قوله عز من قائل :
(("وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً )) الفرقان 63
الحركات الظاهرية الجسمانية لها ارتباط وثيق بالسمات الروحية التي يتحلى بها الانسان ..ووفقا لأحدث الدراسات النفسية المتعلقة بعلم الشخصية .. فإن طريقة مشي الأنسان تفصح عن الكثير من معالم شخصيته ..
الآية الكريمة توضح تلك المسألة بأسلوب مبهر .. وان كانت تشير الى عموم حركة الانسان العابد لله في الحياة و في كل شؤونه ولا تقتصر على الحركة البدنية في المشي فقط ..
لكن ان وقفنا على هذه الحركة ..نجد أن المشي على الأرض يتخذ اشكالا عدة ..
فهناك المشي المستهتر الأرعن الذي ينم عن شخصية طاغية ..
وهناك المشي المتبختر الذي يفصح عن شخصية مغرورة تافهة ..
وهناك المشي السريع الخفيف الذي يدل على شخصية مهزوزة سطحية ..
وهناك المشي المتعجل الذي ينبأ عن شخصية قلقة مرتبكة ..
وهناك المشي الجاد الذي يسابق الزمن وهو يعلم انه لن يدركه المندك بالحياة الدنيا وشؤونها ..
تأتي مشية عباد الرحمن الذين يمشون بخطوات هادئة راسخة معلنة عن شخصية مطمئنة واثقة ..تمشي على الأرض برفق وتتذكر انها ستعود اليها ستحتضنها يوما بود ..
تلك العلاقة بين الانسان العابد لله والأرض علاقة أمومة ورعاية ..علاقة احترام لنعم وقيم الله .. وتواصل جميل وعشق ..وقد ورد في بعض الأحاديث ..ان الأرض تقول للمؤمن بلسان حالها لطالما كنت اتمناك وانت تمشي على ظهري ..
جعلنا الله واياكم أحبتي ممن يمشون هونا على ظهرها وتحتضننا برفق حين تضمنا يوما .. مع دعاء لا ينقطع بعمر مديد برضا الرحمن وحسن ختام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق