يطيرُ ..
يحلقُ .. كريشةٍ سحيقة ،
بأناملِ رجلٍ خريفي ،
ساهراً يُعلمُ الأناشيدَ لطيورٍ تغفو على الكتفِ
وأخرى حوصرتْ بين حنجرةٍ وآهٍ طريدةٍ ،
ربما هي الأخيرةُ بين سلالمِ النوتةِ
نَطَقَتْها حنجرةٌ صامتةٌ ،
اِكتفتْ بالاستماعِ والمشاهدةِ لمعزوفةِ الرجلِ .
تتكالبُ عليه نساءٌ هَربنَّ من بلادةِ النهارِ
وعنةِ المساء .
هو حائرٌ بين جنونِ الأوتارِ وغيّرةِ الطيور .
كم يحتملُ هذا الرجلُ
الخارجُ من حروبِ الكتفِ والعنقِ
والحناجرِ المثقوبةِ ؟
لا يفقهُ الكلامَ ولا ينطقهُ ،
يحترقُ في لحظةِ الطيران ،
تاركاً جثتهُ السحيقةِ
وأناشيدِ خريفِ النساءِ
المنتظراتِ لرذاذِ الليلِ ،
ولرجلٍ طائرٍ ، أعطبتهُ السجائر .
ماذا سيقولُ ؟
هل سيدلي شهادةً في غياهبِ اللحظةِ ؟
هل سيَمْثلُ بطولهِ أم بفيضهِ ؟
لا أظنُ ... إن الفيضَ في لحظةِ السؤالِ
سيخلعُ رداءَ البعث .
تنتقلُ أناملهُ بين أوتارِ
شقاوةِ الخريفِ ، بلا رغبةٍ .
يعزفُ ... وغيمةٌ حمراءُ ترقصُ من حمى الأنامل ،
وغيمةٌ داكنةٌ ، اِكتفتْ بالنظرِ إلى انحلالهِ
ذراتِ رمادٍ في طياتِ الأرضِ ،
تجتاحُ الغيمةُ شهوةً للمطرِ
وتنشدُ نوتاتَ الرمادِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق