أراكَ تلهثُ منهوكاً وراءَ السراب
تهيمُ مذعوراً بين الضبابِ الخادع
تحاولُ اصطيادَ لحيظةٍ من الدهر
تحسُّ فيها بغبطةِ اللقاء
ترتجي المستحيلَ تتعلقُ بنُتفٍ من رجاءٍ مفقود
تفرُّ منك تلك اللحيظة هاربةً
تطاردها مكدوداً مرتجفاً
لكنك تطاردُ العبثَ وترتجي المستحيل .
أليستْ هذه حقيقةُ حياتنا يا خيالي ؟
أليست الأحلامُ والأماني ضباباً هائماً
في آفاقِ العدمِ واللاوجود ؟
كم أحبك يا خيالي وكم أشفقُ عليك ...
أحبكَ لولاك كانت حياتي
سعيراً في جحيمٍ لا يطاقُ
لولاك لما تحملتُ لحيظةً
هذا الواقع المقرف المرير ...
واقعُ حياةٍ نعيشُ كلَّ لحظةٍ منها وشبحُ العدمِ
والفناءِ يلفُّنا يصلبنا على خشبةِ الألمِ والعذاب
لولاكَ يا خيالي لما تقبَّلَ وتحمَّلَ عقلي ووعيي
عفونة وقرف الحياةِ والوجودِ ...
كم أشفقُ عليك وأرثي لحالك وأنا أراكَ
وأحسُّ بك تجهدُ تتعبُ وتكافحُ لتزيِّنَ لي
كلَّ هذه الآلام والأشواكِ فتُلبسها
عباءةَ الأحلامِ والأماني والآمال ...
تكفكفُ دموعَ روحي التي تشعرُ
بكفنِ العدمِ والفناءِ والعبثِ
يلفها يكفِّنها ويسحقُ كلَّ رجاءٍ فيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق