لأنّ صوت دمائهم بكاء
تهادت الرّيح خلف أسوار الرّدى
تسابقت إلينا
تحمل رغيف الصّباح
معجونا بغبار القهر ..
كيف نمسح عن جبين أحلامهم
هذا الظَّلام المغطرس
وأعين العناء تتّسع
فتسمَّرت لحظات الفرح
هل سمحت للابتسام أن يحط على أجنحة الغيم
لتنقشع قذارة الأمكنة !!
وحدها مخالب القهر تتَّقن
تفتيت الضَّوء إلى ألوان الطَّيف الأسود ..
يتوارون خلف جدار الجوع
فاقدي الظّل
والدَّم يدار في كاسات الغدر
لينبت ورودا حمراء
لطالما ذبلت في خنادق الحزن
وتضفّرت بضلوع ألم ..
كم أحزنتني تلك الّتي ارتمت في حضن السّماء مطمئنّة
فتمزَّق ثوب عويلها
تلوَّنت النّجوم
بياقة ثغرها المصفرّ
عندما قرأت أقاصيص الكذب
فعسعس اللّيل
حيث خانت الرُّؤى وسادات حلم توضأ دمع أمل
امتدّ على أسوار النّور
يلملم حكايا المجد الغابر ..
أي يد تلك الهاربة عن مقبض
الحقيقة !
ما وفت بالوعود
ولا النّار أطفأها زفير القدر
وأي صمت هذا الذي طال مزمار القيامة
قوافل حجبت النَّظر..
لقد كبر فم البحر
و حيتان البطون خوت
ماعاد يكتفي بالأرواح
صيدا ثمينا
والحبّ بالرَّمل تكحَّل
فرمدت عيناه
وأصبح قوته الغفران
لمن خذل وساوم على الأجساد
وجبة اكتمل لعقها
عند آخر زيف طرِّز به سرير الموت
فما تجرّأ على البكاء كفن ..
كأشباه الرِّجال يقفون هناك
مشدوهون الذّاكرة
زاهدوا الوجع
أيّ الآيات تُقرأ آلاء رصاصة
على البراءة صَوَّبت الهلع
وأي تأويل يتَّقن الفقه
ليفقأ باليقين عين الغاية
لمّا تبكي الطفولة
وتتشرَّد الضّحكات
إذا ما تمرّدت على السَّراب
عين النّسور
توالدت المسافات
على بساط الكرامة
حتى فتقت خاصرة الغروب بسيف الرّاحلين إلى الدُّروب المكفهرَّة ..
هي الحرائر ستدحر بنسغ النّصر
خبث الضّمائر
محض لعنة عاهرة ..
ثائرة
مستبسلة
تجذُّ الحياة
في مقالع الظّلم
صرخة
من نبوءة حجر ..!
بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق