بغداد
الصباح يبدأ من هنا
الشمس ترسلُ اول ياقوتها
تتدلى الخيوط الذهبية
تلون الأرصفة
.....................
من بغداد
من كل أماكنها
تطلُ النساء
ترش عتبات البيوت
هكذا...........
ترتدي أول ثوبٍ من النهار
من أول الضوء
تطلق النساء عيونها
الى نهايات الأزقة
..........الباصات تحمل الرجال
كسلى
تهتزُ على الطرقات
يا فتاح...............
من بغداد
يبدأ الصباح
يا رزاق..........
يا أول الساحات
يا ساحة الطيران
أيها الثلجُ كنْ معي!،
أيها الثلجُ كنْ لي،
دع الدفئَ لي،
ورودي لن تذبل،
ناري لن تطفئ،
وذكرياتٌ لن تعود،
الوقتُ داهمهُ النسيان،
القمرُ صار بعيدا،
الحبُّ فرََ شريدا،
آخذُ فنجانَ شايٍ، وابدأُ التفكيرَ، سأجلبُ وقودي،
من دون تأخيرٍ،
ورودي لن تذبل،
ايها الثلجُ كنْ معي، سأرسمُ البردَ، الوجعَ،
التأخيرَ، وابدأُ التفكير..
7\1\2015
دافئ بالذكرى، يشرئب من لسعاتِ بردِهِ على الأيام، يرى الأحلام، تدخِرُها العيون لسفرِ يومٍ في المدى، يجعلُ من الكلماتِ فناراً، للآتية مشاعر، في زمنهِ، تولدُ من الشوق قصيدة، قد تبقى، أو تذهب إلى النسيان جفاء.
2025/1/7
كانت الشمس تميل نحو الأفق، تسكب ألوانها كهمسة وداع فوق مياه بحيرة حمرين، فتتحول البحيرة إلى لوحة حية تُلامس الأحلام. على ظهر قارب خشبي صغير، كانت ملاك، ذات السبعة عشر عامًا، تجلس بين عائلتها، ضحكاتها الرنانة تتشابك مع نسيم المساء، كأنها روحٌ تُعانق الحياة بأقصى ما فيها من جمال.
لكن البحيرة، التي بدت كأنها أمٌ حنون، فجأة كشفت عن وجهٍ آخر. ارتجف القارب، ثم تمايل بعنف كما لو أن المياه قررت كسر صمتها. صرخت الأصوات وامتدت الأيادي، لكن موجة مباغتة قلبت القارب رأسًا على عقب. وجدت ملاك نفسها تسقط في قلب المياه الداكنة، حيث البرودة تخترق عظامها كطعنة غادرة.
كانت لأول مرة تواجه الفراغ المجهول. حاولت أن تصعد، أن تتشبث بشيء، أي شيء، لكن المياه كانت أكثر قسوة من أن تمنحها فرصة. كل ما سمعته كان خفقان قلبها المتسارع، وصدى أصوات عائلتها يتلاشى في عمق الصمت.
"يا الله..." تمتمت في أعماقها، دعاءً خافتًا يعلو على رعب اللحظة. "أهذا هو الرحيل؟ أكنتُ أضحك دون أن أدرك أنه وداع؟ يا رب، إن كنتَ قريبًا كما يقولون، فلا تتركني وحدي هنا. كن معي، في هذا الظلام الذي لا ينتهي."
يديها المرتعشتان لم تعدا تقويان على الحركة، وأطرافها بدأت تُثقل كما لو أن البحيرة تسحبها إلى الأعماق برفقٍ مخادع. الهواء، الذي كان قبل لحظات حقًا مكتسبًا، بات الآن أملًا بعيد المنال. ومع كل لحظة، كانت رغبتها في النجاة تخفت، لتحل محلها راحة غريبة، كأنها تُسلم أمرها لما هو أعظم من الحياة والموت.
"اغفر لي، يا رب..." فكرت بصوتٍ داخلي طغى على هدير المياه. "إن كان هذا هو الختام، فلتكن رحمتك عونًا لمن أحبوني. اجعل أمي قوية، وأبي صامدًا. لا تتركهم يغرقون في ألم غيابي."
عيناها المغمورتان لم تريا سوى ظلال غائمة تتماوج بين الماء والضوء. شعرت بأنفاسها الأخيرة تسلمها إلى سكون عميق، سكون لم تكن تخشاه. في أعماقها، كانت السلامات تغمرها، كأنها تُساق إلى حضنٍ لا يعرف نهاية.
حين انتُشل جسدها، كان الماء قد غسل ملامحها من كل أثرٍ للخوف. على وجهها كانت ترتسم سكينة عجيبة، كأن روحها وجدت نورًا لا تراه إلا العيون التي أغمضت على يقين. وفي المساء، عادت البحيرة إلى هدوئها، لكن صلاتها بقيت معلقة بين السماء والماء، شاهدة على لحظة تصالح فيها الإنسان مع قدره.
بحيرة حمرين لم تبتلع ملاك، بل احتضنتها. صارت شاهدة على روحٍ انتصرت على الموت، وخلّفت وراءها صدى دعاءٍ خالد. في أعماق المياه، لم يكن الغرق نهايةً، بل عبورًا إلى نورٍ لا ينطفئ، وإلى ذكرى ستظل حية في ذاكرة من عرفوا ملاك، وعرفوا أن الحياة والموت كلاهما وجهان للقاء الخالق.
مهلاً تنهد قليلاً كأنك الف عام من الحزن تطل على خطاك
يهاجر الدخان من كوخ أنفك القديم الى صدرك على حفنتين
خفقة للقلب ..سرعان ماترتدي توتر نبضها ثوب على حجم الفؤاد
...يا أبا يعقوب
هذا النهار يلهو الذئب في الحواس
ويشرب دمك مثل عرق سوس
تسقط القدح في هوة من دمي بجوار صوت الدروب
التي لاتؤدي الى روما بعد الحريق
...................إخوتي
وديع أنا وللعصافير قلق
مثل قبرة تعشعش على التراب على...الرصيف
قلت مهلاً أبا يعقوب
أجل نوافذك التي لا يدهمها النور
يالدهشتي بين بئر تكبد السؤال
...و وسوست لكم أنفسكم
الشاعر يصيب كبد الشمس
..يتسلل في المسافات
..............يرهقني يا أبا يعقوب ذهنك حين تستفيق
أخلد لموتك الأبدي
ودع السمار
..حمقى المال
..حصالات النقود
وعد لشهقة تشق البراهين
كلام كل حرف فيه
...مطر وابل
الى يوم يرجمون
سيعاني الورق من وحشة الفكر.
هيهات سيصالحني عندما تداعبه بنات أفكاري ونزف القلب.
وعلى بساط الخيال سيرسم الحلم.
هل يبقى القلم صريع الهجر؟
فأنا والليل نتبادل الصمت في وحدةٍ تغاير الصبر.
طالما هناك في الخلد أفكار سيميل القلم على صدر الورق حين تغزوه المشاعر ولها يستعد.
سيكتب في نهمٍ معاير الوتين وكم الفؤاد تعذب وأحب.
وراء إعصار المشاعر ذكريات تحرك الصخر.
تتعقبه وللأزمة معه تستعد.
هناك فرح ويليه حزن من هنا تخالجنا ويعالجنا القلم والورق بنثر الإحساس في بيت شعرٍ يكن له الود.
أيها القابع بين ثنايا الحروف لم يبقَ غير أنفاس نتشارك فيها جمال القصيد بأبجديةٍ يميل لها القرطاس ويصالح الحبر.
أنا الشّاعرُ، ثروتي قصائدُ تفجّرُ الينابيعَ فرحًا، تنير المعابرَ مقتصّةً من خارطةِ اليقينِ مهازلَ وديانِ الشكِّ.
أنا الشّاعرُ، بالقصائدِ وحدَها أنعشُ قلوبًا تكادُ أن تتوقّفَ عنِ الخفقِ، قصائدُ ترمّمُ تشقّقاتِ الشّفاهِ الباحثةِ أبدًا عن ترياقِ المحبّةِ والعدلِ والتّسامح.
أنا الشّاعرُ، قصائدي إكسيرُ الحياةِ، فلا تستغربْ إن تتبّعتني الحجارةُ كي تتباركَ بلمسةٍ من أكفّ قصائدي حتى تلينَ، فإن لامستْها استحالتْ إلى طيورٍ وفراشاتٍ، أو تشكّلَ منها عقدٌ تزيّنه لؤلؤةٌ محارتها أمست صومعتي المكلّلةَ بوهجٍ لا يخبو.
أنت المُدمَّرُ المُحبطُ، تعالَ رتّلِ القصائدَ لعلّها تمنحُكَ تأشيرةَ عبورٍ إلى عالمٍ روحيٍّ، أنت العابرُ دوما إلى قارّاتٍ من علقمٍ، رتّلِ القصائدَ لتعبرَ حينها إلى قارّاتٍ من سكّرٍ.
أنتَ المتقوقعُ خلفَ هامشِ خطّ البؤسِ هل ترى سُرادقَ العزاءِ التي لا تفارقُها حتى تزورَها، اهدِها قصيدةً وإن كانتْ في الرّثاءِ، حتما بها ستستكينُ اللواعجُ وتهدأ الآلامُ.
وذاك المنكوبُ المتربّعُ على عرشِ قارعةِ العدمِ، اتلُ عليهِ قصائدَ الحياةِ، سيتعلّمُ منها كيف يشقُّ صدرَ المعجمِ ليستلَّ منه كلمة يأسٍ، سيتعلّمُ أن يرى بعيني بصيرته، سيتنشقُ من الحروفِ عطرَ الحكمةِ، سيلمسُ بيديهِ نداوةَ الفكرِ، وسيدركُ بكلِّ حواسّهِ أنّ السّجنَ ليس بجدرانٍ أربعةٍ وليس ببابٍ حديديٍّ موصدٍ، وأنَّ بالقصائدِ وحدَها يمكنهُ أنْ يحلّقَ طليقًا بأجنحةٍ لا تتكسّرُ حتّى وإن كان بالأصفادِ مكبّلَ اليدينِ والقدمينِ.
ياسحابة المطر....
أحتويني بحبك
ورحمتك،
وأغدقي علي بقطراتك،
وأسقيني رحيقاً وعسلاً
ما كتبه الصديق مصطفى القرنه عن كتابي "إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية"،
في "إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية"، يقدم الناقد الفلسطيني رائد حواري دراسة نقدية غنية تتمحور حول تجربة الأدباء الفلسطينيين الذين عاشوا داخل السجون الإسرائيلية. الكتاب ليس مجرد تحليل لأعمال هؤلاء الأدباء، بل هو أيضًا بحث في عالم الرواية الفلسطينية بشكل عام وكيفية انعكاس واقع المعتقلات على الأدب الفلسطيني. يعتمد حواري في دراسته على المنهج التحليلي الوصفي، مما يساعده على تقديم رؤية شاملة عن كيفية معالجة الأسرى الفلسطينيين لقضاياهم السياسية والاجتماعية داخل السجون.
المنهج التحليلي الوصفي: أداة لفهم البعد الإنساني
يبدأ حواري دراسته بتحليل الأدب السجني الفلسطيني من خلال التركيز على الأسلوب الذي يستخدمه الأسرى الأدباء في التعبير عن معاناتهم وآمالهم. يتبع حواري منهجًا تحليليًا وصفيًا يجمع بين تفكيك النصوص الأدبية والوقوف على معانيها العميقة. هذا المنهج يعكس قدرة الأدباء الفلسطينيين على استخدام الأدب كأداة مقاومة، وتوثيق لواقع الاحتلال وظروف السجن التي يعيشها الفلسطينيون. حواري لا يقتصر على وصف الأحداث بل يذهب إلى ما وراء النصوص ليفكك الرموز والأساليب التي يستخدمها هؤلاء الأدباء لتقديم صور متعددة للمقاومة والصمود.
الأدب كسلاح في وجه القمع
ما يميز الكتاب هو كيفية تصوّر حواري للأدب كسلاح يستخدمه المعتقلون ليس فقط لرفع الصوت في وجه الظلم، بل لتوثيق تجربة فلسطينية تتخطى السجن إلى العالم الخارجي. فالأدب هنا ليس مجرد شكوى، بل هو وسيلة لتحويل الألم إلى نص مقاوم يحيي الذاكرة الوطنية ويسهم في تشكيل الوعي الجمعي للفلسطينيين. تتطرق الدراسة إلى الأساليب الروائية التي يعتمدها الأسرى الأدباء في سرد قصصهم، ومنها أسلوب الاسترجاع والرمزية التي تظهر من خلال اختيارهم للكلمات والتفاصيل الصغيرة التي تحمل دلالات سياسية واجتماعية عميقة.
الصراع الداخلي والخارجي في النصوص السجنية
يشير حواري في دراسته إلى أن أدب المعتقلات لا يقتصر فقط على تسليط الضوء على معاناة المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، بل يتجاوز ذلك ليعكس صراعًا داخليًا مع الذات، إذ يجد المعتقلون أنفسهم في مواجهة مع أفكارهم ومعتقداتهم، فيما يشكل الاحتلال وجبروته العدو الخارجي. من خلال هذا الصراع المزدوج، يطرح الأدباء الفلسطينيون أسئلة حول الهوية والانتماء والحرية، مما يجعل من النصوص الأدبية سجلاً حياً للمقاومة، ليس فقط ضد الاحتلال، بل ضد كل أشكال القهر والظلم.
تميز روايات ادب المعتقلات الفلسطينية
تعكس الروايات التي يدرسها حواري جوانب متعددة من تجربة الأسر، مثل الإضرابات عن الطعام، والمحاكم العسكرية، والعلاقات الإنسانية التي تنشأ داخل الزنازين. الكاتب يبرز قوة الروايات في استخدامها للخيال الأدبي رغم القيود، حيث يكتشف القارئ كيف استطاع هؤلاء الكتاب تحويل الحياة داخل السجن إلى مادة أدبية غنية تتميز بالإبداع والجمال، بينما تحافظ على الأبعاد الإنسانية.
التحديات في كتابة الأدب داخل السجون
إحدى أهم الإضاءات التي يقدمها حواري هي الصعوبات التي يواجهها الأسرى الأدباء في كتابة رواياتهم، بدءًا من منع أدوات الكتابة وحتى التهديدات من قبل سلطات السجون. ولكن، رغم هذه التحديات، يظهر الأدباء الفلسطينيون قدرة على الانتصار على القمع والضغوط النفسية عبر تحويل سجونهم إلى مساحات للإبداع. يكشف حواري عن التقنيات التي يعتمدها هؤلاء الكتاب للتمرد على الرقابة، مثل الكتابة المتخفية أو التلميح إلى معاناة الشعب الفلسطيني بطريقة مشفرة.
من خلال "إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية"، يقدم رائد حواري دراسة نقدية مهمة لا تقتصر على تحليل النصوص الأدبية، بل تفتح أفقًا لفهم كيفية تأثير السجون على الأدب الفلسطيني. الكتاب ليس مجرد دراسة عن الأدب السجني، بل هو إشادة بالقوة الخلاقة التي يمتلكها الفلسطينيون في تحويل الألم والمعاناة إلى أعمال أدبية تتجاوز الحدود والموانع. في النهاية، تعد هذه الدراسة بمثابة شهادة حية على قدرة الأدب في مقاومة الاحتلال، وصورة حية لمجموعة من الكتاب الذين تمكنوا من تحويل السجون إلى فضاءات للأمل والحرية.
يَا كَأْسُ مالَكِ في رَجْعٍ وَتَلْوينِ
وَتَرْقُصِينَ بِسِحْرٍ راحَ يَغْويني روحٌ بخِفَتِها أَذْكَتْ بنا طَرَباً
وَاسْتَوْثَقَتْ رقصاتٌ عِنْدَ تَهْجينِ
لا يَصْمِدُ الهمُّ في سَرَّاءِ خالِبَةٍ
لا عَقْلَ يَحْمِلُهُ بَلْ قَلْبَ مَجْنونِ
وَنَشْوَةٌ مِنْ قَدِيمِها كَأَنَّكَ لا
تَفيقُ إلَّا بِشَدْوٍ في التَّلاحينِ سُلافَةٌ مُزِجَتْ أَلْوانُها ألَقاً
كَأَنَّها هالَةٌ في كَفِّ آمونِ
أَوْ شَعْلَةٌ حَمَلَتْ تأْريخَها عِبَراً
مِنَ العَتِيقِ شَرَابٌ مِنْهُ يَرْويني ولا بِبابِلَ مِنْ سِحْرِ الجَمَالِ بها
وَلا النَّواسِيُّ في بَغْدادَ يُدْنيني
وَصْلٌ تَقَدَّسَ بالطَّقْسِ المُهيبِ فَما
بمثْلِهِ قد دَوى سمْعَ الفراعينِ
في كُلِّ عَطْفٍ لَهُ الآياتُ مُبْهِرَةٌ
حازَ الجمَالَ لَهُ حِكْراً بِتَكْوينِ
حَتّى إذا طافَ بالكأْسِ المنيرَةِ كال
بَدْرَيْنِ في الأَرضِ طافا بالدَّهاقين
صَفْراءُ أَغْنَتْ مَطاليباً على سَبَبٍ
فالعَيْشُ مَنْبَسِطٌ مِنْ غَيْرِ مَمْنونِ
فَكُلِّ شَيءٍ بما شِئْنا يصارُ لَنا
حتّى بِما لَمْ نَشأْ أَمْلَتْ بمَضْمونِ
يُسْراً بصَرفِ صَريحٍ كانَ مَشْربُها
مِنْ غَيْرِ مَزجٍ فأغْنَتْ كُلَّ مسكينِ
إِلَّا برَشْفِ رِضابٍ بَعْدَ رَسْفَتِهِ
أُسْقى الشّهادُ ضروباً في العَناوينِ
َوَأَرشفُ الفاهَ ضَمْآناً وَمِنْ فَضْلَةٍ
في كأْسِهِ لاحَ بَيْنَ الحينِ وَالحينِ
لا نَتْركُ الكأْسَ فيها فَضْلَةٌ أبَداً
نُسابِقُ الرَّشْفَ في تَرْكِ القوانينِ
فَتارةٌ صَخَبٌ مِنْ بَعْدِها نُظُمٌ
تِلاوَةٌ بَيْنَها رِجْسُ الشَّياطينِ
أَنْتَ النَّديمُ وَأَنْتَ الخافِقانِ وَمَنْ
أَطاحَ قَلباً وَمِنْ أَغْصانِ زَيْتونِ
أَحبَبْتُ فيكَ حياةً قَدْ أَضافَ لها
الوجودُ وَابْتَهَجَتْ صَهْباءُ مَحزونِ
فأَصْبَحَ العُمْرُ ذا حَفْلٍ أُحايلُهُ
وَحَيثُ أَنَّكَ دُنْيا غَيْر ما دونِ
مِنْ نَرجسٍ نَفَذَتْ رَشْقاتُ أَسْهمِها
لقَلْبِ عاشقِهِ مِنْ غَيْرِ تطعينِ
عَيْنُ الجآذرِ إنْ رامَ الرَّنا شَزَراً
أَوْ مُدنفٌ كانَ بَيْنَ الشَّدِّ وَالّلينِ
الدِفْءُ في الخَدِّ مِنْ نورٍ وَمِنْ أَلَقٍ
زانَتْ بِبَعضِ شُعَاعٍ في الموازينِ
وَاسْتَنْفَرَتْ مُلَحاً في وَجهِ صاحبِها
سُلافَةٌ وَزها مِنْها بتَزينِ
لَحنٌ بقولِكَ لا لَبْسٌ بفطنَتِهِ
أَبْلَغْتَ مَعنى كَلامٍ بالمَضَامينِ
فَكَمْ بلَحْنِكَ لَهْوٌ كانَ فاجئةً
وَصِدْفَةً كانَتِ الأَحلى بِمَكْنونِ
وَكَمْ تَناغَمَتِ الَّلفْحاتُ في نَسَقٍ
تُديرُها رَغْبَةٌ كانَتْ بِلا دينِ
فَلا انْقضاءٌ بُعَيْدَ الوَصْلِ أَغْمرُهُ
ذِكْرى الدَّلالِ بروحِ الوَصْلِ تَطويني
عِشْتُ الجَمالَ بجَنْبٍ خابراً وَلِهاً
وَكُنْتُ قَبْلاً بحِسٍّ لا بتَعْيينِ
يا سَيّْدي وَمَليكي عِزُّها لَقَباً
أَيا حَبيبي وَلا مِثْلَ السَّلاطينِ
فَالأمْرُ أَمْرُكَ بالحُبِّ المَليكِ فَما
مِثْلَ الهوى مارِدٌ في حُكْمِ مَفْتونِ
ضاعَ الجنونُ ،يتخطَّى مصيرَهُ ،
ليلي كانَ هناك ،يتمشّطُ جدائلَهُ،
أيُّها القمرُ كنْ لي شاهداً، أمامَ حروفي ،وجهُها الشمسُ ،يفتحُ بابَ الفجرِ ،تتدلَّى أحزاني كغصنِ شجرةٍ ،لا شَفَقةَ أمامَ المرآةِ ،تكتحلُ عيونُ اللهفةِ ،
بهمسةِ وداعٍ ،قلائدُ الحبِّ تقطَّعتْ ،تناثرتُ من فرطِ أحجارها ،ليلي دموعٌ ،رسمتْنا الأقدارُ نجوماً للسَّحرِ ،سنواتٌ تنتهي ويكونُ اللقاء ،أيُّ مساءٍ يمضي ؟الأماسي موانئُ الحبِّ ،
ضفتّي ضياعٌ ،ليلاي ،!رمالُ صحاريك ودماءٌ،أيُّ جنونٍ يعبثُ بي؟ ،ثيابي والريحُ مهترئاتٌ ،تمزِّقني سحابةُ وجدِك ،تبلِّلني أمطارُك ،تقفُ الأحزانُ عندي ،واحةُ رؤياك سرابٌ،ظمأي يأخذني ،أنتظرُ موتي.
8/ 1 / 2018
على قميصك القديم-
رذاذ عطر معتق،
من زوايا البيت !!
جلال ابن الشموس /العراق
{الشاعرة بتول الدليمي وشخصنة الأم البطلة في قصيدتها هذيان الأمنيات}
الأشتغال والبناء القص/ملحمي هو ما بنت عليه الشاعرة البارعة بتول الدليمي لتجعلنا امام صوت واحد يجسد حديثها عن بطل واحد او بطلة واحدة وهي الأم لتكون الشاعرة صدى لصوت او كما أسمته {هذيان}
حين كنت أغسل
النهر بدموعي
كانت أمي تقف
على حافة الحلم
هذا التوغل بين {الذات{حين كنت}وبين الشخصنة للأم {كانت أمي} بين كنت وكانت هناك تفاعل {تقف} هو تفاعل أنفعالي لتحديد الاثر للشخصية المؤثرة في الخطاب التصويري للحلم الذي تقف على حافته تعدد متتاليات الحزن{أغسل النهر بدموعي} واثقة بالأم البطلة المنقذة/
عيناها ترنوان إلى السماء
تدعوان بهطول المطر
المستكملة للشرط بالدعاء الذي هو أستعانة أخرى وأدات من أدوات شرط الأستجابة وكان المعبر عن الحالة {عيناها /تدعوان} هذا النفس التوصيفي لمصدر القوة عند البطلة الأم التي أوقعتنا بتأثيرها من خلال تكثيف النقلة الحاضنة فلا سبيل غير هذا التصور عند الشاعرة بتول الدليمي وتؤكد عل ذالك بقولها//
لا سبيل للاشتياق
فكل الأبواب مغلقة
تكاد تخنق الفراغ
الذي قيده الضوء
ليمتثل لأوامري
فبدون ملامح الأم {الأبواب مغلقة}و{تختنق بالفراغ}و مغادرة الضوء عالمها لقد فسرت لنا النص لتصبح شخصية الأم فيه شخصية ملحمية كاملة لامجرد جزئة أنية تتكئ عليها لفترة تراثية من البناء لخلق الدهشة وتحقيق معاير التميز.
.
هذيان الأمنيات..
حين كنت أغسل
النهر بدموعي
كانت أمي تقف
على حافة الحلم
عيناها ترنوان إلى السماء
تدعوان بهطول المطر
ضوء يقتحم صومعتي
يطرق باب حلمي بشدة
يوقع كل الأوراق التي
تدين عذرية المساء
لا سبيل للاشتياق
فكل الأبواب مغلقة
تكاد تخنق الفراغ
الذي قيده الضوء
ليمتثل لأوامري
أصرخ علَّ الصوت
يصِل أعماق خيبتي
ويستفز الحزن
ليعلو في
فراغ الصمت ويأتيني
بكل المسافات
التي باعت ظلّي
في ليلة يسكنها
هذيان الأمنيات ..
ليلٌ يقرأني ،
لن تعصمني الكلماتُ والذكرياتُ
تغادرُني السحب
وتعودُ من جديدٍ،
لم تمضٍ الشجونُ ،
بعدُك هو مثوايَ الأخير ،
هل تحتفلُ المسافاتُ بهمسةِ دمعٍ،
أرضُنا السؤددُ،
كجنينٍ يصرخُ بالوقتِ،
وهذا حنينٌ في القلبِ ،
فلمْ يكُ الحلمُ مشروعاً ،ينادي الصدى ،في عشقٍ ممنوعٍ ،
والقلبُ عصيُّ يرسمُ حوارَ عيونٍ،
هذا صَفيرٌ يغتابُ القدرَ ،
يَسترقُّ السمعَ ،
ثمَّةَ حزنٌ وَكدرٌ،
يا مَنْ كنت دمعي وآهتي ،
اسقني مِنْ ماءِ الزمن ،
فالقلبُ شطآنٌ وبحرٌ لُجيٌّ،
ومناداتي تمتدُّ على جزرٍ وحجر.
30/12/2017
ها نحن نترنح بأرض الخريف الصلبة الباردة نمسك بأذيال قطار العمر نشد بأظافرنا الرخوة و أسناننا الهشة لعله يخفف سرعته التي باتت سريعة كطرفة العين و لمعان البرق ولكن هباء نرجو و صفرا نتمنى إذ هو يسير غير آبه بنهايته التي تشبه الشيء الذي يسقط ،حيث أنه كلما اقترب ارتطامه زادت سرعته.
و ها نحن نتذكر صبانا الذي هو كالربيع المزهر و نزق شبابنا الذي ما زالت حلاوة سكره في حلوقنا و كأنه البارحة فحسب و لكننا نستفيق دوما من أحلامنا الزاهية و ذكرياتنا البهية بصوت أولادنا و هي تنادينا أو هي ترتع و تلعب بالدار أو بأن نحس بألم بأجسادنا الواهنة أو ضر داء زاد حملا على ما نحمل من سنين.
هي الحياة أو هي الطريق التي لا بد أن نمشيها بحلوها أو مرها بجمالها أو بشاعتها و لا بد أن نلحق محطتنا الأخيرة إلى ارتطامنا الأخير لعل الله الرحيم أن يتلقفنا بكفه الحانية و يأخذنا إليه حيث قدسية المكان و النور الذي ليس كمثله شيء .
لـو أنَّ حـبَّـكِ يـاحـبـيـبـةُ قـاتـلي
لـعـشـقـتُـهُ ولإن غـدوتُ قـتـيـلا
ولمِتُّ من فرط السعادةٍ بـاسـمـاً
ولـكان مــوتـي شــاهـداً ودلـيـلا
فـالـحـُبُّ إكسيرُالحياة وشـهـدِها
بـوجوده نـلقـى الـوجـودَ جـمـيـلا
إن كنتُ أشكو من شقاء ٍأو عـنـا
أو كـنـتُ أرقـد في الفراش عليلا
جـلَّ الَّذي جمع الـقـلوبَ ببعضها
أرسى المـحـبـةَ كي تـظلَّ طويلا
وسعى لرأب الصـدع بعد تـخاصم ٍ
جــعــل الـمــودَّةَ رحـمــةً وبــديـلا
أدعــوكَ ربـِّـي أن تــلُـمَّ شـتـاتـنـا
كـيـمـا يــزولَ الـبـأسُ فيَّ قـلـيـلا
تـحـلو الـحـيـاةُ بـظلِّ حـبٍّ صادق ٍ
بـيـن الـخـلائـق زوجــةً وخــلـيـلا
سورية-دمشق
لو عانقت أنفاسُ همسكِ أحرفي
هَطلتْ على وجهِ القصيدة شهقتي
وتمازجتْ لغةُ الحوارِ معَ الدّموعِ
ففاض وجدي في بحار الكحلِ
من نغمٍ ومن جرسِ
سكنت قصيدةُ عشقيِ الأولى
على باب الغيومِ فازهرت
من ريح همسات النّدى
وتطاولت أغصانُها
لكنّها للآن تشكو من مخاض ثمارها
في روعة الحسِّ
لي أن أقولَ تناغمت عيناكِ
في خفق الفؤادِ مع الصّدى الممزوجِ
في إشكال رؤية حاضري لغدٍ
ففاحَ العطرُ من أرداننا
حتى شممتهُ في خطوة الأمسِ
وتسابقت روحُ القصائدِ
في شراع مفاتني فيك انبهاراً
في وثوق الصّمتِ يكسرُ صخرةَ الأشعارِ
كي تنساب في شفتي
مرايا ثورةٍ حرّى
تقولُ الصمتُ آلمني....تعالي وارشفي كأسي
٢٣ كانون الاول ٢٠٢٤
يا ذاهل الأمس روحي
على غصن النوى
للوصل ذاقت الأمر
من رقة الفجر
غفا الشوق
ف ماج التوق في وله
ماذا جنيت ونصيبي
بالمنى خَمِلُ
كيف ترضى ترائب النفس
محمولةً ألمً
و الدمع رقراقُ
في العيون يكتحلُ
صار العمر يبابا تذروه الريح
النفس تحت اقبية الظلام
سراب وشاحها الليل
كأنها لم تخلق
سلاما ايها الشوق
إن كنت اصفاداً تكبلني
سأكتفي بالرحيل
أتحرر من جثامين الصمت
أرمي بتباريح الصدى قرابين
من وراء العمر
أُرمم خريفي
على شفا شواطئ منسيه
سُدُم تغرق في غموض الحرف
وإن تباعدت المسافات
أروض النفس
أنقش اسمك على مفترق الغياب
متاهات على قِفار
أسرح بناظري نحو أفقي الواسع
بين غيمة تتضرع مطر المآب
وأخرى متهجدة في الصلاة
نتبادل الأدوار
أنت في الانتظار
وأنا اخرج عن المألوف
أكسر مرايا الندم
معمدة بهشاشة الوهم...
ماري العميري
الرمزيشبه الإستعارة في أظهار المراد من الصورة بالذهاب الى التصور اي تحويل الى الصورة الشعرية من مجرد صورة بلاغية تعبيرية الى رؤى جوهرية بالخلق الدلالي داخل الشكل الفني للفظ والعبارة وتوظيف الايقاع الداخلي لتنظيم طاقة الصورة جمالياًولهذا يلعب الرمز دور المحفز للذهن للتخيل ويساعده الايقاع على التقبل فان عملية تحفير ماهو ابعد من البصر واكثر من التجريد هو تشكيل وتهيئة المعاني التصورية للتنقل بين الحواس المدركة و الشعور بالصورة وتخيل ابعادها وتفكيك رموزها والانسجام معها عاطفياً وان دلالات الرمز في الصورة الشعرية هي وجود الغير مألوف والمتميز المازج بين الواقع والخيال عبر الايماءات والإيحائات المفعمة بالحركة القابلة للكشف المبتعدة عن الابهام والغموض الذي لاداعي له لانه مانع للتواصل والتوصيل التي تسبب انعكاسات غير مقبولة عن النص جزئيا او كلياً واستخدم مايقبل فك التشفير باستخدم التشبيه البياني مثلا { المشبه، المشبه به، أداة التشبيه ووجه الشبه.}والاثارة اللفظية لجعل الصورة حية ونابضة ودليل شاعرية الشاعر ووجدانيته.
طفلٌ أنا، في حضن الكون أضاءت الحياة،
أبني من ضوء النجوم قلبًا لا يشيخ.
أجمعُ الفجر من عيون الرياح،
وأبني قلاعًا من أصداء الأشجار.
الطفولة ليست مجرّد مرحلة، بل هي بوابة سرية إلى عالم لم تلوثه تعقيدات البشر. إنها اللحظة التي تُولد فيها الروح على شكل سؤالٍ كبير، يطرق أبواب الكون بعينين واسعتين، يحمل فضول النجوم وبراءة المطر الأول.
الطفل هو كائن نقي، يقف على حافة الوجود كما يقف الضوء على حافة الفجر. يرى الأشياء كما هي، دون أن يثقلها بتفاصيلنا المرهقة. في عينيه، تتحول زهرة صغيرة إلى كونٍ مكتمل، تتحرك فيه الرياح كأنها أرواحٌ مرحة، ويرى في ظلّ شجرة حكايات غامضة تخفيها الطبيعة عنه.
الطفولة هي لغة المطر حين يسقط على الأرض العطشى. هي أغنية الريح حين تعانق أوراق الشجر. إنها تلك اللحظة التي يركض فيها الطفل خلف فراشة، ليس ليصطادها، بل ليعيش معها رقصة الحياة.
أكبر جسديًا، لكني أظل ذلك الطفل
الذي يضع رؤياه بين يديه ويتركها تتناثر كالمطر.
أشعر بالزمن ينحني لي، لكنه لا يستطيع أن يختطف مني
هذه اللحظة، حيث الكون كله يحتفظ بطفولتي.
إنها دهشة البداية، حين يبدو كل شيء قابلًا للانبهار. الحصى على الأرض نجومٌ صغيرة تنتظر أن تُكتشف، والسماء كتابٌ مفتوحٌ، صفحاته ممتدة بلا نهاية. الطفل لا يحتاج إلى إجابات، لأنه يرى كل شيء كأنه معجزة تستحق التأمل فقط.
لكن الطفولة ليست فقط في العين التي ترى، بل في القلب الذي ينبض بلا خوف، في روح لا تعرف سوى العطاء والحب. هي تلك اللحظة التي يغفر فيها الطفل إساءة اللحظة الماضية بضحكة واحدة، وكأن الزمن لديه ليس إلا حلمًا سريع الزوال.
الطفولة هي التي لا تملك أفقًا،
لكنّها تملك السرّ في قلبها.
أرى الزهور في أيدي الطيور، وألمس الغيم
كما لو أنني قد خُلقت منه.
في الطفولة، لا يوجد مكان للمستقبل أو الماضي. هناك فقط لحظة “الآن”، لحظة ممتلئة بالحياة. إنها توق الروح إلى الحرية المطلقة، حيث لا قيود للواقع ولا ثقل للحسابات.
لكن الطفولة ليست بريئة من الألم. إنها أيضًا أول مواجهة مع المجهول، أول انكسار لحلم صغير، وأول سؤال بلا إجابة. ومع ذلك، حتى هذا الألم يُصبغ بلونٍ فاتح، كدمعة تلمع تحت شمس النهار.
الطفولة هي القصيدة الأولى التي يكتبها الكون على صفحات الروح. كل مشهد، كل صوت، كل لمسة، تتحول إلى حرفٍ ينسج معاني الحياة الأولى. ومن هذا النسيج تتكون أحلامنا التي تبقى خالدة في زوايا القلب، حتى لو دفنتها الحياة.
أنا الذي يرنو إلى السماء، وفي عينيه يختبئ عالمٌ جديد،
أركض خلف فراشةٍ فلا أسعى للإمساك بها،
لكنني أريد أن أعيش في أجنحتها الرقيقة.
وربما سر الطفولة يكمن في أنها ليست مرحلة تُطوى، بل بذرةٌ في أعماقنا، تنتظر منّا أن نرويها بالدهشة من جديد. أن نتعلم من الطفل الذي كنا، أن نرى العالم مرة أخرى كحلم لا يشيخ، وكأن الكون يدعونا كل يوم لنبدأ الرحلة من البداية.
في داخلي، القصائد التي ترفض الأقلام أن تكتبها،
تكتب نفسها في دقات قلبي.
ومع كل حلمٍ أراه، يولد الكون من جديد،
طفلًا آخر، يحمل حلمي معه.
كل لحظة في الكون هي مهرجانٌ من الضوء،
كل خطوة، عطرٌ من الزهور التي لم تزرع بعد.
حين تمطر السماء، أرى الطفولة تغسل الأرض،
وحين يختفي القمر، أتساءل إن كانت أحلامي قد رحلت معه،
أم أن الكون قد استعاره ليعود بها من جديد.
دفءُ 'ديسمبر'يتحدّىٰ الصقيع
وهوَ يقبعُ
في زاويةِ الليلِ نصلاً
شهرٌ معاقٌ
كقصيدةٍ حُبلىٰ
تنجلي أبياتُها
بولادةٍ قيصريةٍ
لمحتُ بصيصاً مثقوباً
بدخانٍ ذي جفونٍ
كبرقِ شتاءٍ يلظّ
تجاعيدهُ مثل كَيِّ المياسمِ
يمتصُّ منِّي بقايا ارتشاف
رضيتُ أنْ أجترَّ أخيلتي
لتبعثَ في صهيلها
رسائلَ الرياحِ
ثَمّةَ غبارٌ يحيطُ بي
وقلقٌ يسيّرني
حتّىٰ غدوتُ هباءً عذباً
يشتهي حججاً مائيةً
وبراهينَ بلا زعانف
بعيداً عن كلِّ الفضاءاتِ الجريحةِ
كي لا أصاب بامتعاضٍ طريٍّ
أو قلقٍ أعمى
فعندي ما يكفي
لاستقطابِ ألوانٍ أخرىٰ
كي أشاغلها
يموتُ النعاسُ من الاصفرار
ويتبرعمُ الاخضرارُ علىٰ شفتيهِ
بهواءٍ عَلَنيٍّ
ورئاتٍ تتوجسُ
يطيرُ بلا أجنحةٍ
قبلَ أنْ تصفعني عيناه فأنام
يهدهدني مطرٌ أعزل
وتوقظني شمسٌ بلا أصابعَ
ما كنتُ إذ انفلتَ الحبلُ
بقعرِ الانطواءِ منطوياً
لكنَّهُ صاغَ ليَ من قلبهِ لجاماً
حذّرني من الجموحِ
بيدَ أنِّي وجدتهُ منتفخاً كاليابسةِ
متضخِّماً كزهورٍ لا تبيض
يتحدّىٰ بدفئهِ الواهمِ
طغيانَ الصقيعِ
ينتظرُ شمساً شاسعةً وجارحةً
ولكن مَنْ يفتح أبوابَهُ الموصدّة !؟
مَنْ يُجمّر صقيعه !؟
ليلُهُ دامسٌ
ونهارُهُ منزَوٍ
في مخابئِ القتامةِ
يدورُ في أفلاكٍ قديمةٍ
لا عزاءَ لكَ
فاذهب إلى موتِكَ الذي يتكرّر
مصحوباً بالعافية .
العِراقُ _ بَغْدادُ
كان المشهد مليئًا بالتناقض، لكنه بدا طبيعيًا في تلك المدينة التي تعلّمت أن تصنع الأمل من رماد الحطام. فمن كان يصدّق أن هذا الوحش المعدني الذي زأر يومًا في وجه الإنسانية، سيصبح يومًا مجرد منصة لبائع ينادي: "ملفوف طازج... وبصل أخضر!"
تبدو الصورة التي بين أيدينا وكأنها خرجت من عالم الغرائب والعجائب، ولعلّها استدعت من ذهن كاتب السطور أسلوب عيسى بن هشام الذي اشتهر بوصفه الدقيق وسرده البديع. فإن هذه المركبة الحديدية التي خُلِقت للهيبة والدمار، قد تحوّلت إلى بسطةٍ لبيع الخضروات والفواكه.
فكأنّي بعيسى بن هشام قد وقف أمامها متأملاً، ثم التفت إلى صاحبه قائلاً: "ما بال هذا العصر قد قلب المعاني والمباني؟ ترى الحديد الذي صنع للقتال قد أصبح منبراً للسلام والرزق الحلال. أيستبدلون زئير المدافع بهمهمة الأسواق؟ وهل يعقل أن تُزرع في الدبابات ثمار الأرض بدلاً من بذور النزاع؟"
فأجابه صاحبه مبتسماً: "يا عيسى، إنما هي الدنيا تأبى إلا أن تدور وتبدّل الأحوال. ألا ترى أن الحديد الذي كان ينفث النار قد بات الآن يُثمر البصل والخيار؟ سبحان الله الذي يُغير ولا يتغير!"
وهكذا، ختم عيسى بن هشام تأمله بحكمة بالغة: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، وما أعجب الحياة حينما تُبدع تناقضاتها."
ومرحبًا يا صباحُ .
هي أمنيتي للعام القادم...
..ألا عودوا ..
ويُسعِدُنا معَ العَرَبِ التِئامُ
خليجٌ ،عادَ تَغْمُرُهُ الشآمُ .
معَ الأعْدا صِدامٌ واحتِرابٌ
وُيُعوِزُنا مع الأهلِ السَّلامُ
عروبَتُنا تُجَمِّعُنا ،لِنَمضي
وفي يُمنانا للقُدسِ الزِّمامُ
أما للأرضِ يا عُرْبُ اعتِبارٌ
أما للقُدْسِ يا عُرْبُ احتِرامُ ؟
ألا عودوا إليها بَعْدَ نأي ٍ
فقُدسُ اللهِ ، للعُرْبِ الإمامُ
بنو صُهيونَ يا عرَبًا عدوٌّ
وأمريكا،همُ النَّجَسُ اللِئامُ
فليسَ لسارقٍ أرضي فِرارٌ
سوى قتْلٍ ، ووحْدَتُنا المَرامُ .
ألا عودوا لوحدتِنا كِرامًا
على الأعداءِ ينتصِرُ الكرامُ .
اشعر بالانكسار
وانا الملم شظايا كذبتي
اشعر بالانصهار
وسائل الصدق يندلق من غيمتي
اشعر بالاندثار
وانا افتش عن يقين بين غبار عتمتي
اشعر بالانبهار
حين مزّق صديقي قميص قصيدتي
وأعارني انبوبة اختبار .............
ليلٌ يقرأني ،
لن تعصمني الكلماتُ والذكرياتُ
تغادرُني السحب
وتعودُ من جديدٍ،
لم تمضٍ الشجونُ ،
بعدُك هو مثوايَ الأخير ،
هل تحتفلُ المسافاتُ بهمسةِ دمعٍ،
أرضُنا السؤددُ،
كجنينٍ يصرخُ بالوقتِ،
وهذا حنينٌ في القلبِ ،
فلمْ يكُ الحلمُ مشروعاً ،ينادي الصدى ،في عشقٍ ممنوعٍ ،
والقلبُ عصيُّ يرسمُ حوارَ عيونٍ،
هذا صَفيرٌ يغتابُ القدرَ ،
يَسترقُّ السمعَ ،
ثمَّةَ حزنٌ وَكدرٌ،
يا مَنْ كنت دمعي وآهتي ،
اسقني مِنْ ماءِ الزمن ،
فالقلبُ شطآنٌ وبحرٌ لُجيٌّ،
ومناداتي تمتدُّ على جزرٍ وحجر.
عندما بدأت تسمية هذا العشق
وكمية الشغف التي تملؤني
حين تمطر سمائي برذاذ طيفك
الذي يبلل في انسياب لائحة ذاكرتي
وعند أول خطوة في يومي أقف مكتوفة اليد.
لا أملك غير دمعةٍ تنعي الغياب.
واياما تتوالى تضيع معها ملامح، سجلتها في صورة تجمعنا وضعتها قبالة فراشي.
يبدأ بها الليل في سرد حديث، لطالما ما مل منه القلب.
حين أغمض عيني يأتي طيفك
يُقبل روحي فأينما كنت يحتويك قلبي.
للراحلين مكانة في الخلد تبرهن لنا أننا ما زلنا معهم في نفس الوقت.
30/4/2024
أمنياتي
أن أتمرَّدَ على أحزاني
أن أبتر لون السواد
في كف العتمة
أن أضع هديتي
تحت شجرة الأمنيات
علبة مليئة بالآمال
أهديها للأرواح الكئيبة
أفراحا
أن أطرز المناديل بالبسمات
لا لن تكون مناديل نمسح بها دموع الأحزان
وتلك الحروف في دواويني
لن أتركها عارية
سأرصعها بالمحبة
أوراقها ستكتسيها
الخضرة
في كل المواسم
سأعيد للخمائل سحر الجمال
بعد أن قفرتْ من ألحان الأطيار
ومن نسائم الوجد ستلفح
وجهي ذكرى
برائحة لا تخبو حتى
تفوح
لن تكون ضوعا
لعطور رياحينَ
او لبخورٍ
أو لشذا ينسجُ
فساتينَ الأحلامِ
ستكون رائحة آتية
من ماض قريب
تعتق بخمر
تعطر بمسك
حبيبي
حبّ رغم آلام البعاد
جعلني
أحيا الفرحَ
يا سنة تلذذت بالقتل والدمار
أما مللت من إبادة شعب على أرضه؟
الأنقاض استباحت أرواح الأبرياء
فشاخ شموخ همم الجبال.
تفتت حجر الصوان
من هول المنقلب.
الموت تحت الشمس، أشرف
من اللجوء إلى كهوف الخوف والصمت.
يا سنة الجنون و الحماقات
متى غيبت حقوق الإنسان
وقسوت على الشيوخ والأطفال.
أهو منطق آخر الزمان
العالم ابيضت عيونه غشاوة
و الجميع يتفرج على إبادة
من يفدي الوطن بالدم.
وجدتني، نحو سجن نفسي أمشي.
وأقتفي سراديب الذات
التيه يقتادني إلى حيث لا أدري.
والريح تنثر أحلام الأمس.
أهداب اليأس تهدهد أشلائي
خارج الدائرة تقذفني.
المركز رفض ابتعاده عني
تمسك بأطراف سألته
من يمحو خطوات الظلام
لنجنح إلى ضفاف الأمل؟
والشرايين ارتوت لظى الاحتراق.
النفس تمركزت في نقطة
ترفض غيرها من الأماكن.
من يحملني والذكريات
إلى مرفإ غَيْرَ هذه السنة.