ماذا أَرادَتْ بِكَ الْأَيّامُ يا رَجُلُ
يَا بْنَ السَّبيلِ تَعامَتْ دونَكَ السُّبُلُ
*
هَبْ وَدَّعوكَ وَما بُغْضاً قَلَوكَ وَقَدْ
وَدَّعْتَهُمْ كَالْمَراثي بَعْدَما رَحَلوا
*
كَيفَ الْجَوانِحُ في النَّجْوى تُباهِلُها
مَنْ ذا يُناجيكَ لا خِلٌّ وَلا أَهَلُ
*
أَجْلَوْكَ عَنْهُمْ إِلى أَصْقاعِ بادِيَةٍ
لا أَنْتَ تَنْسى وَلا أَخْبارُهُمْ تَصِلُ
*
وَلا السُّرى بَلَغْتْ واحاتِها سَحَراً
وَلا أُنِيْخَتْ عَلى وِدْيانِها الْإِبِلُ
*
أَراكَ تَنْأَى وَأَرْضُ الرَّبْعِ نائِحَةٌ
وَأَسْيُفُ الْغَدْرِ في الْأَحْشاءِ تَعْتَمِلُ
*
سِتّينَ حَوْلاً ذَرَفْتَ الْعُمْرَ مُجْتَرِحاً
مُضْناهُ يا لَيْتَ جُرْحَ الْعُمْرِ يَنْدَمِلُ
*
تِلْكَ الْسِنونَ مَضَتْ عَجْلى إِذا ذُكِرَتْ
كَأَنَّها بُلْغَةٌ يَقْتاتُها النَّمُلُ
*
هَلْ ضَمَّدَتْكَ بِأَيْدِي الرَّأْمِ رِفْقَتُها
أَمْ طارَدَتْكَ وَعَنْكَ الْأَمْنُ مُرْتَحِلُ
*
هَلّا عَلِمْتَ بِأَنَّ الدَّهْرَ آتِيُها
تَظُنُّهُ ذاهِلاً بَلْ أَنْتَ مُنْذَهِلُ
*
وَشِيْمَةُ الدَّهْرِ أَنْ تَبْلَى الْحَياةُ لِمَنْ
بِالْأَمْسِ كانَ لَهُ في قابِلٍ أَمَلُ
*
وَلَمْ يَدَعْ لَكَ إِلّا الذِّكْرَياتِ مَتى
أَطْفَأْتَ ‘ أُخْرى تَلَتْها وَهْيَ تَشْتَعِلُ
*
هذِي بَقاياكَ قَدْ دارَتْ بِها مِحَنٌ
في أَيِّ أَرْضٍ رَسَتْ ضاقَتْ بِكَ الْحِيَلُ
*
رُحْماكَ دَعْ هذِهِ الدُّنْيا وَبَهْرَجَها
ما فازَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلهِ يَمْتَثِلُ
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق