار تَضطرِمُ
وزلزلت كل ما في الكون صرختها وأسمعت بنداها من به صَممُ
مشارقُ الأرضِ نادتها مغاربها فردد الصرخاتِ العُربُ والعجمُ
إلا الخوالفَ من أبناءِ جِلدتها ما شدَّهُم نسَبٌ منها ولا رَحِمُ
يا عارَهُم إذ تَوارَوا يوم محنتها واليوم بانوا ليصطادوا ويقتسموا
والحاطبينَ بليلٍ خاب سَعيُهمُ وخاب ما خططوا ليلا وما رسموا
إذ هَيئوا يومها التالي بما وهموا ففاجأتهم وضاع الوهمُ والحُلُمُ
في يومها الأولِ الوضاءِ ظافرةً كتائبُ الحقِ تمحو كل ما وهموا
أما الأعادي وقد عادوا بخيبتهم كأنما غـــــزوة الأحزاب تُختَتمُ
ولو تراهم عصا السنوار تلسعهم كأنهم ما غزوا يومًا وما اقتحموا
نصرٌ أعز به الرحمن صَفوتَهُ والمجرمون بسيف الحق يُصطَلموا
طوبى لغزةَ هذا المجد تصنعه ما حازهُ قبلها ســــــــيفٌ ولا قلمُ
ولا ارتقى قبلها عِزًا ومفخرةً وشِـــــرعةً تحتذيها بعدها الأممُ
يا غزة العِزِّ والأيام شـــاهدةٌ لكِ المفاخــــرُ والأمجادُ والشَمَمُ
من بين أنقاضها َدوَّت مُزغرِدةً: يا دارنا نحن من نبني الذي هدموا
هذي فلسطين من عزٍّ ومن ظفرٍ لا تلتقي المــــــوت إلا وهي تبتسمُ




وترٌ من ضوء ........... بقلم : فاهم المدني // العراق




على حافة الليل،
حيث تختبئ الكلمات في ظلال الصمت،
أسمع نغمةً بعيدة،
وترٌ من ضوء يعزف لحنًا لم يُخلق بعد.
في عتمة الروح،
حيث تتشابك الأسئلة مع الفراغ،
أبحث عن ظلّي بين شقوق الوقت،
عن وجهي المخبّأ خلف مرايا الأمس.
أنا لست إلا فكرةً ضاعت في زحام الأفكار،
رغبةً تتأرجح بين البقاء والرحيل،
غيمةً تُطارد المطر في صيفٍ جاف،
وأملًا يركض حافيًا على طرقٍ من سراب.
كيف أُخبر العالم أني أحيا؟
أن النبض في صدري ليس صدى الريح،
بل أغنيةٌ أبت أن تُطفئها الوحدة؟
كيف أُبرهن للغياب أنني موجود،
وأن الصمت في داخلي ليس موتًا
بل بدايةُ حلمٍ يُولد في الخفاء؟
يا زمنًا لا يرحم،
يا وجهًا لا يُبصر ملامحي،
خذ منّي كل شيء،
لكن اترك لي نوافذ النور في قلبي،
واترك لي اسمًا ينجو من غبار النسيان.
سأبقى هنا،
شعلةً صغيرة تتحدى العواصف،
حرفًا يسبح ضد التيار،
وقصيدةً تنمو في قلب الخراب،
لأكتب من نبضي أبديةً
لا يعرفها الفناء.









{تطويع الحوار في قصيدة ويسألني للشاعرة وفاء فواز}.... بقلم الناقد والشاعر : سعد المظفر // العراق





يكاد يكون الدوار ادات من أدوات السرد غير أنه يدخل في القصيدة القصصية وقد تبنى القصيدة بتطويع النص نحو السؤال وجواب الشرط ولتلطيف الجو الدرامي الذي بدأت به الشاعرة وفاء فواز قصيدتها التي تحمل عنوان ويسألني تدخل وتخرج بسرعة من المباشرة بالطرح بتحديد الموضوع /
اويسألني ..
أيُّ أنثى أانتِ ..؟!
{أي أنثى أنت} هذا التشخيص تطرح رغبة الذات بالمشاركة مع الأخر بالحوار
كي يتكئ النص على الحوارية بدل السردية وطرح {النحن بدل الانت والأنا}{{يسألني/أنتِ}لتكوين الحكائية واللعب على الجملة الشعرية في متاهة جواب الشرط/
{ياشاعري ..}لتوحيد أسلوب السؤال بأسلوب الجواب المتدفق
الليلة سأعيّدُ الأحلام بلغة الورد
وأعزفُ فوق كفوفكَ بأصابعي
تغزلُ روحي من صوتكَ أحلامها
وأبتسم كي لايتسرّب الأمل ..
بكل هدوء تغزل لنا الجواب لربط طرفي الحوار أن الشاعرة وفاء فواز تبعث صوتها من أحلامها وهذا الصوت يمثل أشكال داخلي يشارك الصورة الشعرية بالتعبير عن المكنون وبناء الحركة من الذات الحالمة التي تعيش تكامل داخلي تريد التعبير عنه.
ويسألني ..
أيُّ أنثى أانتِ ..؟!
تحثّين خُطا غضبي حيناً
تلبسينَ ثوب السِحر
تهزّين أوصال هدوئي ..
بصخبِ رعدكِ وبرقكِ
وكأن أقراطكِ الذهبيّة ..
مُعلّقة على أعصابي
وكأنّ مشابكِ شعركِ تعضُّ ..
بأنياب قطّة بريّة أصابعَ ذاكرتي
يتسارع نبضي فتتراقص قطرات
الندى في عيني وأالف حكايةِ ..
في المُقل !
ياشاعري ..
الليلة سأعيّدُ الأحلام بلغة الورد
وأعزفُ فوق كفوفكَ بأصابعي
تغزلُ روحي من صوتكَ أحلامها
وأبتسم كي لايتسرّب الأمل ..
من شقوق الخوف !
خُذ من ذاكرتي وأعدني ..
طفلة لاذاكرة لديها !
عانقني كي لاأشعر باليُتم
خبئني بين نجميك
دعني أُبحر في أمواجِ قهوتك
إلى أن أرى نفسي تحت شرفاتك
أُبحر بين أمواج قهوتك
أُخرج زهرةً من منتصف دفتري
وأضعكَ مكانها ..
لعلّي أرى عيناكَ من جديد !
وتسألني ..
أيُّ أُنثى أانتِ ...........؟!!


وفاء فواز \\ دمشق

براءة .......... بقلم : محمد فاهم // العراق



أنا بريء
بما يكفي يا الله
كما الاشجار
كما الطيور
التي تبني أعشاشها على أعمدة الأنارة
كما السماء
التي لا تصلها يد العابثين
أجل
يا الله إني بريء
لم أفعل
شيء يغضبك
لم
أقطع شجرة
لم أخن أحدا
لم
أكتب أسم حبيبتي
على الجدران
أعني جدران المدارس
________



/16/1/2025/




لا ...................بقلم : أدهام نمر حريز// العراق




لا
لن تكون حلمي
ولا شوقاً لروحي التي
أزهرت بستان دموعاً عليك
سنابل حزني لحين حصادها زفة
تناديكِ طيفاً بعيد
لا
لن تكون حلمي
ولا نبضاً ليدي المرتجفة
رمال تدفن صوراً منقوشة
كحروف سومرية
النسيان يغلبها
لا
لن تكون حلمي
ولا نسيم الهواء البارد لوجنتي
الوجد عليك حريق
بحار يخاف منها الغرق
صحراء يموت فيه الندى
لا
لن تكون حلمي
ولا ملاذ أنفاسي الدافئة
المهاجرة كالطيور
السماء تخفي النجوم
تخاف عليها منك
لا
لن تكون حلمي
ولا كفتي الممتلئة
قدح مسكوب فارقته الرطوبة
ريشة في مهب ريح أصم
لا يسمع الالم
لا
لن تكون حلمي
ولا لحن قيثارة أضلاعي
روحاً ترقص طرباً على خشبة
تترنم الخطوات بصوت شجي
تبتعد في كل لحظة منك
لا
لن تكون حلمي
ولا كابوساً يؤرقني
ستكون ورقة صفراء
وسط الزحام ضاعت مني
غابت ونسيتها


17/1/2025





مرحبًا يا صباحُ ......... بقلم : عبد الله سكريّة / مصر




...العَابِرونَ ..
قدْ آبتِ الطَّيرُ ، يا أطيارُ لملمَة ً
فاللّيلُ يذوي أوانَ الفجرُ يَنتشِرُ ..
ما عدْتُ أحملُ إلّا بعضَ ذاكِرتي
في رُكنِها يَنطوي أو يَختبي العُمُرُ..
ماذا أقولُ، وفي الوَجدانِ أسئلةٌ ؟
تاهتْ بِها لغةُ الأيَّام ِ والفِكَرُ ..
كم ذا جعلْنا خيوطَ الشَّمْس ِ أغنيَةً
طارتْ بها فرحًا في عمرنا الصُّورُ..
وكمْ حمَلْنا نُجومَ اللّيل ِ ننْسُجُها
كونًا ، فحدِّثْ متى الأكوانُ تُبتَكَرُ ..
وكيفَ أنَّا ، بِحارات ٍ على جُدُرٍ ٍ
خطَّتْ أيادٍ حكايا ليسَ تُنتَشَرُ..
هيَ الحكايا أتيْناها منَتَّفَةً،
على السَّواقي ، وذرُّ الماء ِ ينْهمِرُ..
جادَت بها الرُّوحُ عنْ حبٍّ وعنْ ولَهٍ
ما شانَها ،يومَ ذا، إلَّاكَ يا خفَرُ..
فحبُّ جار ٍ لنا قدْ كانَ أمنيَةً،
همٌّ جميلٌ ، وإنْ في حبِّهِ الحذَرُ..
جُلنا وجُلنا على تلّ ٍ وفي سهَلٍ ٍ
ضاجَتْ بِنا هضَباتُ اللَّهْو والضَّجَرُ ..
راعٍ ٍ هُنا ، وهُنا في الحقل ِ حاطبَةٌ
غنَّتْ ،وغنَّى ، وللموَّال ِيُنتَصَرُ ..
فالأوفُ أنغامُ آهاتٍ نُردِّدُها،
على المَفارق ِ ، آنَ الكرمُ يُعتَصَرُ ..
واليومَ بي وجَعٌ ، قبْضٌ بِناصيَتي،
يا عمرُ يكفي حنينُ القلبِ ، والعبَرُ..
لمنْ نُغنِّي ،وقدْ صمَّتْ بَلابِلُنا؟
حتَّى المساكبُ، آهٍ، خانَها الزَّهَرُ ..
أينَ المناعمُ في صوْتٍ ، وفي سمَع ٍ؟
أينَ الحُميَّا ؟ بِها قدْ كنَّا نَفْتخِرُ..
لا شيْءَ بعْدُ ، ولا حتَّى بِنا وطَرٌ،
ضاعَتْ ملامحُهُ ، فالكلُّ يَندَثِرُ..
يا سَلوةَ العُمْر ِ، قدْ لاذتْ بها أمَمٌ
ثمَّ انْحنَتْ ، لهَدير ِ" المَوجِ ِ" تَنتَظِرُ..

تتراقص الروح........... بقلم : علي الوباري / السعودية






تراقصتْ روحي على رنينِ الهواءِ، وعادتْ بي الذكرى إلى فجرٍ لا يغيبُ عنهُ لحنُ الحبِّ والودِّ..
أقتفي آثارَ مولودٍ في عالَمِ الأحلامِ، وسعادتي المكنونةُ ادخرتُها إلى حينِ إعلانِ فرحَ السنينِ والولدِ.
كيف لتلك السَّعادةِ لا تنتهي عندَ قمرٍ أضاءَ ظلمةَ الروحِ وأنسَاني وجعي..
كنتِ في أحلامي أحجيةَ العمرِ، تتنافسي مع البدرِ في كشفِ عتمةِ الطَّريق، وأنجبتِ طفلًا وازدادَ وضوحُ النّهارِ في نظري واكتملَ فرحي.
أنتِ ركيزةُ البيتِ والكتفُ الثابتُ لقادمِ أيامي، والسقفُ الحامي، والأرضُ التي تحملُ ألمي وفرحي.
أنتِ الحياةُ بمولدكِ المنيرِ لأيامي الحاضرةِ، بل أسفرَ الزّمنُ الماضي بظلامِهِ حين التقتْ عينه بعيني…
لم يفكَّ لغزَ صمتي المُطبقِ إلا ابتسامتُكِ حين أنجبتِ سبطًا أنارَ لي الدنيا وعاد بي العمرُ ثلثه بل إلى النّصفِ.

ثلاث نجوم............بقلم : رياض جولو // العراق






النجوم الثلاث على رقبتي تدل ثلاث اخوات لي في المقبرة منذ زمن
جرح ستذل معي إلى الممات
أنا الذي لم أذق طعم حب الأخت إلا قليلا
أشعر أنني غريب في كل الأماكن
التي أزوها دائمًا
مرات كثيرة جدًا شعرت بالنقص
زاوية ما للرؤية قد تغير المشهد بالكامل
عتمة قاتمة اللون
وحبهن موت على قيد الحياة تمشي إلى جانبي تخبرني
بالحنين لهم كل الوقت
كم اتمنى مرور الأيام بسرعة ونسيت إنها من عمري
السنوات التي تنقص لم تعد تهمني ابدًا
لم يكن النضج معي بالعمر مرة
الليالي السوداء وحزن أمي على أخواتي فعلت بي هكذا
أود ان اتحدث معهن طويلا دون توقف
لقد علمتني الزمن وثلاثين عاما
ان العتاب ابوابها موصدة
من الحماقة ان تلوم الناس والرب والحياة كل مرة
لست قادرًا على الأنتقام لأحد
إلا الأنضمام للأحباب فقط
ربما سأكون سعيدا بعدها
معظم الوقت أهدد الحياة بالرحيل الأبدي
لكنها لا تسمح لي أبدًا
تطلب مني البقاء لآخر رحلة
لكنني بنيت جدارًا كبيرًا للعزلة معي لأبتعد من الذين لا يستحقون
أظن ان المكان هذا ليس مناسبا لي
أنا مت مرتين
مرة برحيلهن ومرة الإبتعاد عنهم
أجل التظاهر بالسعادة
أسهل بكثير ان يعلموا الناس بحرني العميق
الكل حمقى
خضت معارك عديدة في رأسي
لم استسلم إلى الآن لكنني كل مرة اتمسك بطرف من خيط ثياب أمي
للبقاء هنا فقط
.
.



أمير الحب.......... بقلم : محمد علي حسين أحمد القهوجي// العراق




ياأيتها الروح
خذي ما تشائين مني
وأعطني فقط قمر الزمان
فإن دموع الشمع ذابت
من جمر نارها
ودموع عيني تذرف اشتياقا
قد كان في ابتسامتها
حبا وشوقا وحنان
القت سلامها بين أصحابي
كدت أموت خجلاً
احمر وجهي ففضحني
وترك فوق خدي
ازهاراً كانها الرمان
سواد عينيها مع ثيابها
اختلط ألأمر عليًّ
أاسرق نظرة ام غمزة
أم أخطفُ من فوق رأسها
تاج العرسان
من الاعلى كان نجمها
كانه الليل مع كواكبه
ثلاث مرات يناديها
محمر العين مثل الشيطان
ياترى لازالت تحن لي
أم تكبرت على جراحاتي
ام خوفها من نجمها
أم اخذتها عزة الفرسان
لايهم حتى وأن لم تقلها
فأنا سأبقى امير الحب
أملك حروفي وأوراقي
في يدي قلمي
وفي الأخرى صولجان





"سلطان القلوب"......... بقلم : حسن عيسى // العراق





وَنُمطِرُ حُبّاً أَفاضَ الحَسيبْ
فلا مِنْ سَميعٍ وَلا مِنْ مُجيبْ
فَأَيَّةُ جَدوى بِنَفحِ القِلوبْ
وَلا يَعلَمُ الحُبَّ قَلْبُ الحبيبْ
كَتَمْتُ عِتاباً بِخَوْفِ النُّفورْ
فَلا نَشرَ لِلغَثِّ فيما يُريبْ
أُلامُ على حُبِّهِ المُفتَدى
بِنَفسي وَكُلّي على ما يُطيبْ
فَكَيفَ بِعَيشٍ بِدونِ الهوى
فَلا عَيشَ إلّا بِقَلْبٍ سَليبْ
وَمَنْ مَلَكَ القَلبَ قَلباً لهُ
فَقَد ماتَ نَفساً على ما يُصيبْ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّبيبَ عَنا
وَلَمْ يَنفَعِ العَقلُ حالَ اللَّبيبْ
إِذا استَحكَمَت خَطراتُ الهوى
فَلا يُغني عَنهُ حِذاقُ الطَّبيب
فَوَيلي بِحُبِّ غَزالِ الفَلا
لَهُ حُزمَةُ الحُسنِ شَيءٌ عَجيبْ
لَهُ الطَّرفُ مِنْ لَحظِهِ نادِراً
بِرَشقِ سِهامٍ بِفوقِ الرَّهيبْ
وَأَبحُرُ في العَينِ ما أَبحُرُ
فَلا رَسوَ مادامَ لَحظٌ جَذيبْ
مَلاحَتُهُ أَسفَرَت مَحفَلاً
وَلَيسَ سِوانا بِحَفلٍ مَهِيبْ
بَلَغنا بِشَدوِ الأَغاني السَّما
كِلانا بِشَدوِ الأغاني طَريبْ
وَحتّى الصُّبابَةُ ظَلَّت كَما
سَكِبنا الخُمورَ بِها مِنْ صَبيبْ
شَرِبنا فأَضفَت على الحَفلِ مِنْ
أَنيسِ الدَّلالِ بأُنسِ الأَديبْ
وَدارَت لَنا الكأسُ بِشراً فَما
رأَينا عَبوساً بِوَجهٍ شَحيبْ
وَلكِنَّ طَلْقاً بِزَهْرٍ بَدا
وَكالأَزهَرَينِ بِغَيرِ المَغيبْ
مَلاعِبُنا جَمَّةٌ تَبتَغي
شُرودَ العِقولِ بِقَلْبِ الأَريبْ
نُصيبُ السَّعادَةَ لَمَّا نأَت
وَفينا السَّعادَةُ لَمَّا نُثيبْ
تَمَنَّيتُ أَنَّ الوِصالَ دوامٌ
بِغَيرِ القلوعِ وَعَرضِ المَشيبْ
وَلكِنْ دوامٌ لِحالٍ مُحالٌ
لِكُلِّ امرىٍ في مِتاعٍ نَصيبْ
وَلكِنَّني الآنَ قَيدُ الهَنا
بِوَصلِ حَبيبي بِغَيرِ الرَّقيبْ
أَيا شادِناً هامَ في حُسنِهِ
نِظامُ الشِّعورِ وَفَنُّ الخَطيبْ





"حين تختال الأقدام وتُنفى العقول".......... بقلم : فاهم المدني // العراق





على رفوف الزجاج البارد،
تجلس الأحذية في كبرياءٍ مزيف،
تنتظر الأيادي التي تمسح غبارها،
وتدفع أثمانًا باهظة لجلودٍ لا تعرف السير.
وفي الزوايا المنسية،
على الأرصفة التي تئن تحت وطأة الأقدام،
تُمد الكتب كأسرى مهجورة،
تتقلب أوراقها مع الريح،
كأنها تهمس لمن لا يسمع:
"هنا، حيث يسكن المعنى،
لا أحد يُلقي نظرة."
نحن أمةٌ صنعت معابد للظاهر،
وبنت مدافن للجوهر،
نُلمع أقدامنا بالأنوار،
ونطفئ عقولنا في الظلال.
الأحذية لا تمشي وحدها،
ولا الكتب تُقرأ وحدها،
لكننا اخترنا أن نحمل الأولى فوق رؤوسنا،
وندهس الثانية بأقدامنا،
كأن الطريق يُقاس بالخطوات،
لا بما يفتح الأفق أمامنا.
أي مفارقة هذه؟
أن تبرد المكيفات فوق أشياء لا تنبض،
وتحترق الشمس على كلماتٍ تنتظر أن تُقرأ،
أن نُلبس أقدامنا رداء الفخامة،
ونترك عقولنا عارية في مواجهة الريح.
فإذا وجدت الأحذية تختال خلف زجاجها،
والكتب تئن على الأرصفة،
فاعلم أن الزمن قد خانه العقل،
وأننا وضعنا أقدامنا
حيث كان يجب أن تسكن أرواحنا.





صرخة الأرض............. بقلم : سعدية عادل / المغرب







ضمائر نائمة تحت أجنحة الوهم،
تستكين بلا رجاء
مستسلمة لصمتها
أرواح غابت عن وهج الحقيقة،
تخطّ من الفراغ قصصاً واهية.
يمضي الزمن كعابر مجهول،
والأرض تئن من وطأة الخداع،
تشتاق لخطى الصادقين،
لكنها تعانق ظلال الخذلان.
الحق مهجور لا صوت له
كأنه نقش على ألواح الريح،
تبتلعه دوامة النسيان
أنفاس الحياة تلهث خلف سراب،
في فضاء معلق بلون الرماد،
حيث الأحلام سجينة الوهم.
وجوه بلا ملامح، كأنها مرايا كاذبة،
تعكس زيف العالم بلا حياء،
تطوي الصدق في زوايا النسيان،
وتحيا على شفا هاوية الخداع.
لكن النور يولد من رحم الظلام،
كفجر ينشق عن حضن الليل،
وقلوب الصادقين ستنهض يوماً،
تهزُّ عروش الغفلة، وتعيد وجه الحياة.
فلا الليل يبقى سرمدياً،
ولا العتمة تقهر بزوغ الضياء،
سيبزغ النور من أعماق العتمة
وينبت الحق في أرض كانت عطشى.


11/01/2025



بطعم السرد ........... بقلم : نصيف علي وهيب// العراق





اعرف أن الصمت لا يحب الكلمات، والأمل لا يحب الانتظار، ولا تحب الذكرى الاختباء خلف الدموع، لكن التعبير يأخذني من واحة صمتي ليرصد أمنية لها دمعة، سأذرفها وقت السحر أمام السلام.



لم يكن معتذرا............... بقلم : وفاء غريب سيد أحمد / مصر




وفاق غروره حد العنان
وَصَمَ وجهي الغيم والضحكة لن تعود تاهت مع الأمنيات.
حتى حروف اسمك العنيدة تكابد الذاكرة كلما ارتديت النسيان يخلع طيفك الرداء.
القمر يبدد دجى البعاد ليفتعل النبض ثورة مع ظلك المخبأ في نزعٍ بعيدٍ ليأتي يشعل الذكريات.
الماضي يحرق الفؤاد.
يَقد مخدعي من الليل إلى النهار.
والروح معذبة تحاول وتبغي النجاة.
بعد عناء لا يبددها الليل فهي راسخة في القلب كالجبال.
انت باقٍ في صدري وأنا لا أثر ليِّ فيك بأي حال.
أُهذّب النبض لكن سلطانك طاغية لا يمنحني العفو فآية عشقي أكبر من عَنتِك والجفاء.
خسارتي معلقة في السماء مدججة بالصمت تتكئ على أثر البقاء.
الوقت يمر تباعاً والليل غارق في الأحلام.
أَ أَلقى علىَّ تعويذةً تبقي الأيام على هذا الحال.
أم كنت نزوة الخريف
أتى عليها مطر الشتاء فأينعت في أرضي الذكرى
ومحت من قلبه الإحساس.
إلى حيث هواك أمضي وأنا أسفة.


20/1/2025






أنا لستُ شاعراً........... بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي// العراق




لأتفوَّهَ بما تبتهلُ الدنيا برؤاه
أو أفصحَ عن جرحٍ
مذبوحٍ بالصمتِ
وهذا ما يشعلُ في الأعماقِ
ناراً تسري
من أينَ للجراحِ أنْ تُغنِّي
والأيّامُ لا تفتحُ لنا باباً
أو تَمُدّ لنا كفّاً !؟
أنا أبحثُ عن مدنٍ ماطرةٍ
كي أريحَ غباري
أتلمّسُ الشفقَ
حتّىٰ أبلغَ بزوغي
هَلْ يدَّعي الحجرُ إننا ناعمون !؟
كلّا سيتصلّبُ دخاني
يتجمّدُ شعاعي
وكلّما استوحشْتُ
ذرفَ الرخامُ لأجلي أنغامَهُ الصلبةَ
أمتصُّ منهُ نشوتي
فتتراقصُ الرَشَفاتُ
هوَ الذي استطالَ
فغذَّىٰ الخامدَ مِنْ شكوكي
الشِعرُ إن لَمْ يتأوَّهُ
سيصدَأ تِباعاً
ولَهُ إشراقةٌ لا تشبهُ رتابةَ ضوئي
كيفَ أقِفُ متماسِكاً كالشرارةِ ؟
وهوَ يترسَّبُ حولَ دوائري كالنَبَراتِ
لولا أنفاسهُ
كدّتُ أختلط مع العاصفةِ
لذا أحاولُ أنْ أرفرفَ
بكُلِّ ما أملك من أجنحةٍ
وأذرفَ دمعةً نفيسةً
هذا الهمسُ يثيرُ انتباهَ الضوءِ
الذي حفّزهم فاغتالوا
أصابعَ حلمي بصراخهم البليد
فلا أرقُّ لسماعِ العبيرِ
وهوَ يمرُّ بجواري
لهُ العذرُ في الكلامِ
وليَّ العذرُ في الصمتِ
لأنَّ بخافقي جمرةَ النارِ لا تستعر
فكيفَ أكون مرسىً لكُلِّ العيونِ التي شبّتْ من رمادِ الحريقِ ؟
وكيفَ أكون كتاباً
في عالَمٍ منغلقٍ ؟
وشهاباً في زمنٍ منطفئٍ !؟
أنا لستُ بشاعرٍ
كالنهرِ الذي لا يعانقهُ الماءُ
والطواحين التي تنام
ولا تلامس الرياحُ
وجههَا المطليّ بالغبارِ
والنجم الذي لا تعرفهُ الشواطئُ
ينهضُ الشِعرُ دماً عاشقاً
ونشيداً لشفيفِ النداءِ
يُومِضُ الروحَ لتولدَ القصيدةُ
شواطِئَ مفتوحةَ الآفاق .


العِراقُ _ بَغْدادُ





كان بيتاً ........... بقلم : امل امين // العراق



كان بيتاً فى مدينه على النهر
كان عمراً مررت فيه بالحلو والمر
كان من حجارة لكنه شهد على حياتى
كل النوافذ مغلقة الا نافذتى
تطل على النهر الجالس على شاطئه هو
نعم هو بتكوين جسده بملامحه وضحكته
كل الذكريات إحتلت نبضى حين رأيت صورته
فهل يعود البيت والمكان هل يعود هو (امل)





الجمعة، 17 يناير 2025

دليل المتاهات ......... بقلم : سعد المظفر // العراق




يقودني إليك الحديث
قبل أن يطوي النهار حقائبهُ
ويطلق اليلُ من وكرهِ النجوم
يبتدأ الحديث من بصري
كلما أبصريك
أجدكَ كما أرتجي
فذا أنا
أبحث عنك فيك
مبتسماً
ترتب الوقت والكلمات
...............
تساقط الصباح ضياء
فضيٌ على الممرات
الى الطريق
وفي المتاهات دليل


"بعيني رأيت الذئب يحلب نملة" .......... بقلم : فاهم المدني // العراق




في زمن بعيد، عندما كان المتنبي في أوج عطائه، اجتمع في مجلس ضمّ كبار الشعراء والأدباء، وكان المجلس غارقًا في الحديث عن المعجزات والمستحيلات التي يرويها الناس. بدأ البعض بسرد حكايات عجيبة، كأن تتحدث الأشجار أو أن تُحلق الجبال. شعر المتنبي أن الحديث بحاجة إلى قفزة نوعية تُظهر براعة الخيال الشعري، فقال:
"بعيني رأيت الذئب يحلب نملة
ويشرب منها رائبًا وحليبًا"
ضحك الحاضرون لهذا الوصف العجيب، لكنه في الوقت ذاته أثار دهشتهم. أراد المتنبي من هذا البيت أن يلفت الانتباه إلى عبثية ما يدعيه الناس أحيانًا أو يتصورونه. لكنه أيضًا أراد الإشارة إلى أنه، كما يمكن للشعر أن يصور المستحيل، فإن بعض أحوال البشر تكون أشبه بالمستحيل، خاصة إذا نظرنا إلى الفجوة بين الظاهر والباطن.
حدثني من أثق بصدقه، ولست أدري إن كان الحديث من باب الحكمة أم المزاح، فقال: إن في الزمان أشياء يشيب لها الرضيع، وتذوب لها صخور الجبال، فتضيق الصدور وتتسع الخيالات. ولم يكد ينهي كلامه حتى وجدتني غارقًا في تأملاتٍ عن حقيقة ما نراه وما نسمعه، وبينما أنا كذلك إذ قاطع تأملي قائلاً: "يا هذا، هل سمعت يومًا عن الذئب الذي يحلب النملة؟"
نظرت إليه وأنا بين مكذب ومصدق، فابتسم وقال: "أما ترى أن في الحياة من المشاهد ما هو أعجب من الخيال؟ دعني أحكي لك حكاية شهدتها بعيني ذات يوم في صحراء لا تُطاولها حدود، ولا تكسوها سوى الرمال والريح."
فقلت: "هات ما عندك."
فقال:
خرجتُ يومًا أبتغي رزقًا في أرض قاحلة، لا ظل فيها إلا ظل الحقيقة، ولا شجر فيها إلا ما ينبت في الخيال. وبينما أنا أمشي إذ رأيت ذئبًا قد جلس على ربوة عالية، يرقب بعينيه الصقر الجارح والطير الضعيف. لم أكن أصدق ما أرى، فقد كان الذئب يحمل بين يديه نملة صغيرة، كأنها قبضة تراب في يديه القويتين. وكان قد استدار بوجهه ناحية شجرة هرمة، ليس فيها من الحياة إلا جذعها المائل.
أدهشني المشهد حتى كدت أشك في بصري، فاقتربت على أطراف قدمي حتى لا أشعره بوجودي. رأيته يضع النملة على ورقة شجر جافة، ثم يُخرج شيئًا كأنما هو ضرع صغير، وراح يحلب منها قطرات بيضاء، يجمعها في حفنة كفه، ثم يشربها بتلذذ عجيب.
لم أتمالك نفسي حينها، فصرخت: "أيها الذئب! أما تخجل من ضعفها، وأنت القوي الجبار؟ أما ترى أن ما تصنعه أمر يخالف الطبيعة والمنطق؟ كيف لنملة صغيرة أن تمنحك حليبًا؟"
فرفع الذئب رأسه، ونظر إليّ نظرة من عرفني قبل أن أُخلق، وقال بصوت يقطر حكمة وسخرية:
"أيها الإنسان المغرور بفهمه، ألا ترى أن الدنيا مليئة بمشاهد كهذه؟ أما رأيت الأقوياء يشربون قوت الضعفاء؟ أما رأيت الملوك يحلبون رعيتهم فيجمعون منهم القوت، ثم يشربون عرقهم وهم صامتون؟ أما رأيت الغني يستغل الفقير ليعيش في رفاهية، ويتركه بلا قوت ولا أمل؟ إن كنت قد استنكرت حالي مع النملة، فانظر إلى نفسك وقومك، فلعل ما تفعله أنت أشد غرابة مما أفعله أنا."
ذهلت من حديثه، وسقطت الكلمات من لساني، كأنها أوراق خريف مزقتها الرياح. هممت بالرد، ولكن الذئب رفع يده وأشار إليّ بالصمت، ثم قال:
"عد إلى قريتك، وانظر حولك جيدًا. ستجد الذئاب تحلب النمل في كل زاوية، وأنت منهم."
ثم ولّى الذئب مدبرًا، والنملة لا تزال على الورقة، وقد بدت لي وكأنها تبتسم، أو ربما تبكي.
عدت إلى قريتي وقد ملأ رأسي التفكير، فرأيت بعيني ما لم أكن أراه: الأغنياء يزدادون ثراءً، والفقراء يغرقون في البؤس، والضعفاء يُستغلون بلا رحمة. عندها أدركت أن الذئب الذي يحلب النملة ليس مشهدًا من الخيال، بل هو صورة من واقع البشر، يُجسد طمع القوي في الضعيف، وسكوت الضعيف أمام جبروت القوي.
ما أراد المتنبي قوله هنا هو أن الخيال قد يتجاوز المنطق، ولكن الحقيقة أحيانًا أغرب من الخيال. كما أن السخرية يمكن أن تكون أداة أدبية قوية لإبراز التناقضات في المجتمع.





"نِعَمُ الحُبّ"......... بقلم : حسن عيسى // العراق




ما لِقَلْبٍ أَضَرَّهُ مَنْ كَفاهُ
بِحَنايا الحُبِّ الفَظيعِ غَواهُ
وَكَفاهُ الفِنونَ مِنْ كُلِّ حُسنٍ
وَبِظَرفِ النَّدِيمِ كانَت مَداهُ
جاءَ بالظَّرفِ وَالجَمالِ امتِزاجاً
يُدهِشُ الرَّائِي بِالحِجا ما أَراهُ
جَمَعَ الكُلَّ مَشهَداً مِنْ عَيانٍ
وَلَهُ الأَمرُ مِنْ عَظيمٍ عَداهُ
وَلَهُ ما استَّتَرَّ في شأْنِ سِترٍ
بِخَبايا الجَمالِ حُسناً كَساهُ
عَطِرٌ مِنْ غَيرِ العِطورِ ضَواعٌ
يَنشُرُ الطِّيبَ عَرفُهُ وَشَذاهُ
وَبَيانٌ قَد أَبطَلَ السِّحرَ إِلّا
لِخِطابٍ لَهُ وَما قَد رَواهُ
وَلَهُ في العَيانِ ما لَيسَ لِلْغَي
رِ بِجَمعِ الفِتونِ ممَّا حَوَاهُ
فَجَمالُ العِيونِ ما لِبحارٍ
وَلِطَرفِ الحَبيبِ بَحراً طَوَاهُ
في بُحورٍ دَليلُها مَحضُ تَيهٍ
كيفَ كانَ الرَّشَادُ فِيما هَدَاهُ
إِن يَكُن سَعيٌ في العِيونِ نِزالاً
فَسِلاحي على العِيونِ هَوَاهُ
لِتَرى الحُبِّ في البَرايا جَوازاً
لا مَغالِيقَ في الهَوى ما سَعاهُ
ما تَجوبُ العُشَّاقُ مِنْ سَعي حُبٍّ
ذلِكَ السَّعيُ مَنسَكٌ ما حَبَاهُ
كُلُّ حُبٍّ تَلا على صَفوِ وِدٍّ
كانَ عِشقُ الجَمالِ فِيما تَلاهُ
وَالَّذي يَعشِقُ الجَمالَ صَفَاءً
عَرَفَ الحُبَّ شاكِراً ما بَلاهُ
فَعَذابُ المُحِبِّ فيهِ جَمالٌ
لَذَّةٌ في العَذابِ حِينَ شَكَاهُ
وَبِقربٍ يَخافُ مِنهُ ارتِحالاً
لكِنِ الشَّوْقُ في البِعادِ كَوَاهُ
لَيسَ كُلُّ القَريبِ كانَ هَناءً
رُبَّ مُرِّ القَريبِ ما قَد جَناهُ
مِنْ صِدودٍ أَذابَ قَلباً مُعَنّى
يُستَطابُ الزُّعافُ حينَ جَفاهُ
ما حَياةٌ بِغَيرِ حُبٍّ حَقيقٍ
غيرُ مَوتِ القُلوبِ في ما أَتاهُ
إِنَّما الحُبُّ نِعمَةٌ لِنَعيمٍ
أُمُّ كلِّ الآلاءِ ما قَد رَجاهُ
تَصلُحُ الدُّنيا في حَبيبٍ وَفَنٍّ
وَأَساسُ الجَمالِ حُبٌّ بَرَاهُ




بائع الأرواح .......... بقلم : سعد المظفر // العراق



إن بعت روحكَ فأبدأ بالبكاء
أنا غاضبٌ منك
غاضبٌ عليك
يا بائع الأرواح
روحي التي كانت معي
نادِ عليها ..محمولةٌ على الأكف
كي أقضي بعض الوقت دونها
كي أمنحها فرصة التجول وحدها
أمنحها فرصة للسؤال
سأنام وحولي يحوم الخيال
كيف إنتهى بك الأمرُ هكذا
من حبلكَ السري حد المشنقة
تقبض ثمن المجييء
إجمع ضرائبك
وأشرب قهوتك
وإحضى بمتعةٍ في ملوحة الجبن
ومصاحبة النساء
هذا الصباح كان بارداً
فبادر الى من في الجوار
..................سيرحلون
وستبقى وحيداً
عدها وعداك
متشابهان في اللحظات العابرة.


(( لن أجامل )).......... بقلم: شاكر محمود الياس// العراق




عذرآ لن أجامل بعد وأتصنع كلاما
منمق بلون زائف سأمت التراضي
أنا المخدوع لي صحوة ما أجملها
سقط القناع بان حاضرك والماضي
أي عذرآ تقول قصة بانت ملامحها
كنت المقرب لقلبي تنام في ناظري
ما علمت يومآ أن المشاعر جلها
رخيصة لديك والغرام كان حديثي
سأقطب جراح الأمس لست نادما
صدمة تلقها الفؤاد وابصرتها عيوني
خذلت مندهشا من شخصك المهندما
كيف ضاع حبك واهم ظننته سرمدي
عذرآ ذهب الأحساس الجميل مغادرا
ذاك الأفق ومساحات الطيف الوردي
هيهات يجمعنا لقاء وسقف أراه يظلنا
عبثت كثيرآ أسف خدعت يا نرجسي
قصة حبك وهم وكلماتك بان خداعها
درس تعلمته ولم يكن قط مجاني


العراق/بغداد
١٤/١/٢٠٢٥


طيش صوفي.......... بقلم : سعد المظفر // العراق




دنى فتدلى كنصف ذنب
..وشم قديم
..نصف أمس في دهشة الوجود
.بلاهة صبي صار شيخ
وشاب منه الظل
فجلجل ياشهيق الحسرات
فذا سر ملامحي طوع أضطرابك
عند حدود أشرعتي
.. ياسيد الجمال
يسبقني ذنبي الى النساء
فواظب معي أقتراف الشعر

صدى التراتيل ....... بقلم : علي الوباري / السعودية





أرى في الجرح دواء وأسمع انين طفل، أستبشر بميلاد جديد وإن طال الطلق، هل سمعت حكاية الموت ولادة؟ وفي الشهادة حياة سرمدية؟ أنا من أولئك المبتسمين حين يكبلني الألم ويعلو صراخ الجنين، أنا من تنير دربي المناجاة حتى حين تغافلني الشمس وتختفي، أرى ضوءًا لا يراه من أصاب عقله غفلة وشرود، لا تحسب الليل طويل وإن كان في حساب المنتظرين يكاد لا ينتهي ، فلهؤلاء نور خفي يبصره من يعمر قلبه بالإيمان، لا تظن أن الصباح في بداية المساء لن يعود، ويتسرب النور ويختفي في نظر الغافلين ففي قلبه سراج دعاء يلهج حين ينزف الجرح وفيه الدواء والمناعة من كل سقم.

عزف منفرد........... بقلم : لمياء فرعون / سورية



عزفتُ على الكمان نشيدَ حبِّي
وأسمعتُ الحضورَ أنينَ قـلـبي
بــكـتْ أوتـارُه فـازددتُ شـوقـاً
وتـقـتُ إلى الـلـِقـا فمتى تـُلبِّي
فإني في غـيـابـِكَ مـثـلَ طـفل ٍ
يـعـيـشُ بـنـومـه أفــلامَ رعــبِ
إلى لـقـيـاكَ تأخـذني الأمـاني
أيا من كنتَ لي مصباحَ دربي
أثـار الـعـزفُ مكنونات ِصدري
ولا يـــدري بــسـرِّي غـيـرَ ربِّـي
سئمتُ العيشَ في أمل ٍتوارى
بـطـيات ِالغمام ِوبـات ثـوبـي
فقد طال الغيابُ وصرتُ نهباً
لأوهـام ٍأتـتْ وتـلـوح قــربـي
وتُـخبرني بأنَّـكَ مـحـضَ طـير ٍ
تـحـلِّـقُ عـالـيـاً وبـغـيـر سـرب ِ
وأنـَّكَ لـن تـعـودَ إلى ديــاري
فيا أسفي على مَنْ خان حبِّي
سـألـت اللهَ يــرزقـني بـصـبـر
بــه أرتـاح من حـزنـي وكربـي
فقد تعب الفؤادُ من التغاضي
ومــا مـن مــلــجـأ ٍ إلاك ربـِّي
دعوتُـك يا الهي في سجودي
ففـرِّجْ بالدعاء هـمـوم قلبـي


سورية-دمشق

موعدنا بعد قليل ........ بقلم : سوسن رحروح / سورية




رددتها غيمة تطارد الريح على صهوة الوقت..
أبواب القصيدة تعلن استقالتها من الشوق
الأشياء خائفة
تتكئ على معصميها تراقب نهرا غادر ضفتيه
فرت مواعيد الصلاة
من كان منكم على وجل
فعدة من أشواق أخر
أعيدوا ترانيم الحياة فعشاق النور يمشون على مساحات الروح هونا
يجادلني هسيس الصمت
من يطرق الباب ولا يصاب بالنور
يثور عزيف الحلم
لاتقربوا النجاة وأنتم حيارى
فالليل عتيق قابل للكسر
واللحظة باءت بالنسيان
سأرتب عناوين المواجع
وتواريخ الآه
لن أبيع ذاكرتي
عناقيد الضوء تفرش ألحانها على شفتي
أغنيها حتى الثمالة
(يارايحين ع حلب
صوتي معاكم راح )
يا العاشقين لاتخبروا أمي
أني أضعت دميتي
وديوان قلقي
وآخر دفء
لاتخبروها أني شربت كأس الانتظار مراً
واعتذرت من فضاء وصاياها الرحب
(لاتتركي سنين العمر تمضي للسراب
لاتحرقي دفاتر عشقك
لا تقطعي حلما
لا تقتلي ضوءا
لا تحرقي بسمة )
خانني الليل يا أمي
ومت قبل الفجر
في مواعيد الولادة

أطهر وأجمل ملاك" شعر غنائي "............ بقلم : على حزين / مصر



ساعات أشوفك جنبي
وبحسك قريب مني
وروحك زي روحي
وحلمك زي حلمي
وأشوفك بعيني يا حبيبي
أطهر وأجمل ملاك
*
وساعات أشوفك بعيد عني
لا بـ تسأل عني ولا تطمني
ولا أنت حاسس بيَّ
ولا أنا حاساك
*
تشوفني تمشي ولا تعبرني
وتعمل إنك من بنها
وأبقى واقف مستني
تحس بيَّ, زي ما أنا حاساك
طاب قول لي يا حبيبي
أعمل إيه أنا وياك
*
وتعدي أيام وشهور،
ولا تسأل عني
وإن يوم قابلتك في طريق
تعمل إنك مش واخد بالك
وتمشي ولا تعبرني
ولا تشغل بالك
ولا تبص حتى وراك
*
وساعات أحس إنك بلسم جروحي
وأحس إني معاك لقيت روحي
وأحس إنك ليَّ وأنا يا حبيبي ليك
*
وساعات أحسك قريب قوي
وساعات أحسك بعيد قوي
ولا فارق معايا ولا معاك
*
وساعات أشوفك يا حبيبي
زي موج البحر هادي,
وحلو قوي, قوى, وجميل,
أو زي نسمة هوا حلوة
مع وردة جميلة على شط النيل
ونبقى مع بعض سوى
حلوين زي العصافير
أنت سعيد بي, وأنا سعيد بيك
يا ريتك يا حبيبي, يا روحي
تحس بيَّ, زي ما أنا حاسة بيك


 طهطا ــ سوهاج ــ مصر
 الثلاثاء 14 / 1 / 2025




هايكو............... بقلم : سعيدة محمد صالح / تونس








ثلجٌ أبيضُ
ينامُ فوقَ الجبالِ
يُغنّي الصمت.
***
ريحٌ باردةٌ
تمرُّ فوقَ القممِ
تهمسُ شتاءً.
****
قطراتُ مطرٍ
تُقبّلُ الصخورَ
دموع النهر.
*****
بردُ كانونَ
ينسجُ وشاحَ الليلِ
أمامَ الموقد.
****
جمرٌ خافتٌ
ينبضُ وسطَ الليلِ
يحكي الدفء




ليضيق مساحة الكلمات ......... بقلم : محمد فاهم // العراق



ليضيق مساحة الكلمات

فأني
أكتب
نصوصي
بطريقة عمودية
و بعد
إنتهائي من الكتابة
الشيقة
أذهب
للسوبر ماركت
لشراء تسعة أفكار إضافية
أو أذهب
للمقهی القريب
من دارنا الطيني
أو أقوم
بعمل فنجان قهوة
على طريقة
هوليوود الشهيرة
________



/14/1/2025/ - العراق مدينة السماوة -






"وهج الزيف واحتراق الحرية" ......... بقلم : فاهم المدني // العراق




تحت رماد النار المتوهجة، وقفت "السيدة الحرية" في صمت مرعب، وشعلتها التي كانت رمزًا للأمل والعدالة تحولت إلى لهيب شرس يلتهم السماء. كأنما اشتعلت روح الزمن ذاته، وأخذت تحكي بصوت اللهب تاريخ أمة بدأت بوعود عظيمة ولكنها انجرفت في مسالك مظلمة.
كانت الأرض أسفل التمثال ترتجف، كأنها تشهد محاكمة التاريخ. البشر، الذين جاءوا يومًا ليبحثوا عن الحرية تحت ظلال تلك الشعلة، أصبحوا الآن شهودًا على حريق هائل يعكس نيران قلوبهم وأرواحهم. نيران الخيانة والغضب، نيران الفساد والظلم الذي تغلغل عبر الأزمنة.
في تلك اللحظة، لم تكن النيران مجرد عنصر مدمر؛ بل كانت نداءً صارخًا يعيد للأذهان كيف تحول الوعد الكبير إلى عبء ثقيل. كانت الشعلة ترمز للحرية، لكنها اليوم تتوهج بلهيب الأسئلة: كيف تحولت العدالة إلى وهم؟ وكيف أصبحت الحرية قناعًا يخفي وجوه الطغاة؟
في أعماق اللهب، كانت الحكايات القديمة تظهر كأطياف باهتة. قصص المهاجرين الذين خاطروا بحياتهم ليعبروا المحيطات، باحثين عن حياة جديدة. أولئك الذين حملوا أحلامهم الصغيرة وجاؤوا ليجدوا مأوى تحت جناح التمثال. ولكن، أين هم الآن؟ هل انقلبت أحلامهم إلى كوابيس؟ هل كانت الحرية أكذوبة؟
في مواجهة تلك النيران، لم يستطع أحد النظر مباشرة إليها. كانت النار تحرق الواقع ذاته، تكشف زيف الأوهام التي عاشت أجيال كثيرة تؤمن بها. وكأن التمثال، بصمته المهيب، كان يصرخ: "إلى متى ستتغافلون عن الحقيقة؟"
بين ألسنة اللهب، كان يمكن رؤية شيء آخر—مشهد للبعث والانبعاث. كأن الحريق، رغم قسوته، كان دعوةً للتغيير. كأنما النيران تريد أن تطهر الأرض من الخطايا، لتعيد بناء ما سقط تحت ركام الأكاذيب. كان الجميع يشعرون أن هذه اللحظة، رغم فداحتها، هي فرصة للتأمل وإعادة النظر.
وفي السماء، كانت ألسنة الدخان تتشابك مع الغيوم، كأنها كتابة ملغزة لا يستطيع أحد فك شيفرتها. ولكن المعنى كان واضحًا للجميع: التاريخ لا ينسى، والرموز التي تُقدَّس يمكن أن تحترق إذا خُنقت بالأكاذيب والظلم.
هكذا، وقف العالم ينظر إلى "السيدة الحرية"، وهي تحترق كعنقاء عظيمة، في انتظار أن تنهض من الرماد مرة أخرى. لكن السؤال الأكبر بقي عالقًا في الهواء: هل يستحق البشر أن تُمنَح لهم فرصة أخرى؟