أتصفَّحُ وُرَيقاتِ الأفُقِ
أقرأُ ما يخفِيهِ وَمِيضُ الأنجمِ
ومايسترقُه الظَّلامُ
وما تضمُرهُ الغيماتُ المسافرةُ
فيما هو آتٍ منْ قادمِ المَذابحِ
أسمَعُ دَبيبَ الفَواجعِ والمواجعِ
ألمَحُ ضُحكَةَ المَوتِ الصَّاهلةِ
على قلوبِ البَشَرِ !!
أرى أفقاً يمضغُ المدى
وأكواناً تقتاتُ على انهيارِها
وشموساً تبتلعُ أقمارَها
ومجرَّاتٍ تنساقُ أمامَ كُوَيكبٍ
من دُخانٍ
هاهي الأرضُ تَخنقُ ملحَها
هاهو البحرُ ينصُبُ فٍخاخاً للموجِ
وهذا الشّجرُ يثمرُ غربةً
والقبرُ يركضُ أمامَ الجثَّةِ
وبلا حبٍّ يَحيى الموتى
بلا عشقٍ يتكاثرُ الزّناةُ
بلا أمومةٍ يتفتّحُ النّبعُ
شَبِقٌ هذا الخَرابُ
مُلتاثٌ هذا الرّكامُ
النّسمةُ متوحشةُ أغصانُها
والورود تتزنَّرُ بالمسدَّسِاتِ
البسمةُ حادَّةُ النّصلِ
الفراشاتُ تعملُ بفرعِ الأمنِ
كأسُ الماءِ مزوَّدٌ بأجهزةِ تّجسُّسٍ
شرايينُ القلبِ تستجوبَ الدّمَاءَ
البيوتُ تستجيرُ من ساكنيها
الضّوءُ يدفعُ رشوةً
مقابلَ ألَّا يأتي إلينا
الموتُ يتبرَّأُ منْ تحضُّرِنا
القذارةُ تلوَّثَتْ بأخلاقِنا
الدّعارةُ أشبعتْنا احتقاراً
نحنُ نجاسةُ الأمنياتِ
بَولُ الخَليقَةِ على الأرضِ
وَقَدْ كنّا مُكرّمِينَ !!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق