لم تخُنّي الذاكرةُ
ما زالتْ صورُ الماضي الرّاسخة
تقضُّ مضجعَ العتبِ
للعتبِ شفاهٌ سافرةٌ
للعتبِ دموعٌ ورجاءٌ
كمْ ناديتُ على الغائبِ
فما من أيِّ جواب
كم عاتبتُ الجدرانَ
فعادَ إليَّ الصدى
يوزِّعُ من ارتجاجاتِه
في جسدي
ارتعاشاتٍ
الصَّمتُ تمثالٌ
ظلُّهُ أخرسُ
مهزلةٌ انتمائي لجسدٍ
بلا روحٍ
هناك في أعلى التِّلالِ
أطيافٌ بِلا ظلالٍ
الموتُ أخذَ معهُ الظِّلالَ
ترك قمصانَ الكادحينَ
معجونةً بعرقٍ وغارٍ
ويكبرُ الانتظارُ
الأطيافُ تنادي بيأسٍ
تموتُ للمرة الثّانيةِ
والثالثة
يتكرَّرُ الموتُ
فما من جدوى
من انتظارٍ
خذلتْهم المواعيدُ وهم أحياء
فأيُّ لقاءٍ ذاكَ سيلقونَه
وهمْ أمواتٌ؟
كم تنامتِ الخيباتُ!
الرُّعاةُ ما عادوا رعاةً
الطِّفلُ يحتضرُ
اللَّحمُ في جسدِ الطُّفولةِ ذابَ
البسمةُ على وجهِ البراءةِ
ذبلتْ
الوطنُ أعلنَ من تلقاءِ نفسِه
النهاية في مأساة
فالخبزُ تعفَّنَ
تكدس كسدَ
والرِّزقُ أكلتْهُ حيتانُ الفسادِ
أبي أما زلتَ تعلِّمني
كيف أطاطئُ رأسي للطغاةِ!؟
هي وجبةٌ دسمةٌ لو أطعمتَني
من مائدةِ الصَّبر
كيف ينمو بينَ أضلعي حبٌّ خالصٌ
لوطنيَّتي التي
أتلفتها الأحزاب
لعروبَتي التي صدئت
لخيانةِ الأسيادِ
لانتمائي الذي اغتربَ عن ذاتي
فاغتربتْ
وضعتُ في أرضِ اليبابِ
واعلم يا أبي أني بها
كنتُ سأكتفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق