الرسالة __1__ :
كيف لا اعشقك وأنتِ من أنجبت غسان إبني البكر ونحن لمّا نزال حلما قبل ولادة القصيدة ..
كانت الأرض تتوجع رغبة وكل خضة حب أسقي رحمك ماء وحبرا و عهدا ..
وكنت أنت تتعلمين أبجديات فعل الحب .. كلما بنيت لك وطنا يؤوي غربتنا ، تطيحين به على رأسي ..
ومن ضفيرتيك الشقراوين تنسجين لقلبي سياجا من ضوء .. تعيدين رسم حدود الروح ..
نصر على الحب في زمن الأوحال ..
أعشق شقاواتك .. أعشق ضحكتك .. أعشق حكاياتك .. أعشق غضبك ..
أعشق أعمارك التي لم تعيشيها أبدا .. أعشق الأماكن التي تزورينها ابدا ..
الجبال الغلال التلال القناطر الانهار الحقول الغابات الخرفان الثعالب الذئاب البحيرات ..
المعزوفات والدبْكة وأهازيج جني الزيتون .. أعشق العشق فيك ..
وما أصعب أن نعشق في وطن تملأه الألغام .. ما أقسى أن يقيم الحب في مدينة يسكنها الغرباء ..
هذي المعابر تعرينا كل شهقة حنين والغربان تتصيد القلوب العاشقة ..
الليل ليلنا يا أم الليلى والنهار جمرة انتظار ..
الليل وطننا يا أم غسان .. وانا اعشقك .. وأعشق الليل وغسان ..
قبّلي ليلى ولا تدعي جفنيها يسرقهما النوم قبل الأوان .. خبريها أن أباها الليلة قادم ..
وسأحضنكما كما يحضن مقاتل بندقيته حين تنهشه ذكرى الوطن الجريح ودمعة أمّ وراء الحدود ، لا تملك إلا الدعاء ..
انا آت فهذه السماء تكاد تلمس رأسي و الهواء شحيح و ليس لي إلا أنت تحتلين الوريد كما فلسطين تسكن مسام الروح و كما كف أمي يملأ عيوني كل وداع .. ليس لي إلا أنتِ حقا يا وطن الوجع الأخير ..
انتظريني الليلة يا أم غسان .. بيننا فقط مسافة نهار .. وقبلة .. وطلقة رصاصة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق