ليستْ كبقـيَّـةِ الورودِ . . !
فأَنتَ لا تحتاجُ أَن تقتربَ كثيرًا من أَنفاسها
لكي تمتلكَ الكونَ بِخـفَّـة ساحرٍ . . أَو ثقةِ مجنون !
تضعُ فيكَ الوجودَ رهينةً . . طيلةَ وقتِ الشهيقِ
تُـغمضُ عينيكَ . . لكي تُـعينكَ على رؤيةِ عطرها . .
وهو يُـغلِّفُ الجهاتِ . . بأَسبابِ الشرود !
فيأْتي ضياعُكَ المريرُ جميلًا . .
كأَنَّـكَ تُـقابلُهُ للمرَّةِ الأُولى !
وكأَنَّـكَ – للمرَّةِ الأُولى – . .
تَـعـثـرُ على روحِكَ متورِّطةً بالانتشاء !
تتعطَّـلُ فيكَ بقـيَّـةُ الحواسِّ . .
لكي تٌـولدَ من جديدٍ . . دونَ ميراثٍ أَو خطايا
فتتضاءَلُ – على بُـعدها – المسافاتُ بين روحِكَ والعَـبَـق
ولا يحملُ الزفيرُ من جُدرانِكَ إِلى جُدرانِ الأَرضِ . .
سوى . . ذكرياتِكَ مع الشهيق !
ليستْ أَرضًا . .
فهي لا تُرغِمُكَ على الموتِ لكي تَحضُنك
تُخـبِّـئُـكَ بينَ صدرها والهواء . .
تُـغطِّيكَ بنظرةٍ تُلملِمُ أَجزاءَها ببطءٍ عن النجماتِ
ثم تُلقيها بين عينيك كطمأْنينةٍ طافت الفضاءَ . .
لكي تليقَ بوحدتك !
تزرعُكَ على كـفِّـها وشمًا . .
فلا تكبرُ هناكَ . . ولا تموت !
لأَنَّـهـا بين هَمٍّ وهَمِّ . . سوفَ ترفـعُـكَ إِلى شفتيها
وتختطفُ من الوقتِ قُـبـلـةً . . فَـتُجَدِّدُك
ليستْ كبقـيَّـةِ الينابيعِ . . !
لا تُرغمكَ على الانحناءِ لكي تَرتوي
فمرَّةً تشربُها . . . ومرَّةً تشربُك
لا تُـبـلِّـل جفافَ حلقِكَ فقط . .
لا تكتفي باقتحامِكَ من فَمك
تعرفُ دروبَـها في كُلِّ المسامات
وتعرفُ كيفَ يتشقَّـقُ جِلدُك لو وقفتْ على الحيادِ
وكيف يظمأُ التأْريخُ في وقتِكَ حنينًا إِلى سيرتها . .
تلك التي تجوبُـهُ كنهرٍ يُحبُّ أَن يرويكَ
وأَنتَ تَشتهي . . لو يُـغرقُك
وتعرفُ أَنَّـكَ حينَ يَسقُطُ العالمُ من يدِكَ
ستحتاجُ بئرًا على هيئةِ رعشةٍ لافتةٍ . . لكي تَرفَعك
ليستْ كبقـيَّـةِ القصائدِ . . !
فهي لا تَحترقُ فيكَ . . ولا تَحرقُك
حين تشتهيها على غفلةٍ من ذاتِكَ الفقيدةِ . .
أَو مع نِـيَّـةٍ مُسبقةٍ لصُنعِ ملحمةٍ كاذبةٍ تُرمِّمُ فيها بقاياكَ
أَو حينَ تُحبُّ أَن ترى خيباتِكَ من الجهة الأُخرى
كيفَ سيكتُـبُها المُؤَرِّخُ حين تيأَسُ منكَ المقاهي !
تَـأْتـيكَ بهمسةٍ صامتةٍ تُداعبُ حيرتَك
تستلقي على ورقةٍ بيضاءَ منسيَّةٍ في الخيال
تقولُ ذاتَـها على مقربةٍ من ريشتِك
وتتركُكَ حين تنصهرانِ في محبرةٍ واحدةٍ
فتعرفُ حينها أَنَّـك قد توهَّمتَ الضياعَ
وأنها . .
ليستْ سوى امرأَةٍ . .
تَعيشُها . . فتفهَمُك !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق