أبحث عن موضوع

الجمعة، 30 سبتمبر 2022

في ذكرى صبرا وشاتيلا ........... بقلم : صلاح الاسعد - سورية





تطرقُ بابَ ذاكرتي
بحجرٍ صلد ..
تمزّقُ تاريخي
بمخالب دمويّة ..
تستمرُّ الجراح
تتباعدُ شفتا الجرح ..
تلمعُ أنيابُ الموت
تنهمرُ جدائلُ الماجداتِ
تكنسُ قبضاتِ الغلّ والغدر
تجفّفُ نزيفَ الكارثة
تبقى آثارُ خطواتها
مذبحة
***
تطرقُ بابَ أيّامي
وأنا الرجل ..
تحرّضُ الماضي للولادة
تقصمُ ظهر المضارع
تأمرهُ بالالتفات إلى أخيه ..
تعرضُ لوحةَ طفولتي بلونين
تزيّنُ شبابي بعشراتِ الألوان
أبحثُ عن قوسِ قزح النسيان
فيسقطُ حبيسَ اللونين مرّةً أخرى
تتسلّلُ في غفلةٍ منّي عاقدةَ الحاجبين
تتمتمُ
تشيرُ بأصابعها :
ماتزالُ رهينَ زمنٍ غابر
مذبحة
***
تطرقُ بابَ بقائي
ورأسي غدا توءمَ هامةِ جبل الشيخ
توبّخُ عصراً ولّى
تشتمُ دقائقي ، ساعاتي ، غدي
تنذرُني بالشؤم ، بالسقوط
تلعنُ قلماً جفَّ حين مرَّ اسمها
وعقلاً داهمتْه الجلطاتُ لمّا همستْ بأذنيه
ولساناً كثرتْ عقدُهُ ساعةَ طلبوا منه
أن يدوّن حروفها بالدمِ
مذبحة
***
تطرقُ بابَ الوفاء
فأنتفضُ أسداً
أحلّقُ صقراً
أكتبُ قصيداً
أشدو لحنَاً لشهداءِ المذبحة
صبرا وشاتيلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق