أبحث عن موضوع

السبت، 25 يناير 2025

"حين تختال الأقدام وتُنفى العقول".......... بقلم : فاهم المدني // العراق





على رفوف الزجاج البارد،
تجلس الأحذية في كبرياءٍ مزيف،
تنتظر الأيادي التي تمسح غبارها،
وتدفع أثمانًا باهظة لجلودٍ لا تعرف السير.
وفي الزوايا المنسية،
على الأرصفة التي تئن تحت وطأة الأقدام،
تُمد الكتب كأسرى مهجورة،
تتقلب أوراقها مع الريح،
كأنها تهمس لمن لا يسمع:
"هنا، حيث يسكن المعنى،
لا أحد يُلقي نظرة."
نحن أمةٌ صنعت معابد للظاهر،
وبنت مدافن للجوهر،
نُلمع أقدامنا بالأنوار،
ونطفئ عقولنا في الظلال.
الأحذية لا تمشي وحدها،
ولا الكتب تُقرأ وحدها،
لكننا اخترنا أن نحمل الأولى فوق رؤوسنا،
وندهس الثانية بأقدامنا،
كأن الطريق يُقاس بالخطوات،
لا بما يفتح الأفق أمامنا.
أي مفارقة هذه؟
أن تبرد المكيفات فوق أشياء لا تنبض،
وتحترق الشمس على كلماتٍ تنتظر أن تُقرأ،
أن نُلبس أقدامنا رداء الفخامة،
ونترك عقولنا عارية في مواجهة الريح.
فإذا وجدت الأحذية تختال خلف زجاجها،
والكتب تئن على الأرصفة،
فاعلم أن الزمن قد خانه العقل،
وأننا وضعنا أقدامنا
حيث كان يجب أن تسكن أرواحنا.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق