هناك نوعٌ من الناس، يتوهَّمُ أنه كامِل، وتلك مُصيبة، بل يُوهِمُ الناسَ بكمالِه، وتلك مُصيبةٌ أكبر...!
فأنا مَـنْ فعلتُ كذا، ولولايَ ما كان كذا، وأنا الْقادِرُ والْقاهِر، والنَّاهِـي والآمِر، والْـمُقيمُ والْـمُسافِر، والْخاطِر والْــمُخاطِر...!
تضخمت ذاتُــه، لدرَجةِ أنه يقول: أنا، ثم أنا، ثم أنا، ثم أنا، أنا ومِن بعدي الطوفان، أنا أشجعُ الشُّجعان، وسيدُ الإنسِ والجان...!
لكنه ينسى، أو يتناسى، أن ما يقوله، يُـؤكِّــدُ العكس، وما يفعله يُثْبِتُه، ومُحاولات تثبيت مَـنْ حوله فاشِلة، ومُغامرات تثبيطِهم قاتِلة...!
لأنه بالنَّـقْـصِ إنسان، وبحاجةٍ إلى الأمان، وبغيره تَـكْـتَـمِلُ الصورة، وتنتهي الأسطورة، لأن زَمَـنَ الخُرافاتِ ولى، وعَصْـرَ الرَّجلِ الأوحدِ انتهى...!
سُـنَّــةُ اللهِ في خَلْقِهِ التكامُل، وحِكْـمتهُ في كونِهِ التفاضُل، وكلاهما بالعمَـلِ الصالِح، فلا فَضْلَ لعربيٍ على أعجميٍ ولا العكس، إلا بالتقوى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
وَهْــمُ الْـكَمال، لا يُنقصُ من قَدْرِ الآخَرين فقط، بل مِن قَدْرِ هذا الواهِم، أو تلك، لأن كليهما يظنُ أنه كبيرٌ على النُّصح، وفوقَ النقد، رغم أنه تحتَ الصِّفر...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق