تلفَّتُّ في الباحةِ الطَريةِ المبتهجةِبالهَلعِ، مُتَبَّلاً برائحةِ الدُخان، أقرأُ في عينيهِ الذابلتينِ سِفراً من ضراوةِ الجَمرِ وصَهيلِ الرَماد، تَلبَّسهُ الفزَعُ لما رَأى العُقبانَ تفترسُ الطريقَ
قالتْ: وبعدُ، ما الذي تفَعلُهُ؟ أراكَ تُرَمِّمُ الفَجواتِ، تُبَعثرُ الحُروفَ مُستلقياً
كصعلوكٍ يبتسمُ للريحِ الحافيةِ بقميصٍ من ورَق، تركضُ في مُِضمارٍ مُلغَّمٍ بالشياطينِ
ولايخونُك المعنى،
فتضحكُ الوجوهُ التي تراها مُعلَّقةً على أَسيجةِ الأساطيرِ، لكأَنَّكَ تَلجُ البيتَ من المِدخَنة، كُنّا هُناك، نفتعلُ الضَحكاتِ الدافئة، ونحنُ نجلسُ على كُوَّةِِ البُركان، ونُقدِّمُ الأضاحيَ مُبتهجينَ بعُرسِنا الذي كلّما تَكشَّفَ فيهِ خيطُ ؛ تُدركُنا صورُ الفَزعِ، نهرول إلى جهنَّمَ مُطْمئِنِّينَ كفراشاتٍ ضالَّة، تبحثُ عنْ بداياتٍ جَديدةٍ للتحليقِ في
هذا الفَراغِ الذي لاقيمةَ لوجودِنا فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق