في كلِّ مساءٍ أرقبُ شرفتي
أرشُّ الماءَ اليائسَ
حيث غابتْ شمسي عن دنياها
فأناجي ظلّكَ
يسيلُ اللّيلُ معَ الحبرِ الأسودِ
فتغسلُ حروفي زخاتِ المطرْ
شاردةٌ تساؤلاتنا وحيرى
تنسابُ مثلَ شبّابةِ راعي
هربتْ منهُ أصابع الدّهشةِ
حينَ داهمته رياحُ الحزنِ
في وطنٍ غابَ
بين سحاباتِ القهرْ
أَتذْكر...؟؟
نوافيرَ الماءِ وأغاني الصّبحيّاتِ
وقناديل الفرحِ في كلِّ عيدٍ
أَتَذْكُر..؟؟
ضحكاتِ الأطفالِ
وذاكَ الدفءُ في خبزِ الأمهاتِ
كرائحةِ الدّارِ عندَ بزوغِ الفجرْ
مرَّ الحزنُ مكتئبًا على نافذتي
يحفرُ في الرّوحِ جراحَ الألمِ الأسودْ
فتملؤني الدنيا بغربةٍ وبكاء القهرْ
وحدي أراكَ في كل ليلٍّ
كالقمرِ الطّالعِ من دائرةِ النّورِ
يغطُّ على صدرِ الغيّمةِ
مغسولاً بقطراتِ اللّهفةِ،
رقراقًا كصبحِ النّوارْ
لم يبقَ لنا سوى أحلامنا
لنغرقَ في الأشجانِ حيارى
كالنغمِ المتسلسلِ في سكرْ
وبلحظةِ عشقٍ
أمدُّ أصابعَ يدي،
لتلامسَ النّبضَ في كفيكَ
عبرَ زجاجِ نافذتي
وسحاباتٍ من النّدى
فأرشُّ على طيفكَ،قطراتِ عشقٍ
تنسابُ في جدولِ الصفحاتِ،ونغنّي معاً لحناً
ونثملُ في موسيقا كمانٍ ووترْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق