في لحظة استثنائية قرّرت أن أحبس الوقت في قمقم منسي ، أن أدفع بالحركة إلى المنتهى ، أطلقُها الخطى فتتعلّم الرّكض دون هوادة .عند بوابة الدّهشة أستردّ مفاتيح الزّمن الغابر ، أفتحها الأبواب بابا بابا .أطوف في الزّوايا بل أتسلّق الرّفوف كشعاع ضوء يخاتل العتمة ، يأبق من كوّة نسيت بهرج الضّياء ، يأخذها الشّعاع فتركبه ، تميس معه يمنة ويسرة وأنا أشحذ البصر أخلع ظلّي عند انعراجة مباغتة .أعلنها رحلة العتق من الحدّ و الحدود ، منّي وقد أبِقتُ كمارد كسر زجاجة الحصار، أعاند التّيّار.
في اللّوحة تمرح يدي ، هي من تشكّل الأشياء ، تبعثر الفصول بل تتمادى فتصنع خارطة خارج الإطار ، خارطة على قدر شوقي ، على قدر الهدوء والإعصار، على قدر رغبة في المزار . أضمّها يدي ، أقبّل الأنامل إصبعا إصبعا ، تمسك بتلابيبي تقودني كما طفلة غريرة إلى خضرة وماء ، إلى باحة يسكنها النّماء ، إلى الوطن المشتهى . هناك تتحوّل أناملي زهورا بألوان الطّيف واللّون، أفعوان يتحدّى الزّنازين والعجز ، يكسر القضبان .
تونس ....7/ 9/ .2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق