أنّها بحرٌ مكتظٌ بالمحار لا تحدّهُ ضفاف ،
من الظمإ الغافي على الشفاه
أنزلَ الكفَّ ليشربَ من تموجِ جسدها
الطافي فوقَ الخيال ،
كادَ القمرُ يغرقُ بالضياعِ
من شدةِ الدهشةِ ووسواسِ الضياء ،
قالَ قبلَ أن ينحرفَ عن الدوران
مَنْ ينقذُ الغريقَ إلا الهواء
في منخرِ العمق ،
أحترقُ أنا وسطَ الشوقِ
كورقةٍ في مهبِّ اليأس
وما ينتشلني غيرُ كفوفِ اللّهو
من هذا الدوار ..
——————
الأقدامُ العالقةُ بين أسنانِ الرصيف
هي التي تسبقُ الطريق
نحو اللّيلِ المشغولِ بالرقصِ مع النّجوم .
الأفواهُ الفاغرةُ لتقبيل شفاه الملاعق
هي التي تسخرُ من مواعينِ الكلام
الممتلئةِ بحساءِ الضجيج
وسط دواوينِ المدينة .
الخواصرُ المشنوقةُ ببنطالِ الجينز
هي التي تعرفُ كيف تفلّ لغزَ الحزام
عندما تداعبها كفوفُ المغص ،
العيونُ المختبئةُ وراءَ زجاجٍ أسود
هي التي تحدقُ في نوافذِ الغد
قبل أن تقطعَ سكرتيرةُ المديرِ ورقةَ التقويم .
الأرجلُ الممتلئةُ باحداثياتِ التسكع
في صباحِ الزقاق
هي التي تتحدثُ للصحافةِ
عن بحبوحةِ الصراعِ في وطنٍ مبتور.
البصرة / ١١-١٠-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق