في تلك المدينة
الصاخبة الضوضاء
على قارعة الطريق..
حيثُ يَقبعُ صمتٌ
يحملُ في داخلهِ ثورةً عارمة
بُركاناً بإنبثاقهِ ..
رُبما يَهدمُ المدينة الصاخبة
على ضَجيجِها
على قارعة الطريق قابعٌ
يترَقَبُ المارة..
السياراتُ الفَخِمة
قهقَهَةُ أسياد المدينة
عاشِقانِ يتبادلان القُبَل
أطفالٌ يَلعَبون ..
في الجانب الآخر من الطريق
وهو يَستَمعُ إلى زقزقةَ عصافيرهِ
الحَزينة ،الجائعةِ مثله
بين أحشائهِ
لا أحَدَ يَموتُ جوعاً
قالها أسلافُنا منذُ أمَدٍ بعيد
رُبما سأعتَذرُ منهم
بكُلِ لباقة..
وأنا أسيرُ في جنازَةِ
هذا الصمتُ الذي..
لا يَصرَخُ كبرياءً
في غضون الأيام القليلة القادِمة
حينها..سألعَنُ أسوار المدينة
وأسحَقُ تلك الشعارات الإنسانية الزائفة
الجمعيات الخَيرية
صورُ رجالِ أعمال تلك المدينة
تحت حِذائي الذي..
أخافُ عليهِ أن يَتَسخ
وأنا أسيرُ ..
خَلفَ جنازةِ ذلك الصمتُ
الذي مات جوعاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق