سلامٌ على وطنٍ كانَ لي
على قبرِ أبي البعيد
وعلى دعاءِ أمّي الوفير
ومدارسِ أولادي
وبيتي الذي أستأجرتُهُ
بحضنِ الضّوضاء والفوضى
والتّزاحمُ عندَ الأفرانِ
من أجلِ رائحةِ الرّغيفِ السّاخنِ
سلامٌ على النّسمةِ والوردةِ
والفراشاتِ الملوَّنةِ
وعلى العصافيرِ
التي تُعَلِّمُ أطفالَنا الطّيرانَ
وأشجارِ الزّيتونِ والفستقِ الحلبي
وأزقّةِ التّاريخ والسّاحاتِ
والجّوامعِ والمشافي
ومقاهي الأصدقاء
وعلى الغيمِ المحلّقِ فوق بهجتِنا
سلامٌ على بائعِ السّحلبِ والزّعترِ
والجّبنةِ الطّريّةِ
وسائقي سياراتِ الأجرةِ
وعلى الصّباحِ والمغيبِ
وكلّ الأوقاتِ الهانئةِ
سلامٌ على الأصحابِ والجّيرانِ
وأقرباءِ الدّمِ
وجارِنا السّمّانِ وبائعِ الغاز
وجزّارِ الحارةِ الأنيق
سلامٌ على الشّمسِ
التي تحبُّ أرضَنا
والقمرِ شريكِنا بالسّهرِ
وعلى القططِ التي تتمسّحُ بألفتِنا
على المباني والمنشآتِ
وأسواقِ الخيرِ والبَرَكةِ
ستنتهي المحنةُ يا وطني
ويلتمُّ شملُ الأحبّاءِ
تندملُ جراحُ الرّوحِ فينا
ونهتفُ مِلءَ الرّحابِ
نحنُ نحبّكِ سوريّة *.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق