و تسألين
كيف الصمتُ يُرغمني على الصمتِ
وكيف يجوبُني الإعصارُ من شطٍّ الى شطٍ
كيف تتوه في ليلٍ
نجومٌ كنتُ أعرفها
تُخبئ ضوءها المجنونَ في سيلٍ من الحقبِ
وتنثرُ عشقَها في دوامةِ الصخبِ
وتسألين !
لماذا يهرولُ البحر ُ
الى ضفافِ عينيكِ سريعاً
وينسكبُ غابةً من حنين
لماذا تلفُّ السماءُ ضفائرَ زرقتِها
وتهفو إليكِ
تُلقي بمفاتيحِ الغيمِ
على شرفتِكِ البتولِ
لماذا تختبئ طيورُ المساء ِ
في حنايا الضوءِ
ترشفُ عطراً خفياً
تناثرَ خلسةً من ابتسامتكِ الطهورِ
وتسألين ؟!
أين يُخفي دوارُ الشمسِ
أمنياتهِ
إذا ماغبتِ عنهُ
وأين تنامُ فراخُ الياسمين
اذا ماطويتِ زنديكِ بعيداً
وأين تحلقُ بتلاتُ اشتياقي
إذا ماحملتِ مِرودَ عطرِكِ
إلى ماوراءِ الرياحِ
وتسألين ؟
أيتها المدينةُ التي
لاتشبهُ أحداً
أيتها الآلهةُ التي
أهّلتها السماءُ لمحرابِ روحي
كيف ألمّ وهجَ انتظاري
وذراتِ نورٍ بعثرتَها مواعيدُ النجاة
كيف أصادقُ ريحاً تحترفُ
القلقَ
البعثرةَ ..
الإرهاقَ
تحترفُ حجبَ الشمسِ بغيرِ غطاء
وعندما تبدأ الروحُ بالتفتتِ
أسألُكِ
متى نختصرُ كلَّ ثواني الغيابِ
وكلَّ مسافاتِ الصمتُُّّّ
ونلتقي.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق