أبحث عن موضوع
الجمعة، 15 أبريل 2022
إلعَنوا التَصنيفَ اللَّعينْ وإهجروه ............ بقلم : داود النعيمي
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ..... آل عِمرانْ (19) .
إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لا مناص أمامنا إخواني إلا أن نضع أمام ناظركم وبين أيديكم العلَّة الفكرية والضلالة العظمى والإصر والإفك المُبين الذي وَقَعَ بهِ المُسلمين الأوائل بعد زمن الخلفاء الأربعة الراشدين , ذلك الإصرْ والإفكِ الذي هو السبب الأوَّلْ والأقوى والأشر في تَفَرُّق أمّة الحبيب المصطفى (صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ) الى فِرَقٍ ومذاهب وجماعات وحركات وطوائف ..... عانى ما عانى بِسَبَبِها المُسلمون جميعاً ولقرون عديدة ويلات وشرور الفِتنْ والصراعات التي لها أول لكنْ ليس لها آخر يدفعُ ثَمَنُها كُلُّ أبناءِ الأمّة بكافة طوائفها ومذاهبها وفرقها أموالاً وأرواحا ودماءاً غزيرة عزيزة على أبناءها وقلقاً طويلاً مريراً يعاني منه كُلْ أبناءها بعضهم من بَعضْ .
والتصنيف الذيُ نَقصُدُهُ في مقالنا المتواضعُ هذا هو التصنيف الضال الفاسد القبيح الغير متوافق مع المضمون القرآني والسُنَّةُ النبويَّةُ الطاهرةُ الخاليةُ من الشوائب الذي وَقَعَ بهِ مَنْ وَقَعَ بسَبَبِ عدَم فَهمِهِم وإستيعابِهِم بشكلٍ صائبٍ وصحيح لكلمة ال ( أصحاب ) وكَلمَة ال ( آل ) كما يقصُدُها ويعنيها القرآن الكريم في الكثير الكثير من الآيات الكريمة فَصَنَّفوا المؤمنين المُسلمين أتباع الحبيب المصطفى (صلى الله عليهِ وسلَّم) في زمن نزول القرآن الى صنفين مختلفين متنازعين , صنفٌ يُعرفُ ب ( آل محمد ) وصنفٌ آخَرْ يُعرَفُ ب ( أصحاب محمد ) ,,,,,,, لكن الحقيقة المتوافقة مع المضمون القرآني هي إنَّ أتباع النبي محمد (صلى اللهُ عليهِ وسَلَّم) يؤلِّفونَ (((((((((( صنفٌ واحدٌ )))))))))) من الأتباع ,,, فَهُمْ جميعُهُم ((( أصحابهِ ))) (صلى الله عليه وسلَّم) لأنَّهُم صاحبوهُ في الزمانْ والمكانِ والإيمانِ , وهؤلاء جميعَهُم أنفُسَهُم ((( آلهِ ))) لأنَّهُم آمنوا بهِ وبدعوتهِ وبالقرآن الذي أُنْزِلَ اليهِ , وبإيمانهم فإنَّهُم قد آلوا اليهِ فكراً (عقيدةً) وسلوكاً ( أخلاقاً ) .
فتعالوا معي إخواني نَتَدَبَّرُ بعضَ الآيات القرآنية التي تحتوي على كلمة (الأصحاب) وكلمة (الآل) لِنَضَعَ أيدينا بيقين راسخْ واضحْ على حقيقة معانيها الصائبة المُستقيمة وبالتالي حقيقة بطلان وفساد وضلال التصنيف الموروث لأتباع النبي (صلى الله عليهِ وسلَّم) عندكم جميعاً إخواني المُسلمين .
وقَبلَ تدبُّرنا علينا جميعاً الإقرار والإعتراف بحقيقة 1- إنَّ كلمةُ ( الأصحاب ) تعني الصُحبة والمَعيّة لمجموعةٍ من الأشخاص في زمانِ ومكانِ مُعيَنينْ تربُطُهُم علاقةٌ ما ,,, 2- إنَّ كَلمةَ ( الآل ) هيَّ إسمٌ مُشتقٌّ من الفعلِ ((( آلَ , يؤولُ ))) الذي يُعطي معنى الإتِّباعِ والإنتسابِ .
بسم الله الرحمن الرحيم
1- إِنَّ ((((( أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ))))) الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ .... يس (55) .
فعند تدَبُّرنا للآية يجِبُ أنْ يتبادر الى أذهاننا سؤالاً مَفادُهُ ((( هَلْ إن للجنَّة (آلٌ) كما لها (أصحاب) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ))) والجواب حتماً ويقيناً سيكون لدى الجميع (((((((((( لا )))))))))) , إذاً لماذا نقولُ عن أتباعِ النبيّ محمد (صلى اللهُ عليه وسلَّم) (آله وصحبهِ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
2- وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ ((((( أَصْحَابُ النَّارِ ))))) هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .... البقرة (39) .
3- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ((((( بِأَصْحَابِ ))))) الْفِيلِ ..... الفيل (1)
4- فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ ((((( أَصْحَابُ ))))) مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ .... الشعراء (61) .
أيضاً عند تدبُّرنا للآية آنفاً يجبُ أن يتبادر الآ أذهاننا سؤالاً مفادهُ ((( هَلْ لموسى (عليهِ السلام ) ( آلُ) يختلفون عن (أصحابهِ) المذكوين في الآية , والجوابُ أيضاً حتماً ويَقيناً سيكون لدى الجميع (((((((((( لا )))))))))) وهو نبيٌّ مثل محمد (صلى الله عليه وسلَّم) , إذا لماذا نقولُ عن أتباع النبيّ محمد (آلهِ وصَحبِهِ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
5- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ((((( وَآلَ ))))) إِبْرَاهِيمَ ((((( وَآلَ ))))) عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ .... آل عمران (33) .
أيضاً عند تدبرنا للآية آنفاً يجبُ أن يتبادر الى أذهاننا سؤالا مفادهُ ((( هَلْ لإبراهيم وعِمران (عليهِما السلام) (أصحابٌ) يختلفونَ عن ( آلِهِمْ ) المذكورين في الآية , والجواب أيضاً حتماً ويَقيناً سيكونُ لدى الجميع (((((((((( لا )))))))))) , إذا لماذا نقولُ عن أتباع النبيِّ محمد ( آلهِ وَصحبهِ ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
6- فَلَمَّا جَاءَ ((((( آلَ ))))) لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ..... الحجر (61) .
7- وَلَقَدْ جَاءَ ((((( آلَ ))))) فِرْعَوْنَ النُّذُرُ .... القمر (41) .
إخواني المُسلمين أُناشِدُكُم جميعاً في مشارق الأرضِ ومغاربها وأرجوكُم متوسلاً أن تُقوِّموا مفهومَكم الضال المتوارث لديكم جميعاً عن أتباع النبيّ (صلى الله عليهِ وسلَّم) القاضي بتصنيفهِم الى صنفين ( آل محمد ) و ( أصحاب محمد ) وإستبدالهِ بالمفهوم الجديد الصحيح المتوافق مع مضمون آيات القرآن الكريم التي تُشيرُ اليهِ بوضوحٍ صارخ الآية الكريمة ... بسم الله الرحمن الرحيم .... إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ .... الأنبياء (92) , حيثُ وحسب هذه الآية الكريمة فإنَّ جميع أتباع الحبيب المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلَّم) يؤلِّفون صنفاً واحداً من الأتباع هم ((((( آلهِ ))))) لأنَّهُم آلوا وإنتسبوا اليهِ فكراً وسلوكاً وفي نفسِ الوقت جميعَهُم ((((( أصحابه ))))) لأنَّهُم صاحبوهُ في الزمان والمكان والإيمان .
وطبقاً لما قلناهُ آنفاً يُمكِنُنا أن نقولُ الآتي :
1- إنَّ أبا بكر وعُمرْ وعُثمانَ وعلياً وفاطمة وعائشة وباقي زوجاتِ النبي (صلى الله عليه وسلَّم) والحسَنْ والحُسَينْ وطلحة وخالد وعبد الرحمن والزبير وعمّار وبلال وسُليمان و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و , كُلُّ هؤلاء يؤلِّفونَ ((((( آلِ محمد ))))) وفي نفسِ الوقت يؤلِّفونَ ((((( أصحابهِ ))))) .
2- على جميع المُسلمين واجب التعاون بينهُم في تقويم وتصحيح المفهوم الضال المتوارث لديهم فيما يخُصُّ أتباع النبيّ (صلى الله عليه وسلَّم) في كُتُبِهم وقلوبِهم وعقولِهم إذا أرادوا وحدة كلمة وصف المُسلمين وتحقيق إعتصامِهم بِحبل الله المَتين وتحقيق تراحُمِهم فيما بينَهِم .
3- إعلموا إخواني إنَّكُم إذا فَعَلتُم هذا فإنَّكُم المُستفيدون أولاً وآخراً للإعتبارات القرآنية التالية :
أولاً ...... إنَّكُم بفعلِكُم هذا فإنَّكُم تنصرون الله (سُبحانهُ) على عدوِّهِ وعدوَّكم الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن
الرحيم .... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ... محمد (7) .
ثانياً ...... بفعلِكُم هذا فإنَّكُم تُعيدونَ ( الكَلِمَ ) ( كلامُ الله ) الى مواضِعِهِ بعدَ أن حرَّفوهُ مَنْ حرَّفوهُ عن مواضِعِهِ .
ثالثاً ...... بفعلِكُم هذا سَيَكفُّ أحَّدكُم بأسهِ بكُلِّ أشكالهِ عن جميع إخوانهِ المُسلمين الآخرين الذين يشهدون ب لا إلهَ
إلّا الله محمد رسول الله . ((( بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَديدْ ))))) .
رابعاً ...... بِفِعلِكُم هذا ستَنكَشفُ أمامَ جميعُكُم الحقيقة جليةً واضحةً شاخصةً ً بكُلّ الأكاذيب والضلال
والإفتراءات الموروثة لديكُم على الله (سُبحانهُ) ورسوله محمد (صلى اللهُ عليهِ وسَلَّم) . بسم الله
الرحمن الرحيم .... وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ....
الأنعام (21) .
خامساً .....بفعلِكُم هذا فإنَّكُم تُتاجِرون مع ربِّكُم ( عزَّ وجل ) التجارة التي لا تبور أبداً مادام الليل والنهار
يتعاقبان , ألا وهي تجارة الإصلاح بين الناس .... بسم الله الرحمن الرحيم .... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ
أدُلُكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ عَذابٍ أليِمْ ........ الصف (10) .
سادساً .....بِفعلِكُم هذا فإنَّكُم تثأرون لأنفُسِكُم من الشياطين الأغبياء المُجرمين ((((( وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُون)))))
الذين تقولون عنهم عُلماء وفُقهاء أولئك الذين فرَّقوكُم وجعلوكُم شِيَعا ومذاهب وطوائف بمسميات ما
أنزل الله بها منْ سُلطانْ يستحلُّ أبناء تلك الطائفة دماء أبناء الطائفةُ الأخرى . بسم الله الرحمن الرحيم .......
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ...
.. الأنعام (159) . حيثُ إنَّ معنى الآية الكريمة بإختصار هو ( إنَّكَ يا مُحمَّد بريء من جميعْ أولئك
الذين تفرَّقوا في الدين وكانوا شِيعاً وطوائفَ ومذاهبَ شتَّى ) .
وإعتبارات أخرى كثيرة لا يُمكن حصروها وإحصائُها في منشورٍ متواضعٍ كمنشورنا هذا .
أخيراً إخواني لنعود الى الآية الكريمة الواردةُ في مستهلِ المنشور كي نتدَبَّرها لنضَعَ أيدينا على حقيقةٍ شاخصةٍ واضحةٍ مفادُها بإختصار ((( إنَّ العلم القويم الذي تَحتَويهِ الكُتُب المُنَزَّلةَ ( التوراة والإنجيل وآخرُها القرآن ) يوَّحِد ويجمع قُلوب البَشر في أُمَّةٍ واحدة وربٌّ وكتابٌ ونبيٌّ واحد , في حين بالعكس تماما فإنَّ الجَهلَ الذي يفتري ويُفتي بِهِ البعضُ من أبناء الأمّة الواحدة الذي يكتبوه ويُسطِّروه في أمَّهاتِ كُتُبِهِم يَجعلُ أبناءها يَتَفَرَّقون مُنقسمين على أنفُسِهم , وبالتالي يتنازعون ويتَقاتلون ))) , وإنّا للهِ وإنّا اليهِ راجعون ولا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله العلّي العظيم .
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولَكُم جميعاً إخواني المُسلمين داعياً إيّاه أنْ يُريكُمُ الحقَّ حقّاً ويُوَفِّقُكُم إتِّباعِه ويُريكُم الباطلَ باطلاً ويُعينُكُم إجتنابِهِ , إنَّهُ (سُبحانُهُ ) على كُلِّ قدير وبالإجابة جدير .
وصلِّ اللهُم على قائدنا وقُدوَتنا محمد وعلى جميع أتباعِهِ المُخلصين في الدين الى يوم الدين في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق