ً
إلى روح أنْسي الحاج
وفاء له
كتبَ آخِرَ
القصائدِ وغادرَ
الْمِحْراب.
رأيْتُهُ في شُرْفَةِ
الُحْزنِ..
كان مُكلّلا بِالحبْرِ
وغُبارِ الشّعْر.
خرَج مِن حيْثُ
كان يُسامِر ال..
القصيدَة كَنَديمٍ
يُضاجِعُها كامْرأةٍ
أو يُعاقِرُها كالخَمْر.
نزَلَ إلَى البُسْتان
شَذّبَ الدّوالي..
وشجَرةَ الْخَوْخ
وَسقى أحْواضَ
العُشْبِ والسوْسَنِ.
أنجزَ كُلّ الأعْمالِ
فأوْصى زوْجَتَهُ بالصّبْرِ
واحْتضَنَ الْعِيال.
أشْعَلَ لفافَةَ تبْغٍ
ونادى عَلى الشّايِ
ودَعاني مُدنْدِنّا
بعْضَ الألْحان..
حدّثني عنْ بيْروتَ
وفلسْطينَ عَنِ
العرَبِ ومُسْتقبَل
الإنْسان ..
عَنِ الرُّعْبِ
النّوَوي وجِراحِ
هذا الكوْن.
وغنّى قبل
أن يَرْحل.
قلْتُ لهُ: تَفاءَلْ
وهوَ يَغيب..
إلى حيْث رأى
سُفناً ترْسو..
فَلَوّحَ مُوَدِّعا
ولم يُجِب.
مَضى ككُلِّ
الغُرَباءِ إذْ لمْ
يَعُد لَهُ أمْنُ
بيْنَنا لِيكْتُب الشِّعْر
أو يَعْصِر الخَمْر
فَغادَر مُحْتَجّاً..
مُثْخَناً بِالجِراحِ
مُخَلِّفاً فينا
حُزْن الغَيْم..
مع ذعر وشَرّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق