ممنوعٌ عليَّ أن أدخلَ حديقتَكِ
أنْ أطيّرَ قلبي إليكِ فراشةً
أنْ أسترقَ السّمعَ لنبضِكِ الرّهيفِ
وأنْ أغفوَ وأنا أحتصنُ حُلُمي الوارفَ
وأنْ أطلقَ لليلِكِ تنهيدةَ قلبي
وأمشي صوبَ شرفتِكِ المضاءةِ بشوقي
وأن أصرّحَ باسمِكِ الحقيقيِّ أمامَ حنيني
ممنوعٌ أن تهفوَ إليكِ أغنياتي
أن أشتمَّ تربَةَ شمسِكِ الجاحظةِ العينينِ
أن ألوّحَ للقمرِ البازغ
من بسمتِكِ فوقَ شحوبي
ممنوعٌ أن أبكيَ عندَ أسوارِ السّكينةِ
فأنا مُبْعَدٌ عن ظلالِ أحضانِ روحِكِ
أحتضنُ قهري وأناديكِ بحرقةِ الدّمِ
فكّي الحصارَ عن اشتياقي لعينيكِ
وردّي لروحي أجنحتَها البيضاءَ
وأفرجي عن خطوتي التائهةِ بطفولتي
أعيدي إليَّ أحصنَةَ عمري وصهيلَها الحارّ
ومسّدي على جذعِ أوجاعي النَّاحبةِ
وعلى يباسِ قصيدتي المثقلةِ بحروفِها
وعلى صدرِ دمعتي المتورّمةِ في الحلقِ
وعلى رمالِ ضحكتي الخاويةِ من السّراب
وأمسكي المسافاتِ بيديكِ الرّاعشتينِ
لعلَّ قلبي يسترجعُ عشبةَ الحياةِ لنبضِهِ
ويعودُ للشريانِ دمُهُ النّازفُ وردهُ
أحيطيني برائحةِ انهمارِكِ العبقِ
اغسلي عن مهجتي غبارَ الموتِ الصّفيقِ
أختنقَتْ عباراتي بأوجاعِها وأثقالِها
على رصيفِ الانتظارِ البليدِ
وأنا أطوفُ بانكساري أمامَ العابرينَ
أسألُ القتلى الهاربينَ :
- تعالَوا لنتّفقُ
على موعدٍ لعودتِنا
فهل نطلٌُ على صبحِكِ ؟!
ذاتَ حُلُمٍ ؟!
وهل يحضنُنا فضاءُ محبَّتِكِ الرحيبُ ؟!.
ليحمينا من خوفِ الاغترابِ الذّليلِ *.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق