عاشقة
تمورُ بغيرِ ما ترتّلُهُ أذوناتُ كهنةٍ يمضغون سَجَعَاً تحتَ مُنعرجاتِ بخورِ الصّندل . . .
ودّتْ لو أنّها قبلَ هذا
كانتْ نسيّاً على هامشٍ
لا يُقرأ . . .
ما لبستْ شفيفاً
باحَ بأسرارِ ما أخفتْهُ أوراقُ توتِها الذي قد يحدُّ من فسقِهِ خيْطَ استحياء . . .
حينَ يَحزَنُ القمر
يذوبُ السّكّرُ ملحاً في سبخِ الأرض . . .
يفقدُ الجّوريُّ أحمرَهُ في خدودِ الخجَل . . .
بارداً
يبيتُ كُلُّ شئ !
. . . . .
فاضتْ بصفائِهِ خلايا . . .
قيلَ لهُ كُنْ
فكانَ سحراً في إناءٍ أنسيّ . . .
كُراتٍ
تشقُّ شرنقةَ الدّهشة
لم تنلْ منها إلآ مرآةٌ وقحةٌ في لُجةِ عُريّ . . .
لوزٌ هنديّ
ينشطرُ صحنَ كرزٍ
تهفو إليهِ مناقيرُ طير . . .
كيفَ لهذا الذي تضيقُ بهِ أبجديّةُ الحُسنِ
أنْ يستعبدَهُ ظلامٌ معتوه ؟
تحفّهُ أنوفٌ
تُسكرُها مباخرُ احتراق . . .
ما لهذا دَنتْ في بستانِها الثّمار !
. . . . .
يمامةُ
أيّتُها العيْناء
يا نصفَ أيّامِ صِباي . . .
دعي الظّلامَ يحترق . . .
استشرفي مساحاتِ العشقِ
بثاقبِ ما تريْن . . .
فالقومُ
يستكثرون أنّ امراةً
تعلّمُهم خفايا مايجهلون . . .
الوقْعُ
عندَهم للسّيفِ لا لحَدسِ انثى تكتحل . . .
نسوا
أنَّ نظرةً منها قدْ تُغرقُ مقامَ عرشٍ بمالكِه !
تُعيدُ خارطةَ سطوتِهِ لأضافرَ
تحكُّ جلدتَهُ فقطْ . . .
بعدَها يتعلّم
كيفَ يكونُ الأسودُ لوناً للخُيلاء . . .
. . . . .
ايّتُها الآلهة
انزعي من طَسمَ هذا الغِلّ
فما كانَ القلبُ غيرَهُ في آخر !
اللّيلُ ليل . . .
النّهارُ نهار . . .
لكنّّهما في لحظةٍ
يعتنقان . . .
أيُرضيكِ أنْ يُسجرَ نزاعُ الدّنيا بحطبٍ من عشق ؟
ساعديني
فأنا امرأةٌ
توشكُ ألآ تكون . . .
لا جملَ لي في حرب
لا ناقةَ لي في تجارة . . .
أنا هي امرأةٌ
أحبتْ . . .
إيّايَ يُحب . . .
لهم كُلُّ ما يملكون
ولهُ من هذا
أنا !
. . . . .
أيلول / 2020
* جديس وطسم قبيلتان من العرب عاشوا في الألف الأول قبل الميلاد. وهم من سكان جزيرة العرب القدماء كالعماليق وعاد وثمود، الذين كانت لهم حضارات عظيمة في وسط شبة الجزيرة . وكانت الغلبة لطمسم ولن تمسح أن يتزوج طسمي من جديسية.
وبينهم زرقاء اليمامة من جديس وقصتها معروفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق