عُجِنْتُ بِصَبْرٍ يُضَاهِي الجِبَالا
فَأَرْبَىٰ بِقَلْبِي هُمُوماً ثِقَالا
فَلَا الذَّرْفُ يُجْدِي لِمَا قَدْ شَكَتْ
سَفِينُ الأَمَانِي يَشُدُّ الْحِبَالا
فَلَا يُغْرِيَنّكَ صَلْدُ الشَّبَابِ
إذَا مَا التَّغرُّبُ فِي العُمْرِ صَالَا
فَمَا الْعُمْرُ إلَّا سُنُونٌ تُعَدُّ
وَمَا الصَّلْدُ بِالجَذِّ يَلْقَىٰ احْتِمَالا
فَيَا سُهْدَ رُوُحيَ مِمَّا تَؤُولُ
وَمَا سَوْفَ يَبْدو مِنَ الدَّهْرِ حَالا
وَمَا حِلْمُ نَفْسِي وَدِفْءُ الْسُكُوْنِ
بِقَلْبِي سَبِيْلٌ، فَبَاتَ اِنْسِدالا
أَكَانَ الْخَرِيْفُ بِأبْهَىٰ اخْضِرَارٍ
حَتَّىٰ يَشُدَّ الرَّبِيْعُ ارْتِحَالا؟
فَأشْدُو بِصَبْرٍ يُوَاسِي سِنِيْنِي
لِئلَّا تَجِيءَ بِسُؤلٍ مُحَالا
لِئلَّا تَجِيءَ وَقَلْبِي شَغُوفٌ
وَفِي الرَّأْسِ ذِكْرىٰ تَئِنُّ اشْتِعَالا
فَمَا أنْ تَسَنَّىٰ لَهَا اللَّيْلُ غَنَّتْ
مَوَاوِيْلَ وَجْدٍ تَصُبُّ اِحْتِلالا
وَعَنّي مَنُوعٌ إذَا قِيْلَ يَوْماً
فَمَالِي أَرَىٰ الْعَكْسَ مِنّي اِنْثِيَالا
فَمَهْمَا تَوَارَىٰ بِسُؤْلِي اِشْتِيَاقاً
فَشَوْقِي مُنِيرٌ، لَهُ النَّجْمُ مَالا
سَلُوا الفُلْكَ عَنِّي تُجِيبُ اِتِّبَاعاً
لِيَ الشَّمْسُ تَرْنُو بِنُورٍ تَلَالا
وَمَا ضَاءَ لَيْلٌ إِلَّا بِوَجْدِي
كَأَنِّي إلَيْهِ أَزِقُّ هِلَالا
وَنَجْمٌ تَدَلَّىٰ عَلَىٰ ثَغْرِ فَاهِي
فَإِنْ شِئْتُ أبْدَىٰ لِغَيري اِنْتِقَالا
فَيَا غُصَّةَ الدَّهرِ هَلْ يُجْدِي عُمْرٌ
وَبَعْدَ الشَّبَابِ صِبَا الصّبِّ زَالَا
فَإِنْ غَابَ فِي الرَّأْسِ شَيْبٌ فَمَا
صَحَّ الأَدِيمُ أَنْ يُخْفِي ذُبَالا
وَمَا يَمَّمَ الزَّهْوُ جِسْمَاً لِيَبْقَىٰ
كَذَا إِنْ زَهَا الكَرْمُ يَِرْجُ السِلَالا
لَكَمْ حَاذَرَ الكَرْمُ مِنْ قَبْضَةٍ
فَمَا أنْ تَرَاءَىٰ لَهُ الْكَأْسُ سَالَا
بِحُزنٍ لِفَقْدِ الغُصُونِ سَرِيعاً
وَمَا زَادَ بِالْكَأْسِ إِلَّا اخْتِلاَلا
فَيَا غُرَّةَ الْعُمْرِ هَلْ يَاتُرَىٰ
بِصَبْرٍ سَنَحْيَا وَنَلْقَىٰ اِنْدِمَالا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق