.... فاتحة النّوايا .....
مازال الخبز فيك يا وطني
يشتهي دورة الرحى
مازال التّنور يشهق بردا
يغازل اعواد الزّيتون
مازال الطّائر المهاجر
على أعتابك
ينبش الثّرى بالأظافر
عن الحَبِّ يبحث
عن الحٌبِ يحكي
عن الحقول تشرِّحها المحاريث
في انتظار بذر
وبراعم تبشّر بالمحاصيل
لكنّ الأفواه ظلّت مكمّمة
في عمقها تموت اللّقمة قبل الوصول
وذا الشّهر الشّهير
بأيّامه السّود
بلياليه
فيه فقدت السّاعات رنينها
سرقت الغربان عقاربها
حوّلتها سهاما
تمزّق كلّ بطن مقرقر
تكتم كلّ صوت يعلي النّشيج
يتمرّد
يقول لا للجوع
يساند التّنور ضدّ الخضوع
يعلنها الحرب
على الصّمت
على الفاقة
على تجّار الكرامة في الزّمن المقموع
ويظلّ يخبط على ابواب الكرامة
كلّ يوم
سَمِّهِ جانفي أو يناير
أو ما شئت من الأسماء
ذنبه الوحيد
أنّه فاتحة النّوايا
أنّه نافذة الحياة
في عرف الزّمان
في تعاقب السّنوات
ويظلّ في وجع الجوع يرفع ذاك الشّعار
يعلن أنّ الموت بداية للحياة
وأن الفعل فيه بذر
ينتظر الحصاد.
تونس ....3 /1/ 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق