هي الذّكرى الأخيرةُ في شريطِ الأحلامِ أعلِّقُها على مشجبِ التّاريخِ، تمثالُ أفروديت بكاملِ صحوةِ حجارتِهِ عاكفٌ على تخليصِ نفسِه منَ الأصفادِ ، أفروديت تمسكينَ ببضعِ حفناتٍ من ترابِ الأرضِ كوجبةٍ تقيكِ من مساغب الزَّمنِ! لعلَّكِ في استفاقةٍ مشبوبةٍ بعدَ سماعِ عويلِ الفقراءِ،أراكِ بثوبِكِ الدّاكِنِ تسترينَ عريَ الواقعِ تبترينَ أصابعَ الغوايةِ في جسدِكِ بمقصِّ النَّدمِ، ها أنَّ تفاصيلَ جسدِكِ البضِّ تسترُها رقعُ الخِرَقِ وها هي أصواتُ التَّنديدِ تنعكسُ على جدرانِ صمتِكِ ، تفتحينَ فاهَ الصُّراخِ تستحيلينَ إلى امرأةٍ مناضلةٍ من بروليتاريا تمقتُ البورجوازيةَ الهشَّةَ إلا من أعمدةِ القصورِ ،ما بالُ جذوةِ اشتعالِ الجمالِ فيك أخالُها وقد أطفأتْها رياحُ التَّمرُّدِ ،كأن صوتَ الواقعِ دبَّ في أوصالِكِ لتستحيلي من تمثالٍ جامدٍ مخذولٍ إلى امرأةٍ ثائرةٍ،وبعدَ كلِّ ذلك تصمّينَ آذانَكِ عن سماعِ أصواتِ المطحونينَ! تعودين إلى رقادِكِ داخلَ تمثالِكِ الأجوفِ، إلّا أنَّ لا أحدَ غيري سيرى في عينيكِ بريقَ الدُّموعِ، هو حتْمًا بريقُ البراكينِ الخامدةِ التي لنْ تلبثَ أنْ تثورَ ،وفي ثورتِها ستنبثقُ ولادةٌ لأجنَّةٍ من حممٍ. الظّلمةُ المكتسحةُ الرّوحَ ستستنيرُ ببريقِ عينيكِ الثّائرتينِ المتدفِّقتينِ احتجاجًا ،كما تدفّقُ ينبوعٍ حينَ عطشٍ، وبهِ ستروينَ مخيَّلتي المكتظةَ بمئات علاماتِ تعجبٍ وسؤالٍ. سأنتظرُ صحوتَكِ القادمةَ بلهفةِ عاشقٍ لأرضٍ تحتاجُ إلى صلابَةِ القبضاتِ .
أبحث عن موضوع
الجمعة، 7 يناير 2022
أفروديت تتستّرُ بخرقةٍ باليةٍ! /سرد تعبيري........... بقلم : سامية خليفة - لبنان
هي الذّكرى الأخيرةُ في شريطِ الأحلامِ أعلِّقُها على مشجبِ التّاريخِ، تمثالُ أفروديت بكاملِ صحوةِ حجارتِهِ عاكفٌ على تخليصِ نفسِه منَ الأصفادِ ، أفروديت تمسكينَ ببضعِ حفناتٍ من ترابِ الأرضِ كوجبةٍ تقيكِ من مساغب الزَّمنِ! لعلَّكِ في استفاقةٍ مشبوبةٍ بعدَ سماعِ عويلِ الفقراءِ،أراكِ بثوبِكِ الدّاكِنِ تسترينَ عريَ الواقعِ تبترينَ أصابعَ الغوايةِ في جسدِكِ بمقصِّ النَّدمِ، ها أنَّ تفاصيلَ جسدِكِ البضِّ تسترُها رقعُ الخِرَقِ وها هي أصواتُ التَّنديدِ تنعكسُ على جدرانِ صمتِكِ ، تفتحينَ فاهَ الصُّراخِ تستحيلينَ إلى امرأةٍ مناضلةٍ من بروليتاريا تمقتُ البورجوازيةَ الهشَّةَ إلا من أعمدةِ القصورِ ،ما بالُ جذوةِ اشتعالِ الجمالِ فيك أخالُها وقد أطفأتْها رياحُ التَّمرُّدِ ،كأن صوتَ الواقعِ دبَّ في أوصالِكِ لتستحيلي من تمثالٍ جامدٍ مخذولٍ إلى امرأةٍ ثائرةٍ،وبعدَ كلِّ ذلك تصمّينَ آذانَكِ عن سماعِ أصواتِ المطحونينَ! تعودين إلى رقادِكِ داخلَ تمثالِكِ الأجوفِ، إلّا أنَّ لا أحدَ غيري سيرى في عينيكِ بريقَ الدُّموعِ، هو حتْمًا بريقُ البراكينِ الخامدةِ التي لنْ تلبثَ أنْ تثورَ ،وفي ثورتِها ستنبثقُ ولادةٌ لأجنَّةٍ من حممٍ. الظّلمةُ المكتسحةُ الرّوحَ ستستنيرُ ببريقِ عينيكِ الثّائرتينِ المتدفِّقتينِ احتجاجًا ،كما تدفّقُ ينبوعٍ حينَ عطشٍ، وبهِ ستروينَ مخيَّلتي المكتظةَ بمئات علاماتِ تعجبٍ وسؤالٍ. سأنتظرُ صحوتَكِ القادمةَ بلهفةِ عاشقٍ لأرضٍ تحتاجُ إلى صلابَةِ القبضاتِ .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق