هاربٌ من ضجيجِ الصّمتِ
وثرثرةِ النّعاس
أحلامي المجنونة تصهلُ
تلملمُ النّدى نهراً
فأسبحُ في ضفّتيهِ
يجرفني التّيار / فأصرخُ
وأطفو جثة فوقَ دموعي .
* * *
آهِ من حنظلِ النّدى
من شوكهِ المدميّ
من صلابةِ قطراتهِ
وجفاف راحتيهِ
آهِ من نطقهِ الصّامت
وبسمتهِ الحارقة
ندى ..
زنزانة في ركنها
حجزت الأرض
ندى ..
قبر الشّمس
وسلاسل بأعناق العصافير
ندى ..
نبراس الموت
وقلعة الكآبة .
* * *
هاربٌ ..
من أعاصيرِ الحلمِ
وهدير الأمنيات
أختبئ في متاهاتِ التّأمل
أتوسّدُ السّكينة لأغفو
يسّاقط النّدى .. يشجّ قلبي
ويمطرني لحدِّ الاختناق .
* * *
أيّها النّدى الموزّع في الجهات
أيّها الطّلسم الطّالع في الأغنيات
خذ العمر وارحل
خذ الشّعر والهمسات
ودع قلبي النّازف معي
سيلتئم الجّرح
إن قتلت الذّكريات .
* * *
هاربٌ ..
وبي رغبة الرّجوع
النّدى .. يمخر أنفاسي
وضلوعي
أين أهربُ ؟!
ويلتمس النّدى
خضوعي !!
أينَ أذهبُ ؟!
والنّدى ..
يمسكُ بشراعي ! .
.
حلب..عام1986م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق