سِرنا على الدرب أُضئ لكَ نورًا ملائكيّاً ينمو بين عينيك شموسًا تتلألأ، فاسدلتَ شيطان أجفانك ، فسيقتْ إلىّ شياطين الظلام .
ولقد عبّدتُ لك دربك ، تنمو بين خطواتك أزاهير عطرة ، تربتها حصباء من اللؤلؤ ، تُروى من نهر عذب سلسبيل .
كلما مشيتُ.. طرق أذنيْك خرير ماء عندليبي ، فأدميتْ قدمي بالأشواك ، ولم أسمع منك إلّا موسيقىً شاحبةً متهدلةً ، ثُمّ طرق آذني صواعق البرق الخاطفة الأبصار.
وآخر الدرب بنيت لك قصراً يطوف حوله حمام الحمى ، لبِنات من حبي ،إنه مُلْك مقدس ، قدسه الإله ، فانهدم فوق رأسي ب..ب.. بالرحيل.
قلتُ أتلو عليكَ تراتيل الوفاء بلهفة وتوسل ، وتلوتُ ، وما زال رماد صوتي المحترق يعلو بألحان تحثك على الوفاء ، وشكر الفضل والعطاء ، فوليتَ .
جئتك تلقاء وجهك ألا ترحل ، سأحترق ، سأتمزق ، سأنهدم ... فوليتَ مُتكئًَا على عصا الرحيل ، تكبو وتنهزم.
أتختم أكتافنا بوشم الهجر واليباب !
ولِمَ الرحيل وفيه اتكاء وانهزام ؟.
ولِمَ الرحيل وفيه إظلام دربي وهَوَاء صرحي ؟
أتريد أن نُحدّق معاً فى وجه الفناء !
وننظر فى أناملنا التي تلمستْ عمياء في بصمة من الجحيم !
أتظن أنّ هناك ماءً أعذب من مائي !
ودربًا أخصب من دربي !
ونورًا أسطع من نوري!
وصرحًا أشيد من صرحي !
تالله لن تجد غدًا إلا أن تقضم مخالبكَ ، وتأكل صغارك ، وتكون وثبتك وثبة العجائز.وتعيش فى لُجج من ظلمات بعضها فوق بعض.
مضى ..وأذن الفجر
أنتظرتُ مكاني فقد يعود ، حتى نسج الليل خيوط النور التي ظهرتْ ملامحه فى القِباب ورابية قصري العالية.
لحظات من الأمل تغذيها غريزة البقاء ، رغم فراغ قلبي المتقلب على جمر نضيج يهوى من الجحيم.
ثوانٍ تمر من الفضاء السحيق السحيق كأني أصّعّد في السماء ، ولقد هرمتُ وأنا في مكاني.
وما زالتْ عيناي تترقب عودته.
نظرتُ إلى القمر قبل الأُفول ، لمْ يعد يطلّ على جدران قصري .
وإلى الشمس التي حجبتْ نورها عنه .
وذبلتْ الأزهار بين خرير الماء المتعفن وهجر الشمس .
وسقط حمام الحمى متكسر الأجنحة.
وتحول كل شئ إلى أطلال بعد الغدر ونبذ الوفاء .
مراجع النص ..
الثقوب السوداء - النظرية النسبية لاينشتاين -التمثيل الضوئى-خواص الأسود-البحار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق