حين غرقتِ المرايا بنا
كان الأجدرُ ان نتسلّقَ حقيقةَ الجنونِ
ونترك خطواتِنا السّعيدةَ لعالمٍ يكبرُنا ..
بعضُ المصادفاتِ جروحٌ
تتغذّى من ذكرياتِنا الجميلةِ
والفصولُ وردةٌ معلّقةٌ
عند ظلالٍ عتيقةٍ ..
ألامِس فيك ليلاً دافئا
وتحت الظلالِ الحزينةِ
أكون اليك أول العناقيدِ
أصيرُ حلوى
ليتذوّقَ الجرحُ منّي مواسمَ عزلتِك
ويُهيمِن الصّمتُ على نفسِي
قدَرٌ مشؤومٌ يتمتِم :
رفاقًا كنّا ، وحين وُلدَ الحزنُ شقّت ابتسامتُه جدولاً لليأسِ فبات الفرحُ اغصانا نعسى ..
لهذا بتّ اخشى شيخوخةَ القصيدةِ
شيخوخةً تُشوِّهُ كركراتِ العصافيرِ
وتُعمِّقُ فينا أخاديدَ السّنينِ ..
عينَاك ، ياحبيبي ،
لم تعُدْ مراكبَ ارتوائِي
ماعدْتُ عاشقةَ النّفسِ كي تذوبَ أرواحُنا في غروبِك
ما عدتُ عاشقةً
حتى تنثالَ أمطارُكَ فيتراقصُ مدايَ
مطرُك يدغدِغُ لؤْلؤَ السّرَابِ
حلمُكَ كانَ زهرةً نَضِرَةً في مساراتِي القادمةِ
كانّ لحلمِي هُويَّةً
و صار صوتِي اغنيةَ رثاءٍ !
ايها الجنونُ بارعٌ انت في اقتناصِ الحُلَلِ
هكذا العناكبُ تُجِيدُ فنَّ المصَائدِ ...
يا وجهَهُ المنقُوشَ سَجْدَةً
فوقَ دفاتِري المفقودةِ
الزمْ عصا ترحَالِي
كُنِ الحادِي والمنشودَ في سَفَرِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق