كانت نيتهُ أن يسكنَ مدينةً تستسلمُ للمتسولين
مدينةٌ خارجُ الأرضِ تستنطقُ اللونَ من قزح ،
يتوقعُ أن يرى رصيفاً تائهاً في صحراء
لا قافلةَ تحمله
ولا ربانَ يؤويه ،
الملتقى عند الواحةِ
ينادي على ظلِّ سعفةٍ رهيف
بأعلى صوتٍ يصيح :
منْ يعرفني ؟ غيرُ رأسي الذي يدورُ حوله حلزونُ الأوهامِ
أنا في هذه الدنيا أشعرُ بضياعي يلملمُ ثيابَ الحظوظ ،
أجدُ في خلقي مكرراً ليس كالبشر ……
كادَ أن يوسوسَ في صدرِ معرفته ،
هو لا يشبهُ أحدا
ولا يشبههُ أحد
قد يكون أوسعَ من الروح
لم يكتشفه أحد
رغم أنّه يبحثُ عن نفسه
بين أساطيرِ الدواوين
وجدَ هناك نهايةَ روايةٍ
حددتْ له حفنةَ زبيب
بكفِّ مجهول …
ثمةَ قصاصةُ ضوءٍ
أدركَ وجوده في صندوقٍ منّجم
قابعٌ في خيمةِ امرأةٍ بدوية
تتنقلُ داخلَ هوادجِ الألفية
من وادٍ إلى تلالِ الرغائب
إلا مسافةُ أملٍ
تقيسها أذرعٌ منسية ،
ما أضيقَ العمرَ
في زمنِ الحُجُرات
منْ يشتريه - كلّنا نسأل جوفَ العرين -
السنابلُ ناختْ طوعاً فوقَ سنواتٍ عجاف
الحاصدُ منجلٌ باعَ اسنانه
إلى دارِ العجزة
في شارعٍ يستجدي أمثاله
يحتفظُ بهم ليومِ الرفاه
حين يقولُ السفهاءُ منا
كان عندنا جاهٌ يومَ كنا هناك ..
البصرة /٧-٨-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق