لأن صوت دمائهم بكاء تهادى
خلف أسوار المدى
تسابقت الريح إلينا
تحمل رغيف الصباح معجونا
بغبار القهر
فكيف نمسح عن جبين أحلامهم
هذا الظلام إذا ما اتسعت أعين العناء
فتسمرت عجلات الفرح على رصيف يتيم الزهر
هل تسمح للابتسام أن يحط على أجنحة
الغيم فتنقشع قذارة الأمكنة
وحدها مخالب القهر تتقن
تفتيت الضوء إلى ألوان الطيف الأسود
فيتوارون خلف جدار الجوع
فاقدي الظل إلا من شريان
يدير الدم في كاسات الغدر
فينقطع إلى مادون العشر
ينبت فيما بعد ورودا حمراء
لطالما ذبلت في خنادق الحزن
وتضفرت بضلوع ألم
كم تحزنني تلك التي ارتمت في حضن
السماء مطمئنة
فتمزق ثوب عويلها وتلونت النجوم
بياقة ثغرها المصفر
قرأت هناك أقاصيص الكذب
فعسعس الليل
حيث خانت الرؤى وسادات الحلم
وتوضأ عورتها ثوب صدق
امتد على أسوار النور
يلملم حكايات مجده الغابر
فعنس في حقائب الفجر المثقوبة
هوى بلا أثر
أي يد تلك الهاربة عن مقبض
الحقيقة فلا وفت بالوعود
ولا النار أطفأها زفير القدر
وأي صمت هذا الذي طال مزمار القيامة
قوافل تحجب النظر
لقد كبر فم البحر
و حيتان البطون خوت
ماعاد يكتفي بالأرواح
صيدا ثمينا
والحب
بالرمل تكحل
فرمدت عيناه
وأصبح قوته الغفران
لمن خذل وساوم على الأجساد
وجبة اكتمل لعقها
عند آخر زيف طرز به سرير الموت
فلا يجرؤ على البكاء كفن
كأشباه الرجال يقف هناك
مشدوه الذاكرة زاهد الوجع
أي الآيات تقرأ آلاء رصاصة
على البراءة تصوب الهلع
وأي تأويل يتقن ليفقأ باليقين
عين الغاية
فتبكي الطفولة
وتتشرد الضحكات
إذا ما تمردت على السراب
أرجل القمر وتوالدت المسافات
على بساط الكرامة
واختفى برهج الصور
تراه سيفتق الغروب بسيف الراحلين إلى الدروب المكفهرة
ام الحرائر ستدحر خبث الضمائر
نسغ نصر
محض لعنة عاهرة..
ثائرة
مستبسلة
تجذ الحياة
في مقابر الظلم
صرخة
من نبوءة حجر ..!
بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق