أفِقْ أيّها الـ ..
فأنتَ لم تسقطْ سَهواً
في مِحبرةِ ( هيجو )
و هو ينتشلُ بؤساءَهُ
مِن قاعِها
و لم تنزلقْ في عالمِنا
من تجريديّاتِ ( خوان ميرو ) ..
فقد أوشَكْتَ أن تفقدَ آخرَ خُطوطِكَ
و أنتَ تطفو و تغطسُ
في لُجّة ألوانِها الصاخبة
بعدَ أنْ أنفقْتَ كُلّ مدخراتِكَ من الضوء
كي تصنعَ (لها) ظلاً ..
ما الذي تَبقّى
من ( كِفاحِكَ) الأخضر
بعدَ أن جفّفَتْكَ كزهرة في كِتاب
و أوشكَتْ بَتَلاتُك الذابلة
أنْ تُطالبَها
بإطلاقِ ..
( نَفخةِ ) الرّحمة ؟! ..
أَفِقْ يا ..
و عُدْ الى قاعدتِكَ
و لو كطائرةٍ مراهقة
خرّمها الرصاصُ
قبلَ أن تجتازَ الدرسَ الأوّل ..
عُدْ الى تمارينِكَ الأولى
يومَ كنتَ تشنُّ هُبوبَكَ
قبلَ أن تلبسَ الريحُ
حذاءَ العمل ..
نَمْ عميقاً كأهل الكهف
و لكنْ
لا تبسِطْ ذراعيْكَ
ككلبٍ ( بوصيدها) ..
أو إنقرِضْ كديناصور باسل
بدلَ أنْ تستحيلَ ظِلّا جائعاً
يتشمّمُ خُطواتِها الماكرة
كجُرو ضائِع
لَم يبقَ من نباحِهِ
سوى
خيطِ استغاثةٍ ..
يتلاشى في
ريحِها المُستَأجَرة !!
اللوحة لِـ ( خوان ميرو )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق