تعلّمَ نقشَ حروفِ الهجاء
على مسلّةِ الحي الذي يقطنُ فيه ،
رسمَ الألفَ مستقيما من دونِ الاستعانةِ بالمسطرة ،
قلمهُ بمستوى كفّه
يزيدُ سطراً في منعطفِ العشق ٠٠
تدرّبَ على عدِّ الحصيات
المحتدمةِ بخرقةٍ سمراء
من ضفةِ الفراتِ كانّهن عقيق
بخاتمِ الزمانِ منها للمحبّةِ ومنها ضد الرصاص ،
أصبحَ شاطراً في هرولته وراءَ الفوز
وسطَ ساحةِ الأطفالِ
رغم أنّه لم يتناولْ منشطاتِ الظهورِ ٠٠
عند الليالي يرتقي بدور
النادلِ والكاتبِ
لأصحابِ الذي ربّاه ،
كتبَ رسائلاً غزيرةً بالسلام
يدفعون له ثمنَ الطوابعِ
قبل أن ينحدرَ لصندوقِ البريد ،
يحملُ أقداحَ الشاي
وأقلامَ الرصاصِ بكفٍّ واحد
هو رسامُ
لوحةِ الزهور والأحراش للأولاد
كاتبُ مفاتنِ الخواطر
لبناتِ الجيران ٠٠
في صناعةِ الطياراتِ الورقية
يسعده أن يرى خيوطاً
فوقَ السطوحِ وطيارته جاثمة
في باحةِ الدار تكتم أسرارَ المهنة ٠٠
رغم أن قلبه أصغرُ من قبضتهِ بقليل
استوعبَ الغاديةَ والآتية
من دونِ كلّلٍ
من دون غشٍ أو مماطلة في لظى الاشتهاء ،
يُنفّذُ ما يُطلبُ منه
ولم يحصلْ على شيء
-رغمَ المخاطرِ- غير مبالٍ بأي تكليف ،
ما فكرَ قط بالفراقِ
وما خططَ للهروب
حتى وإن خسرَ كلّ ( الدعابل وصور المراحل )
النردُ يبتسمُ بوجهِ ذي حظٍ عظيم
وما لقي إلا الملامةَ من نفسٍ تعيسة ،
استنجدَ بالقسمةِ والنصيب
ما تكفيه تصادمُ خطوطِ الدهر
على قارعةِ لذةِ التهشيم ٠٠
الأرقامُ لها سحرٌ وغرور
لا الذي يليه كسابقه
ولا الحاصلُ يغطي السرير
كأنّه المطرودُ من واحةِ القوافل
عيناهُ على مساحيق النهرِ وفساتينِ الترابِ ٠٠
سألَ عمداً عن جهاتٍ تتقدمُ إلى الوراء
اجابته بناتُ النعش حولَ الرجوع ،
ضاعت فقرته الاخيرة
في المسلسلِ الطويل
لحظةَ الوداعِ
ولم يفِ بوعده
يتجرعُ الندم
ليعالجَ الفشلَ المزمن
صادقاً كما عاهدته اللوائح
إلا الكذبةُ البيضاء
يومَ قالَ لها
ذاك الطريقُ اسلكيه ٠٠
البصرة / ٢٧-٨-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق