أَعرف ..
والصُّراخ أيضًا
وتِلك الحَدائق التي تُذيبُ عِظامها المَصابِيح
لنَا أن نُوقد ناراً في عَراءِ القلبِ
في عَراءِ القلبِ تمامًا
وأن نُغرق ظِلَّين ببعض الضَّحك
أو الرَّكض خَلف ذَيل الحُلم
لنا أن نَجد لأرواحِنا فراغًا يكفي للغِناء
أو الجُلوس لساعةٍ دونَ أن نشعرَ بضَياعِ الوَقت
شَيءٌ كَهذا بَالغ الحُزن
بَالغ الإِحْتراق
بَالغ الضَّياع
شَيءٌ كهذا يَمرُّ بِهُدوء خَلف العُيون
مِثلَما يَمرُّ الصُّراخ من بين شَفتي طِفل
يُحب الرَّكض عارياً في السُّهول
وعلى جانبٍ من النَّوافذ حَياته
شَيءٌ كَهذا لن ينالَ حَظّه من النُّجوم
ولا حَبة من قمحِ الحُقول
أو حَفنة من أَحْلامه
شَيءٌ كَهذَا يَسقطُ من عُلوٍّ بَسيطٍ
مِثلما يَسقطُ نَيزكٌ في السَّماء
ومِثل الإِستماع لِقصَص الحُب لِغُضون ثوانٍ
شَيءٌ كَهذَا يُشِعُّ من تَحت عَظمةِ تُوق القَلب
كَأيِّ نَظرةٍ إلى حُروب الحَياة
شَيءٌ كَهذَا يَموتُ في لَحظةٍ يُداهمها الحُزن
كَأنّه مَاءُ العِناق
هَذا النِّسيان بَين أَول خَيط الصَّبر وآخِره
شَأنه شَأن الخُطوة
مَوتُ العَلامة التي تُشير إلى الحُدود
إلى أَلفِ فراغٍ دَاخل جَنين الأُم
قَبل أَن تَلفظ اسمه كُرهاً على القَمر
وعلى مَلامحِ العَويّ
حيثُ المَرارةُ نِصفُ القَصد
نِصفُ الوَجع
ونِصفُ العَودةِ
تَضارِيس الظَّمأ أو ما يُشبهُ الوَداع
إِنّه شُعورٌ فَقط
هَذا التَّرنح الشَّاسعُ صَوب حِبر التَّوابِيت
حَيثُ الشُّعاع مَسافة لاِختصَار غُصن الظلّ
ولَمحةٌ لِتَجنُّب الوَساوس
وبِنصفٍ قَليلٍ من دُخَّان اللَّيل
ومن كِليْنَا عند ازدهارِ الوَقت
لنا أن نَموتَ معاً الآن
مِثلمَا يَموتُ الأَبْطال خَارج القِصَص
وأن نُغرقَ ظِلَّين بِبَعض الضَّحك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31/8/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق