حَملَتني دَمعتي إلى أرضٍ بلا مشارفَ
القبورُ تتوسَّطُ الصًّمتَ
الصَّمتُ ينبعثُ مِنَ المقابرِ
كانتِ النَّسماتُ مثقلةً بالتَّشنجِ
ومن بعيدٍ ينبعثُ صوتُ الرَّحيلِ
سألتُ التُّرابَ عن وجهتِهِ
فأجابني السَّرابُ بالسُّخريةِ
أينَ سأدفنُ أمواجي ؟!
وأشجاري يعتليها التَّصحرُ !
هنا السَّحابُ يقطفُ الغصَّةَ
هنا الليلُ ينامُ فوقَ سريرِ العَراءِ
أحكُّ ظهرَ الخيبةِ
أفركُ جفنَيِ الانتظارِ
وأهصرُ نهديَّ الاحتراقِ
مَن يدلُّني على قبرِ أمي ؟!
مَن شاهدَ الضَّوءَ تسجَّى ؟
مَن شاهدَ الأمواجَ تتراخى ؟
أُمِّي ذهبتْ خلفَ هذا الوميضِ
حملتْ معها مشيمةَ تفَتُّحي
وأوراقَ غربتيَ الدائمةِ
وأنا أتطلعُ إلى مفتاحِ عودتي
ماتت أُمِّي حين أضرَموا القهرَ في أغصانِها
ماتتْ حينَ تأخَّرنا عنِ العودةِ
قتلوكِ، يا أمي، ليبقى الطَّاغيةُ منتصراً
ولتبقى خطاوينا عمياءَ بلا دروبٍ .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق