أَنَامِلِي عَطْشَى
وَحِبْرُ الْفُؤَادِ لَا يَفْنَى
غَزَلْتُ مِنْهُ كِيمياءَ أَلْوَانٍ
نَدَفْتُ بِمَعْنَى
يَسِيلُ مِن رُوحِ الْجِبالِ مَعْنَى الْمَعْنَى.
كُنَّا بَعِيدَيْنِ عَنْهَا وَعَنَّا
لَكِنَّنَا فِي تُخُومِ الْحَرْفِ الْتَقَيْنَا
طَارَتْ بِنَا فَرَاشَةُ الشَّوْقِ
فِي مَدَى الْأَلْوَانِ نَشْوَى..
خَفَّ ثِقْلُنَا حِينَ بِالْأَعَالِي اسْتَوَيْنَا
صِرْنَا فِي جُمُوحِ الْخَيَالِ صِنْوَانِ
نَكْتُبُ فَوْقَ الْجَنَاحِ
بِصِيغَةِ الْمُثَنَّى..
نَكْتُبُ لِعُصْفُورَةٍ
تَرَكْنَاهَا فِي أَيْكَةِ التَّلَّةِ حَيْرَى
شَاقَهَا اللَّوْنُ وَالْألِِيفُ
وَشَاقَنَا حُزْنهَا الشَّفِيفُ..
لَوْ أَنَّنَا صَاحِِ عُدْنَا
لَحَطَّ الْحُزْنُ فِي جَوْفِ مَحَارَة ،
فَغَدَا لُؤْلُؤاً أَغْلَى وَأَبْهَى.
طِيرِي يَا عُصْفُورَةَ التَّلَّةِ
طِيرِي أَنْتِ إِلَيْنَا
نَحْنُ هَا هُنَا بِالْحُسْنِ ثَملْنَا ،
وَكَأْسُ الْحُسْنِ بِالشِّعْرِ تَغَنَّى..
رُبَّمَا اللَّيْلُ نَامَ فِينَا
وَنَحْنُ فِي اللَّيْلِ مَا نِمْنَا.
وَحْدَهَا النُّجُومُ
كَانَتْ حَوْلَنَا تَحُومُ
رَأَيْنَاهَا مِنْ ضِلْعِ الْكَونِ تَدَلَّتْ
كَأنَّهَا عَنَاقِيدُ تَبَرَّجَت
عِنْدَ أعْتابِ بَدْرٍ أَعْمَاهُ الْعِشْقُ..
كُنْتَ هُنَاكَ وَكُنْتُ..
وَالشَّمْسُ تُسْدِلُ عَيْنَيْهَا عَلَيْنَا
تُكَابِدُ الطَّلْقَ أَبْكَاهَا
تَمْسَحُ وَجْهَهَا وَتَشْهَقْ..
رَأيْتُ صَبِيّاً يُولُدُ مِنْهَا
شَفَقاً عَلَيْهَا أَشْفَقْ
أَضْحَكَ اللَّيْلَ وَأَبْكَى..
صَرَخَتْ كَلِمَاتِي الْوَلْهَى
وَذَابَ فِيهَا الْعَسَلُ الْمُصَفَّى،
أَيُّ سِيرَةٍ بَنَاهَأ الْحَرْفُ بَيْنَنَا
حَكَاهَا الْقَصِيدُ أَغْرَبُ وَأَشْهَى؟!
هَذَا الْفَتَى الْقَادِمُ مِنْ عَيْنِ الشَّمْسِ
يَحْمِلُ الْمُرْجَانَ وَالْيَاقُوتَ
فِي كَفِّهِ الْيُمْنَى،
وَفِي يُسْرَاهُ
يَسْتَيْقِظُ وَطَنٌ حَزِينٌ وَثَوْرَة..
هَذَا الْفَتَى الْقَادِمُ مِنْ شَمْسِ العَيْنِ
اَلْوَانُهُ تُنْبِتُنِي أَجْنِحَةً أُخْْرَى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق