تُرمى كجثّةٍ بلا ظلٍّ
على قارعةِ الموتِ وأنتَ حيٌّ
لا أحدَ يكترثُ
حتّى عتمةِ اللَّيلِ
تمرُّ بالقربِ منكَ لا تحييك
وبكَ...لا تكترثُ
وأنتَ تتفرَّسُ في الوجوهِ المبعثرةِ
انظرْ إليها كمْ هي متشابهة!
هل تبحثُ بينها عن وجهِكَ الضّائعِ
تحاولُ أن تتذكَّرَ تقاسيمَه ولكن عبثا.. بلا جدوى
هل سألت عنهُ بائعًا متجوِّلًا !
لعلّهُ باعه بأبخسِ الأثمانِ!
أو ربَّما أنّك وُلدت بلا وجهٍ
عدْ أدراجكَ ...عدْ من حيث منبعِ الخطواتِ المتقافزةِ
بلا أقدامٍ
أو تقدَّمْ فهناك من سبقَك
واعتلى عرشَ الرِّيادةِ
مهما حاولتَ فالحكمُ دومًا يصدر مسبقًا
ويعلنُ عنهُ لاحِقًا
وأنا رغمَ احتكامِ الزّمنِ
رغمَ احتدامِ الصِّراعِ
الطَّريقُ نحو الشَّمسِ سأتبعُ
قلمي سيبقى الفكر الحرَّ
حبري سيبقى دواةً مغمورةً بالصّبرِ
ما همني إنْ لُقِّبتُ بأميرٍ
وأنا هنا المهمَّشُ المتروك ُعلى ناصيةِ الخذلانِ ؟
أنا للغدِ تاريخٌ ميتٌ فحاضري الشَّهيدُ
أنا للحكايةِ معبرٌ شُقَّ بملعقةٍ ودمٍ
فما البصيرةُ إن لم ترتوِ من نبعِ الحدسِ ؟
ما القصيدة إن لم تدرس في مدرسةِ التَّحدّي؟
ما الأنغام إن لم تخرج من قلبِ الوجدِ؟
مصلوبٌ أنا مذ فجرِ ولادةِ الحرفِ
لذا انبعث فيّ الشِّعرُ خميرةَ ألمٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق