أبحث عن موضوع
السبت، 23 أبريل 2022
اتنفس عطرها ............ بقلم : علي حزين - مصر
من هنا ,
من أقصى العالم
ومن أبعد نقطة في الكون
من حيث النقطة صفر
حيث غرفتي الصغيرة
والنجوم تملأ القبة الزرقاء
والنافذة مُشرعة
نحو فضاءٍ بعيد
أجلس أمام المرآة
وحيداً حزيناً
أجتر ذكرياتي ,
وأعيد تريب الأشياء
أُشعل سيجارة التبغ العشرون
وفي ذاكرتي الملح والكبريت
والوقت شتاء ,
والصقيع يغلف الأشياء
والهواء يمتلأ بالذكريات
أُستف أوراقي القديمة
أتذكر, أيام الطفولة
حيث البراءة والطهر والنقاء
أتذكر , حبي القديم ,
أتذكر كيف كنا ,
وكيف صرنا غرباء
أتنفس الصعداء
أُستف أوراقي من جديد
أبحث عن وجهها بين السطور
أتذكر , أول لقاء ,
أتذكر , أخر لقاء
أقرأ رسائلها العتيقة المعطرة
أبحث عن وردة حمراء
أهدتها لي ذات مساء
أقف بين الفواصل والنقاط
حيث تعرش الياسمين ,
أتنفس عطرها
أتذكر شعرها الطويل الناعم
وهو يقطُر منه الماء
وكيف لمَّته بين يديها البيضاء
وكيف عصرته مع قلبي
وكيف ألقته في الهواء
ذات مساء , أتذكر ,
والقطار يحمل حقائبها إلى بلدٍ بعيد
أتذكر يوم الرحيل العنيد
وكيف تجرعتُ كاسات الحسرة والمرارة
ويديها البيضاء تلوح لي من بعيد
أتذكر, النافذة التي كانت مضيئة
بالوجهٍ الجميل , وبسمةٍ على الشفاه
وحلم صغيرٍ ضاع في زحمة الحياة
ذات مساء , أتذكر
والشمس كانت تجنح للغروب
لحظات اختلطت فيها الدموع بالكلمات
والنجوم تتساقط من السماء
حينها بكتْ وبكيتُ
وبكتْ معنا السماء
******************************
تمت مساء الثلاثاء / 19 / 4 / 2022
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق